متى تكون المنافسة في البيزنس مهمة ومتى مضرة؟
الأكثر مشاهدة
المنافسة هى أحد أعمدة البيزنس وإنشاء المشاريع، فالجميع الآن في سباق دائم للوصول لهدف ما أو إرضاء العميل أو تحقيق الأرباح. ولكن المنافسة بالرغم من أهميتها، أحيانا قد تضر البيزنس. فمتى تكون المنافسة مهمة ومتى مُضرة؟ إليك مُميزات وعيوب المنافسة وكيف نستغلها لصالح البيزنس...
فوائد المنافسة
قد يُفكر البعض أن الشركات التي تحتكر السوق أو ليس لها منافس في نفس المجال هى الأقوى أو الأكثر ربحا، ولكن على العكس فالمنافسة تخلق حالة مختلفة من النجاح وتكون أكثر فائدة سواء لأصحاب المشاريع أو للعملاء. ومن فوائد المنافسة ما يلي...
1- زيادة الوعي بالمنتج واختراق السوق
عندما تزيد المنافسة على الترويج لمنتج مُعين، فهذا يزيد من وعي الجمهور والعُملاء بهذا المنتج. يُصبح استقبال العُملاء لمُنتج مُعين أفضل عندما يكون هناك منافسين. فالمنافسة تُثير انتباه العُملاء وتجعلهم يُقارنون بين هذا وذاك وبالتالي يزداد وعيهم بمميزات وعيوب كل منتج.
2- جودة أعلى بأسعار مُناسبة
ربما تبدو هذه الميزة في صالح العميل أكثر من كونها لصالح العلامة التجارية أو بيزنس مُحدد، ولكنها في الحقيقة لصالح الاثنين. فالمنافسة تُحفز الشركات وأصحاب المشاريع على تقديم منتجات عالية الجودة وزيادة مُميزاتها أيضا، ولكن بأسعار تنافسية بحيث يستطيع العملاء شراؤها، وهو ما يزيد الإقبال عليها.
وقد نأخذ مثال على ذلك بالمنتجات الجديدة التي تظهر في السوق ولا تُقابل منافسين في البداية فيكون سعر المنتج عالي الثمن ولا يستطيع الجميع شراؤه، ولكن مع مرور الوقت ودخول المنافسين يبدأ السعر ينخفض ويُقبل عليه الجميع.
3- زيادة الإقبال على الشراء
هذه النقطة مُكملة للنقطة السابقة، فعندما يجد العميل أكثر من شركة تُقدم نفس المنتج أو الخدمة، يرفع ذلك رغبته في الشراء خاصةً عندما تتنافس الشركات على تقديم أفضل الخدمات أو السلع بأسعار مُنافسة. حتى أن المنافسة أحيانا تُساعد أصحاب المشروعات على تسعير منتجاتهم وخدماتهم بناءا على المنافسين في السوق.
وبالتالي يزداد الإقبال على شراء هذه السلعة أو الخدمة، لأن الأشخاص تنجذب أكثر للأشياء التي تُصبح عادة اجتماعية منتشرة، ويشعرون أنها أصبحت ضرورة في حياتهم.
4- البحث عن التميز والإنفراد
اشتعال المنافسة بين الشركات في نفس المجال ليس أمرا سيئا في كل الأحوال، فهو يقود للتفكير خارج الصندوق تماما ومحاولة البحث عن طرق للوصول قبل المافسين. ومن أهم مُميزات المنافسة هى تحفيز فكرة التفرد أو التميز عن المنافسين. بحيث تُحاول كل شركة أو مشروع البحث عن مُميزات ليست موجودة في المنافس، أو محاولة تحسين العيوب التي يواجهها العملاء مع المنافسين وهكذا.
مثال على ذلك شركات المحمول التي تُخطط وتبتكر يوميا كيف تنفرد عن الآخرين، مثل شركة آبل التي دائما ما تُحاول إبهار عملائها بالإمكانيات التي تمتلكها وبنظام التشغيل المُميز لديها، وسامسونج التي تُحاول المنافسة بشراسة وإضافة منتجات جديدة لملفها كل يوم. وشركات مثل أوبو وهاواوي وغيرها التي تلعب على وتر أعلى جودة بأفضل سعر.
5- تعزيز الكفاءة في العمل
المنافسة تعمل مثل حافز قوي للعمل بأفضل طريقة، فالمنافسة تجبرك على استغلال مواردك أفضل استغلال وعلى التفكير بطرق مختلفة والبحث عن أكثر الطرق فعالية للخروج بأقل خسائر، ولتحقيق الربح أيضا. هى مثل إنذار بسيط أنك لو لم تعمل بجد وبطريقة مختلفة، فستخسر كل شىء. فإما أن تنجح أو لا!
وهناك الكثير من الأمثلة على شركات خسرت كل شىء بسبب عدم انتباهها لصعود المنافسين. فمن أهم مُميزات المنافسة أنك تعمل على تطوير نفسك باستمرار لتُبقي عملائك دائما على قدر من الولاء لمنتجك أو الخدمة التي تُقدمها.
6- تعزيز خدمة العملاء والعمل على إرضائهم
المُنافسة تُشجع أصحاب الأعمال أكثر تطوير خدمة العملاء، وفهم احتياجاتهم ومتطلباتهم في الخدمة التي يتلقوها أو في المنتج الذي يشتروه. فالمنافسة بين أكثر من شركة تجعل العميل يحصل على منتجات تتطور باستمرار لإرضاء احتياجاته، مُميزات مختلفة لكل منتج، وتحقيق متطلباته لكسب ثقته أكثر من المنافسين الآخرين.
كل هذه الأشياء يحصل عليها في مقابل سعر مُناسب له، وهذه البيئة صحية جدا لنمو أي بيزنس أو مشروع لأنها تُفيد البيزنس نفسه، وتُفيد العملاء أيضا وبالتالي الجميع يحصل على ما يُريد وليس مُجرد سباق ومنافسة بلا هدف.
7- تُشجع على التفكير خارج الصندوق
عندما لا يكون لديك مُنافسين لن يكون لديك حافز حقيقي يجعلك تُطور من مشروعك ومن السلع أو الخدمة التي تُقدمها لعملائك. ومع الوقت قد تخسر البيزنس الخاص بك لأن كل ما حولك يتطور ما عدا أنت! لذلك فالمنافسة تجعلك في حالة دائمة من التفكير بطريقة مختلفة والبحث عن أفكار خارج الصندوق لأن الابتكار هو حلك الوحيد للبقاء والخروج من الأزمات بطريقة تجعلك تستمر وتعود أقوى لتُسابق من جديد.
سلبيات المنافسة
وبالرغم من أن المنافسة لها الكثير من الإيجابيات للبيزنس والمشروعات، إلا أنها في بعض الأحيان قد تكون مُضرة أيضا، وقد تتسبب في خسارة البيزنس إذا لم يستطع مواكبتها. فما هى سلبيات المنافسة؟
1- تشبع السوق
ارتفاع المنافسة في البيزنس دليل قوي على تشبع السوق وفقا لأساسيات العرض والطلب. فوجود أكثر من منافس في نفس المجال قد يُنذر بحالة من الركود خاصةً في الفترات التي يقل فيها الطلب، فيزداد العرض فقط ويحدث الخلل. لذلك فالمنافسة ليست دائما دليل صحي على انتعاش البيزنس. وأقوى مثال على ذلك هو سوق العقارات، فأحيانا متوهج وأحيانا في حالة من الركود وهكذا.
2- تحكم المنافسين في قراراتك
قد تبدو الجملة غريبة قليلا، فما الذي سيجعل المنافسين يتحكمون في قرارات البيزنس الخاصة بك؟! الحقيقة أن البيزنس مثل الحياة العادية تماما، فهناك آراء تقول أن أكثر 5 أشخاص تتعامل معاهم في حياتك يؤثرون على قراراتك بشكل أو بآخر، وكذلك البيزنس. فالمنافسة كما تجعلك أحيانا تُفكر خارج الصندوق، قد تفرض عليك أيضا الخضوع لسياسات مُعينة أو التفكير بشكل مُعينة في محاولة للنجاح على منافسيك، وهذا قد يحرمك من الإبداع أو السير في مسار آخر معظم الوقت.
3- الحذر عند اختراق أسواق سهلة
المنافسة قد تُشجعك في أحيان كثيرة على الإبتكار، ولكنها ليست دائما كذلك. فالدخول للأسواق التي تتمتع بنسبة نجاح عالية أو بمعنى أصح لا يوجد الكثير من العوائق لاختراقها، ليست دائما الأفضل لأن المنافسين يقفون متحفزين لعقد الصفقات الناجحة. لذلك عند دخول مثل هذه الأسواق عليك أن تُفكر في مدخل جديد وميزات إضافية لأن المنافسة في ذلك ليست سهلة على الإطلاق.
4- المنافسة أصعب على المشروعات الصغيرة
البيزنس الصغير أو ما يُعرف حاليا بالستارت أب يواجه صعوبات أكبر في فكرة المنافسة. فالمشروعات الصغيرة محدودة الموارد والتمويل تجد صعوبة في مواجهة تحديات المنافسة وسوق العمل مع كبار الشركات، وصعوبة أكبر في تحقيق هامش ربح جيد، وبالتالي فالمنافسة ليست دائما في صالح المشروعات الصغيرة.
5- الإجبار على تقليل الأسعار
في عالم المنافسة بين الشركات، أنت مُجبر أحيانا كثيرة على تقليل أسعارك لتقديم أسعار منافسة للجمهور وبالتالي تحقيق ربح أقل فقط لتُحافظ على مكانتك في السوق.
الكاتب
دينا خليل
الثلاثاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا