ما هى متلازمة التعب المزمن وكيف يُمكننا علاجها
الأكثر مشاهدة
أحيانا نستيقظ في الصباح ونشعر بحالة غريبة من الكسل وعدم الرغبة في فعل شىء، شعور بالتعب العام وانعدام القدرة الجسدية على القيام بالأعمال والمهام اليومية. ربما تتكرر هذه الحالة مرة أو اثنين كل فترة، ولكن عندما تُصبح أمر يومي نشعر به باستمرار ولفترة طويلة فهذا إنذار لشىء ما. تُسمى هذه الحالة متلازمة التعب المزمن وهى حالة تُصيب الكثير من الأشخاص. لذلك سنتكتشف اليوم أسبابها والأعراض التي تُشير إليها بالإضافة لكيفية العلاج والتخلص منها بالتأكيد…
ما هى متلازمة التعب المزمن؟
أسباب متلازمة التعب المزمن
مثلما ذكرت سابقا أن متلازمة التعب المزمن حالة مرضية صعبة ومعقدة، وربما تكمن صعوبة تشخيصها في أنه لا توجد أسباب مُحددة وراء الشعور بمتلازمة التعب المزمن! نعم، فالمرضى قد ذكروا أسباب مختلفة لهذا الشعور، البعض قال أنه شعر بهذا الأمر بعد التعرض لوعكة صحية أو دور برد أو إنفلونزا، والبعض الآخر قال أنها حالة أصابته بعد الخضوع لعملية جراحية، وأحيانا يشعر بها المرضى بعد تعب مُعين أو الإصابة بفيروس أو ما شبه، أو القيام بمجهود بدني قوي لفترة طويلة.
ولكن على جانب آخر، فربما يكون هناك إجماع أنها حالة تُصيب الجسم بسبب بعض العوامل الجسدية والنفسية أيضا، فربما يكون تعرض الجسم لضغط بدني هو السبب، وربما اضطراب النفسية هو السبب أيضا.
ويُلاحظ أن متلازمة التعب المُزمن تُصيب النساء أكثر من الرجال بمعدل مرتين أو أربع مرات أكثر، وتشيع أيضا بين الأشخاص في أعمار من العشرينات للأربعينات. وقد تُصيب هذه الحالة المراهقين أيضا وخاصةً الفتيات أكثر من الشباب، ولكنها لا تُصيب الأطفال في الأغلب.
أعراض متلازمة التعب المزمن
تختلف أعراض متلازمة التعب المزمن من شخص لآخر، وتُصيب أماكن مختلفة في الجسم. وأحيانا قد تحدث هذه الأعراض بصفة مستمرة، وأحيانا أخرى قد تأتي وتذهب على مدار الوقت وهكذا. ومن أكثر الأعراض شيوعا عند الإصابة بهذه الحالة ما يلي:
- الشعور بالتعب العام باستمرار ولفترة طويلة تصل لـ 6 أشهر أو أكثر.
- الشعور بالتعب والإجهاد الشديد أكثر من 24 ساعة بعد القيام بمجهود بدني أو ذهني.
- ألم في العضلات والمفاصل غير ناتج عن أي مرض آخر، وبدون تورم أو احمرار.
- صعوبة في التركيز والانتباه وتذكر الأشياء.
- الأرق وعدم النوم بطريقة منتظمة، والشعور بالرغبة في النوم دائما حتى فور الاستيقاظ.
- الشعور بألم في الرأس وأنواع مختلفة من الصداع.
- التهاب في الحلق بشكل مستمر أو يأتي ويذهب على مدار الوقت.
- الدوخة وانعدام التوازن فور الوقوف أو الجلوس نتيجة هبوط الدورة الدموية.
- حساسية في الغدد الليمفاوية الدقيقة في الرقبة أو أسفل الذراع.
هذه هى الأعراض التي عادةً ما يشعر بها المرضى بهذه المتلازمة، أما الأعراض الأقل شيوعا في حالات مُعينة فهى:
- أعراض نفسية مثل نوبات الذعر، القلق المستمر أو تقلب المزاج.
- مشاكل في الرؤية مثل تعب في العين وضبابية الرؤية والحساسية للضوء.
- التعرق ليلا والقشعريرة.
- اضطراب القولون أو ما يُسمى بالقولون العصبي.
- الحساسية لبعض الأطعمة والروائح والمواد الكيميائية والأدوية وأحيانا الأصوات.
- انخفاض درجة حرارة الجسم أو التعرض لحمى منخفضة.
- الشعور بالوخز أو التنميل في الوجه أو اليدين أو القدمين.
تتراوح هذه الأعراض من شخص لآخر، ولأنها قد لا تكون أعراض واضحة أو قد تتشابه الأعراض مع أعراض أمراض أخرى، لذلك يصعب في الكثير من الأحيان تشخيص المرض وتقبل الآخرين لفكرة أن الشخص بالفعل يُعاني من هذه المتلازمة.
تشخيص متلازمة التعب المزمن
بما أن أسباب حالة متلازمة التعب المزمن وأعراض غير واضحة وغير دقيقة، فبالتالي تشخيص هذه الحالة يكون أمر صعب أيضا، خاصةً وأن أعراض هذه المتلازمة تتشابه مع أعراض أمراض أخرى. فالطبيب قد يُجري فحص شامل وعام لحالة المريض حيث لا يُوجد فحوصات مُحددة لمثل هذه الحالة. وعادةً ما يكون الهدف من هذا التشخيص استبعاد أمراض أخرى قد تكون هى السبب في ظهور هذه الأعراض، للتأكد من أن المريض يُعاني بالفعل من متلازمة التعب المزمن، وسيقوم الطبيب بـ:
- عمل فحص بدني للمريض، وسؤاله عن صحته البدنية والنفسية.
- طلب تحاليل مُعينة بناءا على الأعراض التي يُعاني منها المريض، مثل تحليل البول وتحليل الدم، والتي ستوضح للطبيب ما إذا كان هناك أمر آخر يتسبب في ظهور هذه الأعراض.
- طلب بعض الاختبارات والتحاليل التي تكشف عن وجود مشاكل أخرى في الجسم.
بناءا على كل ما سبق سيُقرر الطبيب ما إذا كُنت تُعاني بالفعل من هذه الحالة أم لا. وبشكل عام في مثل هذه الحالات يجب أن يكون هناك لغة حوار بين الطبيب والمريض، بحيث يستمع الطبيب لشكوى المريض ولا يتهاون بما يُعانيه، لأن هذا جزء من العلاج.
علاج متلازمة التعب المزمن
إلى الآن لا يوجد دواء أو عقار مُحدد لعلاج متلازمة التعب المزمن. ولكن العلاج يعتمد على عوامل مختلفة منها:
- تعاون الطبيب مع المريض يُعتبر أولى خطوات العلاج، لأن الطبيب هو الذي سيعرف كيف ينصح المريض بطريقة علمية ويوجهه للتخلص من هذا المرض.
- يجب أن يكون المريض مُحاط بأشخاص يتفهمون طبيعة هذا المرض بدلا من السخرية أو الاتهام بأنه يتوهم أو يتخيل، لأن المرض حقيقي وله وجود.
- عدم الاستسلام لحالات الاكتئاب التي يمر بها معظم الذين يُعانون من متلازمة التعب المزمن، النهوض والانشغال بأعمال مُفيدة يمنحك طاقة أكثر.
- تغيير نمط الحياة خطوة بخطوة، مثل زيادة الرياضة، اللجوء للأنشطة التي تُصفي الذهن مثل اليوجا أو القراءة، الاستمتاع بتجربة أشياء تمنحنا طاقة إيجابية وهكذا.
- الاستماع لأجسادنا لأن هذه الحالة هى رد فعل من الجسم في المقام الأول، لذلك يجب أن نعرف ماذا يُحاول أن يقول لنا الجسم، والاهتمام بصحة الجسم البدنية بتناول الأطعمة الصحية والمواظبة على الرياضة.
- الاهتمام أيضا بالصحة النفسية من خلال توطيد العلاقات بأشخاص إيجابيين، تنظيم اليوم بحيث يكون متوازن بين العمل والأنشطة الترفيهية وهكذا.
صحيح أن متلازمة التعب المزمن حالة غريبة تُصيبنا بدون أسباب واضحة، ولكنها قد تكون إنذار للعودة للنظام الصحيح أو لنستمع للجسم ونهتم قليلا بصحتنا النفسية ليعود الأمر للأفضل.
مصدر الصورة الرئيسية
الكاتب
دينا خليل
الأحد ١٤ فبراير ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا