9 طرق على الدول أن تتبعها لوقف العنف ضد المرأة
الأكثر مشاهدة
لا يمكن إنكار أن العنف ضد المرأة واحد من أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان، وواحد من المشكلات العالمية التي تحتاج إلى تكاتف دولي من أجل القضاء عليها والتخلص من آثارها، التي لا تتوقف عند تعرض المرأة لسوء المعاملة، ولكن تصل تأثيراتها إلى الاقتصاد والمجتمع، وتفسد حياة أجيال متعاقبة من الرجال والنساء على السواء.
العنف ضد المرأة
قبل أن تصيب جائحة كورونا (كوفيد- 19) العالم، كان العنف ضد المرأة مشكلة تتفاقم يوما بعد يوم، فأشارت التقديرات العالمية وفق منظمة الصحة اإلى أن سيدة من بين 3 سيدات في جميع أنحاء العالم قد تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي، وما يقرب من ثلث النساء (30%) تعرضن لشكل من أشكال عنف الجسدي أو الجنسي على يد شركائهن، وتصل جرائم قتل النساء على يد الشريك الحميم إلى 38%.
وازداد وضع النساء سوءا مع تفشي وباء كورونا في مارس الماضي، والبدء في اتخاذ قرارات العزل الاجتماعي وبقاء كثيرين في منازلهم، أشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أن المكالمات إلى خطوط المساعدة زادت لخمس أضعاف، مما استدعى إلى أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة إلى إطلاق حملة "السلام في الداخل" في أبريل 2020، التي استجابت لها 146 دولة من أجل العمل على تشديد الإجراءات التي تحمي السيدات والفتيات، ونظرا لتزايد الحالات مع عدم قدرتهن على الإبلاغ اعتبرت الأمم المتحدة أن العنف ضد المرأة هو وباء آخر ينتشر في المنازل حول العالم، وأطلقت عليه "جائحة الظل".
وياختصار العنف الموجه ضد النساء والفتيات- وفق التعريف الذي وضعته الأمم المتحدة للمرأة- هو "أي فعل من أفعال العنف القائم على النوع، ويؤدي إلى أذى أو معاناة جسدية او جنسية او عقلية للمرأة، ويشمل هذا الفعل التهديد او الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء في الحياة العامة أو الخاصة"، ولذلك يمكن توضيح أهم الأشكال الجسدية والجنسية والنفسية التي يظهر بها العنف في:
- عنف الشريك (ضرب، إساءة نفسية، اغتصاب زوجي، قتل للنساء).
- تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث).
- الاغتصاب.
- التحرش اللفظي والجسدي.
- الاعتداء الجنسي على الأطفال.
- الملاحقة والمضايقة الإلكترونية.
- زواج الأطفال.
- الأفعال الجنسية القسرية.
- الزواج القسري.
- الاتجار بالبشر.
وتاثير هذه الأشكال مختلفة من العنف الواقع على النساء والأطفال كذلك، يحدث آثار سلبية على صحة المرأة، وكذلك تأثيرات متعلقة بتردي الأوضاع الاقتصادية والمجتمعية، وتتجلى هذه الآثار في:
- القتل على يد الشريك الحميم، كما أوضحنا 38% من جرائم قتل النساء تتم على يد شركائهن.
- العنف يساعد على انتشار الأمراض المناعية في المناطق محدودة الإمكانيات، والتعرض للإجهاض بمقدار الضعف.
- إصابة النساء والفتيات بالتوتر والاكتئاب واضطرابات القلق وكرب ما بعد الصدمة وصعوبات النوم ومحاولات الانتحار.
- حدوث إصابات جسدية أثرها ممتد، وضعف الصحة العامة.
- معاناة النساء من العزلة الاجتماعية وعدم القدرة على العمل، مما يكون له أثره الاقتصادي الواضح.
- عدم المشاركة في الأنشطة العادية والقدرة المحدودة على رعاية أنفسهن وأطفالهن.
طرق وقف العنف ضد المرأة
وبسبب الآثار الواسعة لما يمكن أن يؤدي إليه العنف ضد المرأة على الحياة العامة، والتأثير على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، كانت هناك دعوة دائمة إلى ضرورة وقف العنف الموجه للنساء، الذي طال 243 مليون امرأة وفتاة خلال العام الماضي (2019)، وكانت هناك جملة من التدابير التي تم تسليط الضور عليها من قبل الناشطين ومنظمات المجتمع المدني، ودعت الدول والأشخاص إلى اتباعها، وهي:
1- الاستماع إلى الناجيات وتصديقهن
من الواجب احترام قدرة أي امرأة أو فتاة على البوح بما تعرضت له، كونها بذلك تبدأ في كسر حلقة الصمت والإساءة، مما يعني ضرورة توفير مساحة آمنة لها لتتحدث بحرية، وعدم تحميلها مسئولية العنف الواقع عليها، والإنصات لها دون تشكيك في روايتها.
2- تعليم الأجيال الحالية والقادمة
يشير الواقع إلى أن الوضع الحالي، رغم مساوئه، يبدو أفضل من سنوات طويلة ماضية، لأن زيادة الوعي حول أدوار الجنسين يمكنها أن تشكل فارق كبير مع مرور الوقت، ومن الأمور التي يجب تكريسها هو تغيير طريقة تفكير الأجيال الحالية والقادمة في النوع الاجتماعي ومعايير الاحترام وحقوق النساء والرجال على السواء، والتخلص من الصور النمطية التي تقولب دور كل منهم، والعمل على تغيير ذلك في الأحاديث العامة ووسائل الإعلام وكذلك المدارس والجامعات.
3- قوانين أفضل
بالتأكيد، لن يتغير وضع المرأة أو تتحسن ظروف التخلص من العنف سوى بوجود قوانين واضحة ورادعة ضد العنف والعنصرية والتنمر، وتفعيل وتنفيذ القوانين التي تحمي من الاغتصاب الزوجي وجرائم الشرف والإساءات اللفظية والجسدية.
4- تعليم الفتيات
تركيزالمجتمعات والحكومات على منح الفتيات الفرص لنيل حقوقهن في التعليم مكنع تسربهن منه في سن مبكرة، لاعتبارات متعلقة بأفضلية الولاد أو لغرض تزويجهن مبكرا، والإشارة بشكل واضح على القيمة الاقتصادية التي يمكن أن يُحدثها تعليم الفتيات.
5- تدريب النساء
العمل على توفير برامج وطنية ومحلية تستهدف تدريب النساء على مختلف المهارات، وفتح المجال والفرص أمامهن من أجل تطوير إمكانياتهن بوجود تسهيلات تمنحهن التمكين الاقتصادي والاجتماعي.
6- وقف زواج الأطفال وختان الإناث
من أكثر أشكال العنف ضد المراة التي تؤثر بصورة سلبية ممتدة الأثر على صحة النساء وكذلك صحة أبنائهن، فختان الإناث يعد من التجارب المؤلمة نفسيا وصحيا على حياة الفتيات وتظل ذكراه معلقة بأذهانهن، أما زواج الأطفال فهو قتل لأي فرصة للتنمية المجتمعية، فهو يمنعها من إكمال تعليمها ويؤبكها بمسئوليات لا طاقة لها بها.
7- توضيح أشكال العنف وطرق طلب المساعدة
على الدول والمجتمعات أن تعمل على توضيح أشكال العنف الموجه للنساء والفتيات بصورة مستمرة في داخل المجتمعات المحلية أو لعى المستوى الوطني، مع ضرورة التركيز على الطرق التي يمكن لكل سيدة ان تتبعها حتى تنجو بنفسها من أي شكل من أشكال العنف والسبيل إلى وقف أي عمل جسدي أو جنسي مؤذي موجه لها، من خلال استخدام وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتأكد من وصول المعلومة لهن بصورة مستمرة وواضحة.
8- تمويل المنظمات النسائية
المنظمات المحلية النسائية والجمعيات الأهلية هي الجهات التي يمكنها أن تساعد في زيادة الوعي ووقف العنف ضد المراة، لذلك من المهم العناية بتوجيه التدريبات المستمرة والتمويل اللازم من أجل دعم الأنشطة والفعاليات التوعوية.
9- المساءلة المجتمعية
نجن لا نعيش في جزر منعزلة، وعلى كل منّا أن يتحرك فور ملاحظته لأي شكل من أشكال العنف، إما بتوجيه الأشخاص المعنفين لطرق طلب المساعدة، أو فعل ذلك نيابة عنهم، او حث المجتمعات على نبذ هذا التصرف وتوجيه اللوم إلى الشخص الممارس للعنف، والعمل على اتخاذ موقف حقيقي وواضح منه.
تعتبر تلك أهم الطرق التي يمكنها أن تساعد على وقف العنف ضد المرأة، والتي قد تساعد على التخلص من آثاره السلبية المدمرة.
الكاتب
احكي
الأحد ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا