الولادة والحمل في زمن كورونا.. خوف وقلق وتساؤلات
الأكثر مشاهدة
أصاب القلق والذعر الذي أحدثه ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الجميع، وبات الكل يشعر بأنه مهدد وحياته في خطر، ومن بين الأوضاع الصعبة التي يشهدهاا الأطباء وطاقم التمريض وقطاعات الرعاية الصحية، كونهم المتعاملين الأوائل مع المصابين، وكذلك ما يعيشه آخرون من نكبات اقتصادية وأوجاع اجتماعية، يأتي الهاجس الذي يسيطر على كثير من الحوامل والمقبلات على الولادة ليزيد من مشاعرهن بالخوف والقلق، بخلاف ما تتسم به هذه المرحلة بالفعل بكثير من الضغوط النفسية.
تعرفي على: وصم كورونا.. يمنع دفن الموتى والإفصاح عن المرض
الولادة في زمن كورونا
"توقيت كئيب بصراحة" عبرت حبيبة أحمد، 25 سنة، عن الوقت الذي تعيشه منذ ظهرت الحالات المصابة بفيروس كورونا في مصر، فهي حامل في شهرها التاسع وتنتظر طفلا تتمنى أن يمر وقت ولادته على خير، فإلى جانب مشاعر الخوف والقلق المعتادة لدى كل حامل ومقبلة على الودلادة، خلال هذه الفترة، كان ظهور كوفيد-19 كفيلا بأن يضاعف من هذه المشاعر.
بات خروج حبيبة من المنزل نادرا، ولا يحدث سوى مع الزيارات للدكتور المتابع لحملها، وداخل العيادة يتوفر الكحول والإجراءات الوقائية "بس أكيد الموضوع مخيف ومفيش حاجة مضمونة"، وكلنها تحاول ان تتعايش مع الوضع ولا تترك نفسها للتفكير المفرط، معتمدة على زوجها ووالدتها من أجل شراء حاجيات الولادة والطفل، وتستقبل وترسل للطبيب نتائج التحاليل والمتابعة الدورية من خلال رسائل تطبيق واتساب.
واضطرت إلى شراء كثير من ملابس الطفل من خلال مواقع التسوق المتاحة على الإنترنت، وحتى تطمئن زارت المشفى التي تنوي الولادة بها، وتعمدت أن تكون متخصصة في الولادة فقط، ولا تستقبل مرضى أو حالات طواريء، كما سعدت بوجود قرارات تمنع الزيارات تماما للوالدات الجدد، وتمنع حضور الأب داخل غرف العمليات، "اكن الوقت مربك طبعا، ولأن التجربة جديدة وأول مرة، فهي مختلفة بكل حاجة فيها".
يشارك حبيبة الخوف والقلق كثيرات يحاولن أن يجدن الطريقة التي يكنهن أن يطمئن بها، فهن مقبلات على إنجاب أطفال في ظل أوضاع صحية غير مستقرة وخطيرة، بسبب اجتياح فيروس كورونا للعالم، وإصابته لأكثر من 2 مليون و650 ألف شخص حول العالم، كما تسبب في وفاة أكثر من 185 ألف آخرين (حتى كتابة التقرير)، كان من بينهم مقمي الرعاية الصحية من الأطباء والممرضين.
وتعبيرا عن قلقها، على إحدى المجموعات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قالت ياسمين "أنا أول التاسع، وخايفة أنزل حتى المتابعة للدكتور"، وأضافت ساندرا نشأت "أكيد خايفة على البيبي، وعلى نفسي، وعلى اللي هيروحوا معايا، ومش عارفة أعمل إيه"، وهونت سيسل الأمر على نفسها وأوضحت "خايفة أكيد، بس اخترت مستشفى ولادة فقط"، معتبرة أن التعقيم واختيار المستقى له دور في مرور فترة الولادة بسلام.
وكانت الفنانة يسرا اللوزي قد شاركت متابعيها بفيديو على إنستجرام، عبرت خلاله عن مخاوفها من الولادة في ظل وجود فيروس كورونا، وقالت "زميلاتي الحوامل اللي قربوا يولدوا بيعملوا إيه؟ وقلقانين من إيه ومتخيلين إيه يحصل في الولادة؟ في ظل الفيروس الجميل"، كما استمرت في مد متابعيها بأخبار عن زيارات الطبيب والمتابعة في انتظار الولادة، كونها حامل في الشهر الأخير وتنتظر استقبال مولودها خلال أيام قليلة مقبلة، وقررت أن تعبر عن القلق الذي تعيشه كأم وحامل من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
أغلب مخاوف المقبلات على الولادة، أتت من عدم قدرتهن على ضمان تعقيم المستشفى والأدوات، وكذلك عدم ضمان أن تكون إجراءات الوقاية المتبعة قادرة على أن تمنع عنهم الفيروس، خاصة، بعد أن توفيت سيدة في بني سويف، عقب ولادتها لطفليها التوأم، وتبين إصابتها بفيروس كورونا، وكانت الطفلتان قد توفيتا قبلها بأربعة أيام، ولم يتم التعرف على المصدر الذي نقل لها المرض.
نصائح للحوامل في أثناء فيروس كورونا
ومن أجل تقديم معلومات يمكنها أن تعمل على طمأنة الحوامل والمقبلات على الولادة، نوجز ما قدمته منظمة يونسيف ومنظمات صحية أخرى من أجل أن تحمي السيدات أنفسهن خلال هذه المرحلة، وكانت أهم الإجراءات:
الاتفاق مع الدكتور المتابع على اختيار مكان الولادة المناسب، والذي يفضل أن يكون مستشفى لا يستقبل حالات طواريء، وأن تكون للولادة فقط.
- وجود خطة واضحة للتعامل فور الشعور باقتراب الولادة، بداية من الشخص الذي يجب الاتصال به، والطريقة التي يتم نقلك بها إلى مكان الولادة، واختيار أفردا محدودي العدد للذهاب معك.
- من الضروري أن تتبع الحامل قبل الولادة نظام غذائي صحي، وتناول المشروبات والسوائل، والتمرين على التنفس، وكذلك المشي والحركة المحدودة داخل المنزل قدر الإمكان، مع التعرض للشمس.
- ضرورة أن تكون الحامل مطلعة على وضعها الصحي بصورة كاملة، وأن تطرح ما تريده من الأسئلة على الطبيب المتابع، وتتأكد من الحصول على إجابات توضيحية وصريحة.
- ومن الأفضل، بعد الولادة أن تعود الأم وطفلها إلى المنزل بسرعة أكبر من المعتاد، طالما وضعها الصحي جيد، حتى تضمن عدم انتقال أي فيروس أو عدوى له وللطفل المولود حديثا
- عدم استقبال الضيوف بعد الولادة، واتباع إجراءات الوقاية داخل المنزل، كما هي معروفة، من غسل الأيادي والتعقيم المستمر.
- عدم الخروج بالطفل من المنزل، إلا في حالات الضرورة القصوى، وفي حالة وجود أطفال آخرين في المنزل، يفترض أن يكونوا غير مخالطين لأطفال ىخرين خارج المنزل.
- وفي أثناء الحمل، يجب تجنب المواصلات العامة، والعمل من المنزل فقط، وتجنب التجمعات في الأماكن العامة، وكذلك التجمعات الشخصية، والاكتفاء بالإنترنت والتليفون كوسيلة تواصل مع الآخرين.
كورونا من الأم إلى الجنين
وبسبب سرعة انتشار فيروس كورونا المستجد، ظهرت كثير من التساؤلات حول ما إمكانبة أن ينتقل الفيروس من الأم الحامل المصابة به إلى الجنين، وكيف يمكن التعامل مع وضع كهذا؟ خاصة، بعد ظهور حالة ولادة طفل مصاب بالفيروس في الصين بعد 36 ساعة من ولادته فقط، وهو ما استرعى انتباه الأطباء في البحث حول إمكانية أن تكون الأم ناقل للفيروس إلى الجنين داخلها قبل ولادته.
وقام فريق بحثي تابع لمستشفى تشونجنان بجامعة ووهان الصينية بإجراء بحوث تكشف مدى انتقال العدوى، مع الاستناد إلى فرضية أن تكون في الرحم عبر المشيمة، أو في أثناء عملية الولادة مع ملامسة سوائل الأم، وكذلك من خلال اتصال الطفل المولود بمريض مصاب بالفيروس، وأجرى الفريق البحثي الصيني تحليل على عينات مأخوذة من 9 سيدات حوامل تمت إصابتهن بالفيروس، من مستشفى واحد، ونشرن نتيجة التحليل والدراسة التي تم إجراؤها في 12 أبريل 2020 بإحدى الدوريات العلمية، وتبين أن الأمهات اللاتي خضعن لولادة قيصرية، لم ينقلن الفيروس إلى أطفالهن، ولم يصب فيها أي طفل بالفيروس، وهو ما يعني أن كوفيد-19 لا ينتقل من الأم إلى الجنين (المصدر).
اقرئي أيضا:
9 طرق للاستمرار في دعم المساواة بين الجنسين رغم العزل
الكاتب
هدير حسن
الجمعة ٢٤ أبريل ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا