كيف تحافظين على أمانك الإلكتروني؟ اعرفي الخطوات
الأكثر مشاهدة
كم مرة تعرضتِ للسخافة والمضايقات، دون أن تجدين مبررا واضحا يسمح لآخرين بفعل ذلك، وكيف يبدو سهلا أن يخترق أحدهم خصوصيتك، ويرى أن من حقه أن يبتزك أو يعرضكِ للإهانة.. في الغالب هذا ما تتعرض له الفتيات والسيدات على حساباتهم على مواقع الإنترنت على اختلافها، سواء من مجهولينن أو من اشخاص كانت تجمعهن بهم علاقة.
ولأن تفاعلنا في الحياة العامة يعد نضال يومي، نكافح أن تعيش فيه السيدات دون التعرض للتحرش في المواصلات العامة، أو المضايقات والتضييق والتقليل من قدراتها في أماكن العمل، وحتى المعاناة مع العنف المنزلي، من الطبيعي أن يكون الإنترنت إنعكاس لشكل هذا المجتمع، فانتقلت المساويء (مع الإيجابيات بالتأكيد) إلى الفضاء الإلكتروني، وبات من الضروري السعي للأمان الرقمي والحماية الإلكترونية.
تعرفي على: أمور يجب أن تربي ابنك عليها حتى لا يصبح ذكوريا
معنى الأمان الإلكتروني
وجودنا على الإنترنت، يحتاج منّا إلى حماية للتأكد من عدم استغلال معلوماتنا أو هويتنا دون إذن، وفي سبيل تحقيق ربح أو مكاسب شخصية، ولذلك كان هناك ضرورة للأمان الإلكتروني أو الرقمي Digital Safety، وأن يتبع ذلك إجراءات قانونية وتشريعات يمكنها أن تحمي أي شخص من تعرضه للابتزاز أو المضايقات والاعتداء الجنسي، فيكون الإنترنت مساحة تشعر فيها السيدات والفتيات بالامان.
ويمكننا اعتبار الأمان الإلكتروني هو حماية هويتنا على الإنترنت من إمكانية استغلالها بأي شكل، سواء عن طريق سرقة المعلومات لتحقيق مكاسب شخصية، أو اختراق أجهزة الهواتف الذكية والحواسيب، أو تدمير المعلومات التي قمنا بتخزينها بالفيروسات والملفات المدمرة، ونتبع الأمان عن طريق الخطوات والأدوات التي تحمي الهوية التي نظهر بها على صفحات المواقع الإلكترونية، سواء من برامج مكافحة الفيروسات أو طرق الحفاظ على معلوماتنا وبياناتنا الخاصة.
قصة الانتهاك الإلكتروني
حكت الفتاة ماهينور حسن على حسابها على موقع تويتر عن تعرضها للابتزاز الإلكتروني، بعد أن وجدت شخص يراسلها على تطبيق واتساب يحاول ابتزازها بصور لها بحوزته، كان قد حصل عليها من فتاة كانت تعرفها ماهينور منذ سنوات، وطلب في مقابل عدم الإفصاح عن هذه الصور ونشرها إلكترونيا أن تحقق له رغباته الجنسية.
في البداية، سبب لها الموقف التوتر والقلق، ولكنها قررت "روحت تاني يوم الصبح مديرية الأمن بسموحة، ودخلت مباحث الإنترنت وعملت له محضر"، وسردت ماهينور باقي تفاصيل الواقع، من محاولات أهل المعتدي الضغط عليها من أجل التراجع عن المحضر والصلح، إلى سفرها للقاهرة من أجل إتمام إجراءات البلاغ الذي تقدمت به، وحتى انتظار الحكم الذي يستحقه، ورغم قدرتها على التعامل مع المشكلة، نهت قصتها بفقدانها للشعور بانعدام الإمان، والخوف من رد فعل أهله "مش عارفة لما الولد يتسجن أنا هبقى في أمان إزاي وأنا قاعدة في بيتي".
أنا عملتله بلوك أول ما بعتلي كل دا.
— ماهينور حسن (@rridiculousss) May 22, 2020
روحت تاني يوم الصبح مديرية الأمن بسموحة، وروحت لمباحث الإنترنت وقولت عايزة أعمل محضر في شخص بيبتزني.
إستنيت شوية ودخلت للظابط، حكيتله كل شيء بالتفصيل، من أول البنت لحد الولد لما بعتلي وإني ماعرفش إيه العلاقة بينهم أصلا اللي تخليها تعمل كدا...
كيف تحافظين على أمانك الإلكتروني
وحتى يمكنك التعرف على الطريقة التي تساعدك على حماية وجودك على الإنترنت، وتتمكنين من الحصول على حقك القانوني مثلما فعلت ماهينور، هناك مجموعة من الإجراءات والخطوات التي يجب عليك معرفتها واتباعها في حال التعرض لأي شكل من أشكال انتهاك الخصوصية على الفضاء الإلكتروني، والتلاعب بكِ واستخدام أسلوب الترهيب لإخضاعك لأي فعل.. والتي يمكن أن تأتي في أشكال:
- الاقتراحات المباشرة لإقامة علاقة جنسية أو طلب مكالمة جنسية، وهو ما يقع تحت الابتزاز الجنسي والتحرش.
- التعليقات غير المناسبة أو التي تحمل إيحاءات وتلميحات جنسية على صورك والمحتوى الذي تقومين بنشره على الإنترنت.
- اختراق حسابك الإلكتروني، وسرقة معلوماتك أو تدميرها، سواء الملفات والصور أو بيانات متعلقة بحسابات البنوك أو غيره.
- تهديدات مباشرة وغير مباشرة بالعنف مثل التهديدات الجسدية أو سرقة المعلومات.
- استغلال صور أو ملفات تخصك في سبيل إجبارك على الإتيان بأفعال تحقق لهم مكاسب.
اقرئي أيضا: 10 معوقات أمام نجاح السيدات في المجتمعات العربية
تتعرض الفتيات لكثير من الانتهاكات بسبب الاستخدام غير المنضبط والمفتوح لشبكة الإنترنت، فيجد مراهقات وأطفال أنهم وقعوا تحت تهديد شخص غريب بمعلومات وصور وملفات لم يتوقعوا أن يتمكن من امتلاكها، وكذلك السيدات اللاتي يجدن من يقتحم خصوصيتهن.. تلك مجموعة من الطرق التي يمكنكن جميعا الحفاظ بها على وجودكن فيالفضاء الإلكتروني دون التعرض للانتهاك:
- أول وأهم شيء أن تكون هناك كلمات سر قوية تحمي هذه الحسابات، وكلمة السر القوية من الأفضل أن تكون: 10 حروف أو أكثر، أن تحتوي على حروف كبيرة وصغيرة وأرقام وعلامات كذلك، ألا تحتوي على جزء من اسمك أو أسماء الأشخاص المقربين لك، أو معلومات شخصية مثل عمرك أو رقم الهاتف (حتى لا تكون سهلة التخمين)، الا تكون عبارة عن تسلسلات منطقية ومفهومة مثل الأعداد أو الأرقام، من الأفضل أن تكون طويلة حتى يصعب تخمينها آليا.
- بعد اختيار كلمة السر، لا يجب تعميمها على كل حسابات مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الألكتروني، حتى إذا تعرض أحدهم للاختراق لا تجدين أنك سهلت اختراق جميع الحسابات الأخرى,
- استخدام أكثر من متصفح إنترنت Browser مختلف، ومن الممكن أن يكون هناك متصفح لكل موقع تواصل اجتماعي، أو استخدام أدوات ومتصفحات لا تقوم بجمع البيانات وتنقلها، مثل Tor.
- الاهتمام بإعدادات الأمان الخاصة بكل حساب من حساباتكم على مواقع الإنترنت، حتى تحددون من يمكنه رؤية ما تعرضونه، وقراءة ما يتطلبه تحميل أي تطبيق، والمعلومات التي يريد الوصل إليها.
- عدم تحميل التطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية من غير مصادرها ومتاجرها المعروفة سواء متجري الأندرويد أو الآيفون، مع التأكد من ان التطبيق لها سمعة جيدة ويحصل على تقييم جيد من كثير من المستخدمين.
- عدم النقر على أي رسالة توصلنا بموقع لا نعرف هويته، وغير متأكدين من احترامه لخصوصيتنا.
- التأكد من مصادر الرسائل التي تصلنا على البريد الإلكتروني، حتى لا تحمل اية فيروسات او برامج لاختراق هواتفنا وحواسيبنا
- الحفاظ على المعلومات من المواقع التي تسجل البيانات الشخصية والخصائص الديمجرافية والاهتمامات والعادات الشخصية، وقد تصل لمعلومات تتعلق ببطاقات الائتمان.
- محاولة حظر جميع ملفات الإرتباط Cookies التي تعمل على تخزين البيانات الخاصة بك، وعدم السماح بها إلا في أضيق الحدود.
- تفادي كسر حماية الهواتف الذكية من خلال تحميل تطبيقات أو برامج مجهولة المصدر، حتى لا يكون الجهاز معرض للاختراق.
- تجنب الدخول على الإنترنت من خلال شبكات Wifi المفتوحة، كونها تُسهل على المخترقين الدخول لجهازك أو هاتفك.
- عدم ترك شبكة البلوتوث Bluetooth الموجودة على الهاتف مفتوحة، كون ذلك يُسهل اختراق الهاتف.
- عدم ترك خاصية تحديد الموقع الجغرافي الخاص بنّا مفتوحة، طالما لم نكن في حاجة إليها، حتى لا نقدم معلومات مجانية لأي ما كان عن مكان تواجدنا.
- من الممكن، العمل على حماية أجهزتك ببرامج الحماية من الفيروسات والاختراق، وكذلك البرامج التي تحمي جهازك في حال تعرض للسرقة، كبرنامج حذف البيانات عن بعد، حتى لا يتم استغلالها.
- تجنب إرسال صور أو معلومات شخصية وبيانات إلى أصدقائنا أو معارفنا، حتى لا نكون عرضة للابتزاز أو الاستغلال في حال تعرضت هواتفهم للاختراق.
- فور التعرض لأي انتهاك أو اختراق، عليك التوجه إلى قسم مباحث الإنترنت الموجود في مديرية الأمن الموجودة في محافظتك، وبحوزتك ما يثبت تعرضك للانتهاك، وتقومين بتفعسل محضر وإثبات الواقعة لتنالين حقك القانوني.
- يجب أن تحرصين، فليس كل اذى على الإنترنت مصدره "شاب غير مسئول"، من الممكن أن تكون زميلتك أو قريب عائلتك كبير السن، فلا تأمني لي شخص.
تلك أكثر الطرق والخطوات التي يمكنها أن تساعدك في الحفاظ على امانك اللإلكتروني.. احرصي على بياناتك حتى لا تكونين عرضة لأي نوع من الانتهاكات.
اقرئي أيضا:
لوم الضحية.. لماذا نترك الجاني ونضغط على الأضعف؟
الكاتب
هدير حسن
الجمعة ١٢ يونيو ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا