دروس في البيزنس تعلمناها من عبدالغفور البرعي
الأكثر مشاهدة
نُشاهد لسنوات واحدا من أهم المسلسلات الدرامية في الوطن العربي وهو "لن أعيش في جلباب أبي" هذا المسلسل المأخوذ عن رواية لإحسان عبدالقدوس والتي تتمحور حول تمرد الأبناء على ثروة ومكانة أبيهم في المجتمع. ورفض الابن أن يعيش في ظل والده. ولكن المسلسل لم يتناول الرواية كما هى، ولكنه ألقى الضوء أيضا على قصة كفاح بطل المسلسل "عبدالغفور البرعي" والذي بدأ من الصفر حتى وصل لواحد من كبار التجار والأثرياء في مجاله. لذلك فكرت أن أُشارككم ببعض الدروس التي قد نستلهمها من قصة عبدالغفور البرعي وما عرضه المسلسل من شخصيات نعرفها بالفعل في عالم البيزنس والأعمال.
"استمع لنصائح الرواد في مجالك"
بالرغم من أن عبدالغفور البرعي كان يبدو شخصا بسيطا للغاية في بداية حياته، إلا أنه كان لديه حلم وهدف مُحدد يسعى وراءه، وظل يعمل من أجله. ولكنه بالرغم من اجتهاده لم يُنكر فضل المعلم ابراهيم سردينة وهو شخص له خبرة في الحياة والتجارة، لذلك حرص عبدالغفور البرعي أن يستفيد من كل نصيحة يقولها له المعلم سردينة.
لذلك لا تمل أبدا من الاستفادة من أشخاص آخرين استطاعوا تحقيق نجاحا ما في مجالاتهم، فمهما كان لديك رؤية حتى وإن كانت واضحة، فأنت تحتاج للخبرة وتجارب الآخرين أيضا خاصةً في مجال البيزنس.
اقرئي أيضا: نصائح من رواد أعمل ناجحين لتكون مثلهم
"طوّر من عملك دائما"
البيزنس ومجال الأعمال والتجارة يحتاج دائما للتطوير المستمر والعمل الدؤوب، فالاكتفاء بنجاح مُعين يجعل طموحك محدود وسيأتي وقت ويذهب هذا النجاح. وعبدالغفور البرعي كان مثالا لهذا التطوير، فقدأ بدأ بكونه موظف عادي بل أقل من العادي في وكالة الخردة، ولكنه لم يستسلم لوضعه. عمل كثيرا لجمع المال ليستطيع شراء بضاعة خردة قليلة وبيعها مرة أخرى. وهذه المحطة كانت مُهمة جدا في حياته، وكان من الممكن أن يكتفي بها فهى تُعتبر نقلة من كونه مجرد عامل صغير لشخص يمتلك مكانا في سوق الخردة ليبيع، ولكنه لم يكتفي بذلك.
استطاع عبدالغفور أن ينتقل لتجارة أكبر بفتح محل صغير، ثُم محل أكبر، ثُم مصنع للحديد والصلب، واستمر في تطوير نفسه ليكون مواكب لما يحدث في سوق التجارة والأعمال.
لذلك يجب أن تسبق طموحك دائما، أن يكون لديك بُعد نظر وألا تكتفي بالنجاح لأنه عملية مُستمرة يقدوك خلالها الشغف بما تفعله.
اقرئي أيضا: طريقة الاستثمار في الذهب بنجاح مع تجنب المخاطر
"حدد هدفك واسعى لتحقيقه"
إذا حللنا مسيرة عبدالغفور البرعي نجد أنه من البداية كان يسعى وراء هدف وحلم يرغب بشدة في تحقيقه. حلمه في النجاح والكارير وأن يكون تاجرا كبيرا في مجال الخردة، هذا الحلم الذي تحمل من أجله الكثير من الصعاب والمكائد أيضا. فأحيانا كثيرة من قوة الإيمان بالحلم والتصديق فيه، يتحقق بالفعل مهما كانت العواقب.
لذلك استمر في الإيمان بحلمك، ضع هدفا لحياتك أو لعملك واسعى بشدة لتحقيقه، اعمل بذكاء وحاول الوصول بكل طاقتك ولا تخاف من لحظات الفشل لأنها هى التي ستقودك للنجاح.
اقرئي أيضا: 6 أخطاء شائعة في إدارة البيزنس تتسبب في فشله
"اعرف قيمة المال"
لاحظنا كثيرا أن عبدالغفور البرعي حتى بعد أن أصبح مليونيرا، كان يعرف جيدا قيمة المال. لا نستطيع أن نصفه بالبخل، ولكنه كان يدرس ويُفكر كثيرا قبل أن يدفع مبلغا في شىء ما. ليس هذا فقط، فهو كان يعرف كيف يستثمر هذا المال ليعود أضعافا ولا ينظر لفكرة الربح السريع ويُفكر كيف يصرف هذا المال. وربما هذه الصفة مشتركة في الكثير من رواد الأعمال والأثرياء. فمن لا يعرف قيمة القرش يخسر كثيرا.
لذلك تعلّم قيمة ما تملكه، وتذكر الجهد الذي بذلته لتحصل عليه. فكّر أيضا في كيفية استثمار ما لديك، ولا أقصد المال فقط، فربما تمتلك مهارات وقدرات أخرى تستطيع استثمارها لتحصل على المزيد من المال والربح.
اقرئي أيضا: نصائح وارن بافيت في الاستثمار وريادة الأعمال
"كن مميزا ولا تستمع لسخرية الآخرين"
أتذكر جيدا الحلقات التي قرر عبدالعفور خلالها أن يشتري حطام الطئرة التي تم اختطافها بعد أن تم القبض على المختطفين. تعجّب الجميع من هذا القرار واتهموه بالجنون والسفه وسخروا منه، ولكنهم التزموا الصمت بعدما علموا بهدف عبدالغفور وهو تفكيك الطائرة وبيعها خردة، وهو تفكير ذكي للغاية وطموح لأن خردة الطائرة ستكون عالية الثمن.
وهذا هو الدرس المستفاد، "التميز"، ففي عالم البيزنس وخاصةً هذه الأيام إذا لم تكن مُميزا وتأخذ قرارات جريئة وغير تقليدية، ربما تُهدد التقليدية وجودك. فالكثير من الشركات خسرت وأغلقت أبوابها لأنها رفضت التطوير ورفضت أن "المجاذفة". وشركات أخرى لم تظهر من الأساس لأنها لم تمتلك الشجاعة الكفاية لمواجهة الناس بفكرتها المختلفة أو الغريبة ربما. لذلك لا تخف أبدا من الاختلاف والتميز لأن هذا قد يكون بالتحديد ما تحتاجه للنجاح.
اقرئي أيضا: فن التفكير خارج الصندوق لحلول إبداعية مبتكرة
"اختيار فريق العمل أهم سبب للنجاح"
لا نُنكر أن نجاح عبدالغفور البرعي كان أساسه شغفه وتطويره من نفسه والسعي وراء حلمه، ولكن لا نستطيع أن ننسى فريق العمل الذي كان يُسانده في كل شىء وهم فهيم أفندي وسيد كشري. فالمعلم عبدالغفور البرعي كان جاهلا بالرغم من كونه ذكيا، لذلك كان يعتمد بشكل أساسي على فهيم أفندي في كل ما يخص العقود والاتفاقات وغيرها مما يستلزم القراءة والكتابة. كما كان يعتمد على سيد كشري في إدارة الوكالة وتنظيم العمل. بالإضافة للمهندس الذي كان يستشيره في الأمور الهندسية. كل هؤلاء استطاع عبدالغفور البرعي أن يضعهم في أماكنهم الصحيحة ليستفيد منهم بالشكل المطلوب لتحقيق النجاح.
لذلك لا تستهين أبدا بفكرة اختيار فريق العمل، فأنت لن تنجح بمفردك، ستحتاج لأشخاص موثوق فيهم يُحاولون مساعدتك ويعملون بإخلاص. الأمر أشبه بسيمفونية موسيقية لن تتحقق إلا بوجود فرقة كاملة بقيادة المايسترو الذي يقودهم للعزف. حاول دائما أن تكون اختياراتك لمن يعملون معك على أنهم أشخاص في فريق لا مُجرد موظفون.
اقرئي أيضا: 5 دروس لرواد الأعمال من فيلم Pursuit of Happyness
الكاتب
دينا خليل
الأربعاء ١٠ يونيو ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا