جدول تنظيم الوقت لإدارة أفضل لساعات اليوم المهدرة
الأكثر مشاهدة
عندما ينتهي اليوم، يصبح أكثر ما يغضبنا هو الطريقة التي أهدرنا بها ساعات طويلة خلاله، دون أن نكون قادرين على استغلال الوقت في ما كنا نريد حقا إتمامه، وتركنا أنفسنا للتشتيت، وفي النهاية لم ننجز شيء. جدول تنظيم الوقت من الممكن أن يكون وسيلة تساعدنا على أن نتعامل مع الدقائق والساعات التي تمر كل يوم بكثير من الحكمة والدقة.
أهمية تنظيم الوقت
بسبب شعورنا بالرغبة في الإنجاز، يمكننا أن ندرك أن الوقت واحد من أهم العناصر التي يجب أن نكون قادرين على التحكم بها، واستغلالها بالشكل الأمثل، فمحاولاتنا لن تكلل بالنجاح إلا إذا اتبعنا خطة أو طريقة معينة تروض هذا الوقت وتطوعه ليعمل لصالحنا، بدلا من أن يتسرب من بين أيدينا.
يمكن للعشوائية، والتعامل مع أحداث اليوم الواحد بكثير من التخبط، وانتظار ما سوف يحدث والتحرك وفقا لذلك، يمكنه أن يفقدك القدرة على الإنجاز، ويجعلك تغفل كثير من الفرص التي يمكنك اقتناصها لإتمام مزيد من المهام يوميا، والحصول على وقت كافي للراحة، وهنا تأتي أهمية تنظيم الوقت.
من خلال التعرف على التجارب الإنسانية المهلمة، لم يكن هناك عالم أو كاتب أو حتى لاعب كرة قدم ناجح، دون أن يكون صاحب خطة وقدرة على التعامل مع الوقت وإدارته، والعمل على وضع جدول لتنظيمه فأهمية ذلك
تأتي من:
- التعرف على ما يمكنك تحقيقه بالفعل في الوقت المتاح لك.
- من الممكن أن يساعدك على التأكد من وجود وقت كافي لأداء المهام الأساسية.
- تجنب تحميل نفسك بكثير من المهام، نظرا لأنك على علم بأن الوقت لن يسمح بها.
- تحقيق التوازن ما بين الأمور التي يجب عليك إنجازها، وما بين النشاطات الشخصية التي تريد أن تستمتع بها.
- تساعد عملية جدولة الوقت على منحك الفرصة للوصول إلى الهداف المهنية والشخصية التي تطمح لها بطريقة أسرع وأكثر ثباتا.
- وضع جدول يمكنه أن يعمل على زيادة خبرتك في ترشيد واستهلاك الوقت، وتخصص منه ما يعتبر وقت إضافي يناسب حالات الطواريء.
- الجدولة يمكنها أن تساعدك على أن تكون على المسار الصحيح، وتجعلك قادر على الإنجاز.
- الشعور بالقدرة على التحكم في وقتك، وخلق روتين يومي يمكنك تنفيذه، من الممكن أن يكون عامل مساعد في تحسين المزاج والحالة النفسية، ويخلصك من الارتباك والتخبط.
- تساعد جدولة الوقت على الاستمتاع الهوايات وممارسة انشطة مختلفة مع العائلة والأصدقاء، دون شعور بالذنب في أن هناك أمر ما كان يجب إنجازه.
جدول تنظيم الوقت اليومي
وأيا كان هدفك من تنظيم الوقت، سواء كان للدراسة أو العمل، او حتى كربة منزل تريد أن تنجز أمور بيتها في وقت محدد، وتستفيد من الوقت المتبقي في أداء أمور أخرى، فهناك مجموعة من المنهجيات التي يمكن الاعتماد عليها من أجل تنظيم الوقت، كجدول تنظيم الوقت اليومي.
ولأن لكل منا الطريقة التي تناسبه في التعامل مع الوقت، والمنهجية التي يكون خلالها في أقصى قدرته على الإنتاجية، كمن يحبون إنجاز مهامهم في الساعات الأولى من اليوم، أو من يفضلون تركها لوقت متأخر في الليل، أو من يعتبرون وقت نشاطهم هو بعد الحصول على وجبة إفطار شهية، ولذلك نوضح لكم مجموعة من المنهجيات التي يمكنها أن تناسب الجميع.
طريقة تقسيم الوقت
طريقة تقسيم أو حظر الوقت The Time Blocking Method تعمل من خلال أن تقوم بالتقسيم المسبق ليومك، وأن تحدد كل المهام التي تريد إنجازها، على أن يكون هناك ساعات معينة لأداء مهام معينة، فإذا كانت تستطيع التركيز في الساعات اللأولى من اليوم، فيمكنك ان تخصصها للمهام الصعبة، أو العكس، أن تبدأ يومك بأمر بسيط كالاطلاع على البريد الإلكتروني والرد على الرسائل، حتى يمكنك القيام بالأصعب فيما بعد.
يعتبر كثيرون أن هذه المهنهجية في جدولة اليوم وتنظيم الوقت فعالة بشدة، وتجعل الشخص لديه قدرة أكبر على الإنتاجية، كونه على علم بالمهام التي ينوي إنجازها مسبقا، ولديه وقت محدد يجبره على الانتهاء منها، مما يغنيه عن التشتت، ويكون منظم أكثر.
طريقة البدء بالأهم
تعتمد منهجية البدء بالأهم The Most Important Task Method على التركيز على ما هو أساسي ومهم في اليوم، كما هو واضح من اسمها، فبدلا من كتابة قائمة بكل المهام والأمور المطلوبة والتي تطمح أن تنهيها، ضع هم ثلالثة أو أربعة أمور في المقدمة، واحرص على أن تنجزها دون أن تشتت نفسك بكثير من الأمور الأخرى، وفور أن تتمها، تبدأ في التفكير في ما يليها أهمية، وهكذا.
طريقة أو تقنية بومودورو
تقنية بومودورو The Pomodoro Technique تبدو بسيطة ويسهل تنفيذها بشكل غير معقد على الإطلاق، وترتكظفكرتها الأساسية على أن تمنح نفسك وقت للراحة، وألا تترك نفسك منغمس في العمل لوقت طويل مرهق، حتى يكون لديك الطاقة والقدرة على الاستمرار، ومن الممكن ألا تكون هذه الطريقة مناسبة للجميع، قد تتوافق مع الكتاب والمصممين أكثر من غيرهم.
تعتمد تقنية بومودورو على تحديد مهمة أو أمر تريد إنجازه، قد يكون الأهم، وتبدأ في العمل عليه لمدة 25 دقيقة كاملة ودون أي تشتيت أو راحة، ثم تمنح نفسك وقت للراحة لمدة 5 دقائق، وتعود للعمل لـ 25 دقيقة أخرى، وهكذا ما بين الراحة والعمل، على أن يكون هناك مدة راحة أطول ما بين 15 إلى 30 دقيقة بعد 4 مرات.
جلسات تركيز لـ 90 دقيقة
يؤمن كثير من الباحثين أن الجسم يعمل من خلال دورات إيقاعية على مدار اليوم، فهناك أوقات الصعود أو الذروة التي نكون خلالها في قمة نشاطنا، وهناك الهبوط أو القاع عندما نشعر بالإنهاك وانخفاض الطاقة، ويقدر أنه يمكن لأجسادنا أن تصمد لـ 90 دقيقة في حالة تركيز قوي، ثم تبدأ بعدها في الشعور بالحاجة إلى الراحة، التي قد تصل إلى 30 دقيقة.
يمكن أن تكون تلك الطريقة شبيهة بتقنية بومودورو، ولكن يعتبر كثيرون أنها تعمل على الاستفادة من حالة النشاط بشكل كامل، كما أنها تناسب العمل على مشروعات تحتاج إلى وقت أكبر، لن يكون مثمرا أن يتم التشتت خلاله أو التوقف للراحة.
طريقة النوم متعدد الأطوار
تبدو طريقة النوم متعدد الأطوار Polyphasic Sleep Method غريبة وغير معتادة بالنسبة لكثيرين، كونها تستحدث آلية جديدة للتعامل مع النوم، فهناك الأشخاص الذين ينامون لطور واحد فقط، وهو خلال ساعات الليل (أيا كان عدد هذه الساعات)، ولا ينامون مرة أخرى خلال اليوم، وهناك آخرون ينامون على مرتين (ثنائي الطور)واحدة خلال الليل لأربع ساعات، ومرة اخرى خلال النهار لأربع ساعات أخرى، أما متعددو الأطوار، فهم اشخاص ينامون على مدار اليوم أكثر من مرة.
تعتمد طريقة النوم متعدد الأطوار، على النوم خلال الليل (أيا كان قدر هذه الساعات، لكن دون أن يقل عن 3 ساعات)، وعلى مدار النهار، وليكن خلال 8 ساعات، يحصلون على 3 مرات نوم قيلولة، لا تزيد مدتها عن 20 إلى 30 دقيقة، ويعودون للعمل بنشاط وإنتاجية أكبر في وقت اليقظة، وهو ما اعتبره البعض غريب وتحقيقه صعب، ومن الممكن أن يؤثر على التواجد العائلي والاجتماعي، في حين كان المنهجية الأنسب والاكثر فاعلية لآخرون.
من الممكن أن تصنع جدول خاص بك لتنظيم الوقت، بعيدا عن المنهجيات التي قمنا بعرضها، ولكن المهم أن تمتلك القدرة على التحكم في ساعات اليوم، وتنجز من الأمور والمهام ما تريده خلالها.
الكاتب
هدير حسن
السبت ١٨ يوليو ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا