قصص نساء تعرضن للابتزاز الإلكتروني وانهارت حياتهن
الأكثر مشاهدة
ضغطة غير مقصودة، قد تبدو بدافع الفضول أو حسن النية، على رابط مجهول يمكنها أن تحول حياة آلاف الفتيات إلى جحيم، عندما تكتشف أنها سمحت باختراق هاتقها أو الحاسب الشخصي، وأصبحت معلوماتها وصورها وكل ما يخصها متاح للجميع، وتتعرض لتجربة قاسية من محاولات الابتزاز وتلبية رغبات المخترق حتى لا تنشر معلوماتها الخاصة على الملأ.
تعرفي على: كيف تحافظين على أمانك الإلكتروني؟
قصص الابتزاز الإلكتروني
تحكي (ن.و) عن تعرضها لواحدة من اسوأ التجارب التي مرت بها، "كل ما أفتكر اللي حصل قلبي يدق بسرعة، واحس أنه حد دخل حياتي من غير إذن" بدأ الأمر حينما وجدت أنه لا يمكنها الدخول إلى البريد الإلكتروني الخاص بها، بعد حدوث تغيير في كلمة السر، فقامت بوضع كلمة سر جديدة، ولم تنتبه لخطورة الأمر.
بعدها بـ 3 أيام، وجدت الفتاة المحجبة التي كانت تعمل في إحدى شركات الإنتاج، أن الأمر تكرر مع حسابها على "فيسبوك"، فكلمة المرور تم تغييرها، وكلمات تعاود هي وضع كلمة مرور جديدة للحساب، يقوم المخترق بإلغائها وابتكار كلمة ثانية، وهكذا لساعات حتى تعرضت للانهيار ولم تفعل ما يجب عليها فعله؟
"وقتها حسيت كأني واقفة من غير هدوم قدام حد غريب، لما بدأ يغير صورة الفيسبوك والايميل بتاعي (البريد الإلكتروني) لصورة تانية ليا بشعري"، أدركت أنها أمام مخترق لحسابها، ومع كل المحاولات في استرجاع حسابها بدا الأمر صعبا، فقررت أن توقف نشاط حساب الفيسبوك الخاص بها، وترسل عبر شقيتها تحذيرات للمحيطين بها بوجود اختراق للحساب.
لم يتوقف المخترق عن محاولاته، وعمل على إنشاء حساب جديد باسمها وصورها الخاصة، ويحاول أن يتواصل ويراسل كل معارفها، حينها قررت أن تتجه إلى مباحث الإنترنت، "استقبلوني بكل احترام وسمعوا مشكلتي للآخر، وقدروا يرجعوا لي الأكاونت بتاعي فعلا" استعادت حسابها على فيسبوك، وكذلك البريد الإلكتروني الخاص بها، بعد أن قام أفراد مباحث الإنترنت بعمل مجموعة من إجراءات الحماية والأمان لحساباتها "وفعلا بعدها محصلش أي محاولة انتهاك منه تاني أو من غيره، لكن حقيقي متمناش اللي حصل ده يشوفه أي حد".
انتحال شخصية "مونيكا"
كانت مونيكا صدقي، وقت دراستها بكلية الصيدلة تعمل أحيانا كعارضة أزياء ولديها حساب على إنستجرام تنشر صورها من خلاله، ولكنها وجدت من ينتحل شخصيتها مستخدما صورها الشخصية، وعمل حساب يحمل اسم "سلمى حجازي"، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكنه دخل إلى إحدى مجموعات فيسبوك الخاصة بالبنات وكان يُسمى "كيف تشقطين ذكرا"، ونشر صورها وكتب تعليقات غير لائقة، توحي أن الحصول على الرجل تتطلب ارتداء ملابس قصيرة.
بالطبع، انتشرت الصور والتعليقات المصاحبة لها، وبدأ كثيرون يعيدون نشرها مع تعليقات متهكمة وساخرة وأخرى غاضبة مستنكرة، وبدأ أقارب مونيكا يتواصلون معها للاستفسار عن ما نشر، ظهرت مونيكا حينها في فيديو تبكي وتخاطب كل من يساعد على نشر الصور وتعليقاتها أن يتوقف عن ذلك، "أنا واحدة حياتي تتدمر علشان إيه؟ مش عارفة".
حينها وجدت مونيكا دعما من كثيرين من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي وإعلاميين وصحفيين، وتم وقف الحساب الذي ينتحل شخصيتها، ولكن لم يكن لكثيرات أن يحصلن على دعم مماثل، بسبب عدم قدرة الأسرة والمجتمع على تصديق انتهاك حساباتهن، وتوجيه اللوم لهن.
الانتهاك جعلها وحيدة
عرض برنامج "كلام نواعم"، الذي يُعرض على شيكة قنوات MBC، ما تعرضت له فتاة أردنية من ابتزاز إلكتروني تمكن منها وقطع صلتها بالمحيطين بها، وكانت البداية مع قيام شخص مجهول بالتحدث إليها عبر فيسبوك "قالي في مشكلة بيني وبين أختك، وبدي رقمك"، فلم يكن من الفتاة إلا أن قامت بإرسال رقمها له للاطمئنان على شقيقتها المغتربة خارج البلاد ظنا منها أنه صادق.
وجدت الفتاة رقم غريب يرسل لها رابط، فتضغط عليه دون تفكير "وجدت كل الصور الخاصة بي المحفوظة على الهاتف بترسل لي مرة تانية"، أخبرها أنه نفس الشخص الذي حادثها على الفيسبوك، وأن صورها وخصوصيتها باتت لديه الآن، وهددها بأن يقوم باختلاق صور لها وهي بملابس عارية وأوضاع غير أخلاقية، ثم يرسلها لأصدقائها وعائلتها، وبدأ ينفذ تهديده بالعفل.
شعرت عائلة الفتاة بالعار ولم يصدقها أصدقاؤها، وقام الجميع بالتنكر منها، مما جعلها وحيدة فريسة أمامه "قولت له أنت شو بدك مني حتى توقف، فحكي لي أنه بده أصوره حالي عارية"، وحدتها وعدم قدرتها على الحصول على مساند وداعم له، جعلها تنصاع لرغبته، ولكنه لم يتوقف حينها وطالبها بالمزيد، وأن تصور نفسها دون ملابس وترسل له هذه الصور يوميا.
لم تجد مَنْ تلجأ له، ولم تعرف ما عليها فعله، فكانت العزلة هي الحل الذي اعتمدت عليه، فأغلقت هاتفها وألغت كل خطوطها وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبقيت وحيدة داخل منزلها لا تعلم كيف يمكنها أن تتعامل مع هذه المشكلة.
ينتشر أمر الابتزاز الإلكتروني مع الفتيات المراهقات بصورة أكبر، كونهن لا يمتلكن خبرة في التعامل مع الروابط غير الآمنة، وكذلك قد يوهمهن شبابا بالحب ويجرفهن إلى إرسال صور خاصة بهن، لتكون أداة استغلال فيما بعد للحصول على المال، أو من أجل تحقيق مطالب جنسية، وما يزيد الأمر سوءا خوفهن من الإفصاح حتى لا يتعرضن لعقاب أسرهن.
ويمكن لكل من يتعرض للابتزاز الإلكتروني عن طريق الإنترنت، الذي قد يكون له أهداف مادية ومعنوية، القيام بتحرير محضر، والتوجه إلى مباحث الإنترنت داخل مديرية الأمن الموجودة بمحافظتك، شرح الامر، وتوثيق الواقعة بالصور والمحادثات والمراسلات بينكما، مع عدم الانجرار وراء أي من طلباته بدافع الخوف، ومن المفترض أن يتم معاقبة المخترق بالسجن مدة تصل لثلاث سنوات، أو الحبس لسنتين مع وجود غرامة مالية.
اقرئي أيضا:
لوم الضحية.. لماذا نترك الجاني ونضغط على الأضعف؟
الكاتب
هدير حسن
الجمعة ٢٦ يونيو ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا