تنمية مهارات الأطفال وأهميتها لتجعلهم أفضل
الأكثر مشاهدة
تنمية مهارات الأطفال أمر بات أغلب الأمهات والآباء على وعي بأهميته، وضرورة أن يكونوا قادرين على فسح المجال للطفل ليعبر عن نفسه، ويكتشف ذاته، حتى يكون أكثر مرونة للتعامل مع الحياة وتعقيداتها، وكذلك أكثر إقبالا على التجربة والتحلي بالمغامرة، خاصة، أنها أمورا افتقدتها أجيالنا والأجيال التي سبقتها، بسبب نمطية التعليم، وسطحية التعامل مع عقلية الاطفال.
دور المدرسة والمعلمين، وكذلك الأهل في المنزل لم يعد يقتصر على الاطمئنان أن أبناءهم يحفظون الدروس ويحصلون على أعلى الدرجات، فتلك ليست أمارات النجاح، الذي أثبتت تجارب الحياة أنه يحتاج إلى التحلي بمهارات أخرى قادرة على أن تكسب الطفل ثقة بالنفس، وأكثر شجاعة وإقدام وذكاء أيضا.
إذا كنت تعتقد أنك تقوم تجاه طفلك بما يحتاجه، بأن تهتم بتفوقه الدراسي وحده وتحرص على نظام غذائي صحي، حتى قبل سنوات الدراسة، فللأسف هذه طريقة غير موفقة، فهو يحتاج إلى مهارات تعين على نموه العقلي والحركي، وكذلك تجعله متوافق مع عمره، وتطور من قدراته على الاستيعاب والتفكير بطريقة نقدية وتحليلية، وتنمى داخله روح التعاون والعمل الجماعي، وأن يكون طفل قادر على إدارة مشكلاته والتعامل معها.
تعرفي على: أفكار مختلفة لديكورات غرف أطفال عصرية وغير تقليدية
تعريف تنمية المهارات
المهارات هي المعرفة والقدرة على أن تقوم بنشاط أو فعل معين بطريقة جيدة ومنضبطة، نتيجة الخضوع للممارسة والتدريب المستمر، مثل أن يكون الشخص قادر على العزف على آلة موسيقية معينة، أو إتقان لعب رياضة مثل كرة القدم، أو قيادة السيارات، ويشبه الأمر عند الأطفال مهارة المشي مثلا، وتتنوع المهارات ما بين مهارات اجتماعية أو مهارات تواصل، ومهارات حياتية، وكذلك المهارات الوظيفية.
أما تنمية المهارات فهو منهج أو طريقة تعمل على اكتساب الفرد القدرة على تأدية فعل أو نشاط جديد حتى يتمكن من إتقانه، وفي حالة تنمية مهارات الأطفال، فالأمر يعني تدريبهم بشكل مستمر على الاتيان بفعل معين، أو اتباع منهجية في التفكير والتعامل اليومي، سواء مع أسرهم أو المجتمع من حولهم.
أهمية تنمية مهارات الأطفال
الطفل يأتي إلى الدنيا محملا بالفضول والتطلع إلى المعرفة والتعلم، نراه دوما يسعى للتجربة، فيلمس ما يبدو لنا خطرا مثل أسلاك الكهرباء، لأنه يراه اكتشاف جديد يريد أن يعرف عنه بنفسه، ولذلك يعتبر كثير من خبراء التربة والتعلم أن سنوات الطفل الأولى وحتى عُمر 6 سنوات هي الأنسب كي يتعلم ويكتشف ويكون شخصيته.
بخلاف المهارات التقليدية التي يجب أن يتم تعليمها لكل طفل، هناك مهارات أخرى لها علاقة بالسلوك والتعامل المجتمعي وطريقة التفكير كذلك، فمن المؤكد أنه سيكون لها تأثير واضح على نموه العاطفي والبدني أيضا، ويمنحه مستقبل أفضل، وتأتي أهمية تنمية المهارات في:
- تجعل الطفل متقبل أكثر لفكرة التعلم وقادر دوما على أن يكتسب المعرفة من حوله، ويكبر معه هذا التقبل، مما يجعله قادر على النجاح فيما يريد.
- المهارات الحياتية والمعرفية يمكنها أن تجعل الطفل أكثر قدرة على التواصل اللفظر والتعبير عن نفسه.
- تطوير مهارات تعامل الطفل مع الآخرين والتواصل معهم، مما يشعرهم بالراحة في المناسبات الاجتماعية ويزول عنهم حرج وخوف الأطفال.
- المهارات تمنح الأطفال قدرات قيادية.
- توفير تجارب تزيد من مهارات الأطفال يعمل على تحفيز عمل موصلات الدماغ، مما يساعد على نمو الطفل، كما أن حصوله على الرعاية الجسدية والعاطفية تعزز من عمل الروابط العصبية بما يحدمه لبقية حياته.
- سيكون لدى الطفل قدرات بدنية، ومهارات متعلقة بالقراءة والكتابة، وكذلك مهارات معرفية أعلى، إذا تم تطوير وتنمية دماغه على التعلم واكتساب المعرفة.
- التمكن من التعرف في سن مبكرة على اهتماماته وميوله، الأمر الذي يختصر كثير من الوقت في معرفة المجالات التي يمكنه النجاح بها مستقبلا.
- التعرف على مناطق الضعف في القدرة على التعلم، وهل يواجه صعوبات في السلوك، أو الأمر متعلق بالتواصل الاجتماعي والعاطفي، وغيره من الأمور، التي يسهل العمل على اكتسابها.
- يزيد من قدرة الطفل على مواجهة مشكلاته وحلها والتعامل معها، دون أن يكون شخص له طبيعة اعتمادية، ينتظر أن يتفاعل الأخرين مع واقعه ومشكلاته بدلا منه.
اقرئي أيضا: 4 قنوات على يوتيوب تشاركك تجربة الأمومة
أهم مهارات تنمية الأطفال
هناك مجموعة من المهارات التي يمكن تعليهما للأطفال حتى يتحقق له الحصول على شخصية مستقرة، ولديه قبول واستعداد نفسي للتعلم والفهم والاختلاف والتواصل مع الآخرين.
تنمية مهارات الطفل العقلية
التركيز على المهارات العقلية الخاصة بالطفل، من الممكن أن يكون عن طريق التركيز على مجموعة من الأسس:
العمل ضمن فريق
القدرة على تعليم الطفل مهارة العمل ضمن فريق هو واحد من أكثر المهارات التي تساعده على أن يبني علاقات جيدة مع الآخرين ويتفاعل معهم، فالطفل القادر على أن بلعب مع اصدقائه، ويشارك آباءه وأشقاءه في الأعمال المنزلية، هو طفل متعاون ومتفهم لدوره.
ويمكن تعزيز هذه المهارة من خلال تحويل الأمر إلى لعبة تتشاركوا فيها مع الطفل، وأن يكون لكل منكم دور عليه أن يقوم به، سيكون من الواضح للطفل أهمية ما يقوم به، فمثلا من الممكن المشاركة في بناء برج، وتوضيح أنه سيعمل على رص الكتل بالتناوب مع والديه أو أخوته.
يعتقد 90% من أصحاب العمل أن العمل ضمن فريق من أهم المهارات الوظيفية التي تحتاجها أغلب الظائف، والقدرة على غرس روح التعاون في الطقل منذ صغره يساهم في نجاحك، قدرته على التأقلم مع مجموعة من الموظفين والعاملين المحيطين به، كما أنه سيدرك دوما دوره وأهميته ويعمل على إتمامه.
حل المشكلات
من الامور التي عليك أن تهتمين بإكسابها لطفلك، أن يكون قادر على التفكير بطريقة نقدية وتحليلية، حتى يتمكن من حل المشكلات، ويأتي ذلك من خلال أن يتعلم الطفل أن يسأل الأسئلة التي تتطلب مزيد من التفكير والمراقبة، مثل أن يقول "ماذا لو"، أو "لماذا"، ويعتقد أن ذلك يحدث عندما يرشده الأهل لذلك.
ويمكن تحويل الأسئلة إلى موضوعات يمكنه التفكر بها، فإذا حاول معرفة "لماذا أبدو أقصر من زملائي"، يمكن أن يوجهه الأب او الأم بسؤال آخر "تعتثد لماذا أنت أقصر"، ولكن يجب الحرص أن يكون عمره يسمح له بهذه المرحلة من التفكير، فيقوم مثلا بالبحث عن ذلك على الإنترنت، أو يسأل أشخاص أكثر، و يحاول ملاحظة أطوال باقي أفراد الأسرة، وجميعها أمور يمكنها أن تساهم في تغيير ةجهة نظره للأشياء من حوله.
وبالتأكيد لعبة للاستكشاف والتعلم ستفي بالغرض، فيمكنكم مثلا جمع الأطفال ولعب لعبة اكتشاف مكان الأشياء، مع ترك دليل بجانب مكان كل شيء، وترك للأطفال محاولات التعرف على هذه الاماكن، أو اطلب من الطفل أن يبني منزل بناسب حيوان معين، ويرسم رسمة لهذا البيت وخطط لتنفيذه.
التحكم في النفس
ضبط النفس والاتزان في المواقف الصعبة يعد من أكثر المهارات التي يصعب تعلمها، فما زال كبار وناضجين لا يملكونها، فمقدرة الشخص على التحكم في عواطفه ورغباته ليس بالأمر الهين، ولكن إذا بدأت خطوات التركيز على ذلك في سن مبكرة، سيكون تأثيرها أكثر إيجابية وعلى المدى الطويل، خاصة، أن التعامل مع المشاعر لا يبدو سهلا.
ويمكن تعليم الطفل مهارة التحكم في مشاعره وضبطه نفسه، من خلال أن يقوم بمحاولة إعداد وجبة (من المهم أن تناسب هذه الوجبة الصغار)، فيقوم بتجهيز المكونات وضبط مزجها معا، والعمل على تقديم الوجبة بشكل شهي، وجميعها أمور يمكنها أن تساهم في قدرته على التعامل مع انفعالاته والعمل تحت ضغط، ومن الممكن تجربة لعبة الرقص والوقوف عند وضع معين مع توقف الموسيقى.
تعمل هذه الألعاب على جعل الطفل قادر على التركيز على المهام التي يقوم بها، ويكون لديها مهارة إدارة سلوكه والتعامل معه، وتعلم الصبر، والتعرف على القواعد وإمكانية اتباعها.
القدرة على التكيف
من دون أن يصاب بنوبة غضب بسبب تغير في مسار يومه، أو ظهور ما يفسد روتينه، على الطفل أن بتعلم كيفية التأقلم والقدرة على التكيف مع تغير الأوضاع والظروف، وهي مهارة ليست سهلة، فأفضل ما يحدث للطفل هو أن يكون له روتين يومي يسير وفقا له، ولذلك يبدو التعامل مع وضع جديد أمر صعب، ولكن من الممكن اكتساتب هذه المهارة الذي تمكنه من التعامل مع المتغيرات.
تعزيز مهارة التكيف بسهولة، يمكن أن تحدث من خلال تشجيع الأطفال على أن يروا استخدام مختلف للأدوات من حولهم، فيمكنهم أن يصنعوا كوخ من خلال الأدوات المتاحة لهم بالمنزل، مما يعزز كذلك قدرتهم على الإبداع والتفكير بطريقة مختلفة.
التفكير النقدي
هدف التفكير النقدي هو التعامل بأكثر الطرق مثالية مع المعلومات الجديدة، فمن الممكن أن نلعب مع الطفل لعبة تقمص الأدوار، فتقومون بمنح كل طفل بعض المعلومات عن الشخصية التي سيقوم بتقمصها، وتبدأون في سؤالهم عن مشاعر هذا الشخص، وكيف يمكن أن يتصرف في موقف معين.
مهارات التذكر
تعزيز ذاكرة الطفل، وقدرته على التذكر واحدة من أهم مهارات تنمية الأطفال، كونها تجعله قادر على ترتيب الأحداث، والتفكير بمنطقية، ويمكن مساعدة الطفل على تطوير ذاكرته عن طريق اختلاق قصة، وتطلبين من كل طفل أن يكملها بأحداث ناتجة عنها بعد أن يتوقف زميله عند جزء معين، أو تجعلون الطفل يشارك في أعمال منزلية لها خطوات معينة، مثل فرز الملابس أو التنظيف.
تعتبر تلك أهم مهارات تنمية الأطفال التي يمكن اكتسابها وتعلمها، والتي تساعد على أن تجعله شخصا أفضل.
اقرئي أيضا:
كتب عن تطوير الذات يمكنها أن تبني شخصيتك من جديد
الكاتب
احكي
الخميس ١١ يونيو ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا