كيف تغيرت وجهة نظر الشركات تجاه العمل من المنزل؟
الأكثر مشاهدة
على مدار أشهر قليلة استطاع فيروس كورونا أو كوفيد 19 أن يُغير الكثير من ملامح العالم، سياسات وأفكار ظلت موجودة لمئات السنين ولكنها تغيرت في لمح البصر. ولعل أبرزها كان فكرة العمل من المنزل التي انتشرت في العالم كله بشكل إجباري، وفي خلال أيام أصبحت طريقة العمل عن بُعد والتواصل عبر الإنترنت هى السائدة عالميا. لقد تغير الأمر جذريا بطريقة لم تحدث عندما ظهر الإنترنت منذ أعوام!
فالكثير من الشركات ظلت متمسكة بفكرة العمل من المكتب وترفض تماما العمل عن بُعد. ولكن ماذا بعد الآن؟ لقد تغيرت وجهة نظر الشركات تجاه العمل من المنزل، وتغيرت سياسات كاملة وخطط تجاه طريقة العمل والتواصل من الأساس. حتى أن بعض الشركات قررت الاستمرار بهذه الطريقة لفترة طويلة حتى بعد انتهاء انتشار هذا الفيروس. فما الذي حدث وكيف؟
العمل من المنزل بعد الكورونا
حتى بعد عودة العالم للعمل مرة أخرى بالرغم من عدم انتهاء الكورونا تماما، ظلت الكثير من الشركات تعتمد على نظام العمل عن بُعد. والحقيقة أن نظرة الشركات ومفهومها عن العمل عن بُعد تغير كثيرا بعد هذه الفترة، لأن تطبيق هذا النظام أثبت فعاليته وكفاءته وفي الكثير من الأحيان زيادة الإنتاجية أيضا. كما أن الكثير من الموظفين شعروا بالثقة والحُرية أكثر في العمل.
ووفقا لموقع World Economic Forum فقد سألوا قادة أكبر الشركات في العالم عن كيفية تغير نظرتهم للعمل من المنزل وكيف استطاعوا إدارة هذا الأمر. فعلى سبيل المثال شركات مثل جوجل وفيسبوك وباي بال مدت فكرة العمل من المنزل لتكون مستمرة بالنسبة لجميع موظفيها حتى الموسم الصيفي القادم. فكيف ترى هذه الشركات مستقبل العمل من المنزل وكيف تغيرت وجهة نظرهم لهذا الأمر؟
1- أصبح الموظفون أكثر إنتاجية وتفاعل
يرى بعض قادة الشركات الكبيرة أو رؤساء أقسام الموارد البشرية أن عمل الموظفون من المنزل جعلهم أكثر إنتاجية، خاصةً وأن هذا الأمر جعلهم يوفرون الكثير من وقت الذهاب والعودة من العمل وبالتالي توفير طاقتهم لإنجاز المهام.
ويعتقد المدراء أن الموظفون قد فهموا بالفعل المطلوب منهم خلال العمل من المنزل وأخذوا الأمر على محمل الجد واستطاعوا أن يُنجزوا الأمر بكفاءة، مما يعني أن العاملون يُفضلون نظام العمل من المنزل أو النظام المرن عموما الذي قد يسمح لهم بالعمل من المكتب ولكن ترك الحرية للعمل من المنزل أيضا ليومين أو ثلاثة في الأسبوع.
2- أصبح التواصل أكثر فعالية
ساعدت فترة الكورونا على تعزيز فكرة التواصل عن بُعد، فمن خلال تطبيقات مثل Zoom استطاعت الشركات التواصل مع عدد كبير من الموظفين في وقت واحد وبسهولة.
أتاحت الاجتماعات الأونلاين فُرصة كبيرة لعدد من الموظفين أن يتحدثوا بطلاقة وحُرية أكبر خاصةً الموظفين الذين لا يشعرون بالارتياح في الحديث وجها لوجه. كما جعلت الشركات تعرف كيف تتواصل مع موظفيها بطريقة فعالة وسريعة.
3- إلغاء التسلسل الوظيفي
فكرة العمل من المنزل والتواصل عن بُعد بين المدراء والموظفين ألغت نظام التسلسل الوظيفي المُمل واستبدلته بنظام أكثر سهولة ومرونة. فقد أصبح اتخاذ القرارات أسرع وأسهل ويصل للكثير من الناس في دقائق، بالإضافة لأن هذه الطريقة في الإدارة أكثر فعالية.
4- تطور المكاتب مساحات عمل للتعاون والإبداع
تطورت فكرة المكتب بسبب فترة الكورونا والعمل عن بُعد ليكون مساحة للتعاون بين زملاء العمل والإبداع بشكل أفضل. فقد ذهب من المعنى التقليدي للمعنى الأكثر تطورا وحداثة. فالبعض يرى أن العمل من المكتب أمر ضروري، والبعض الآخر يرى أن فكرة العمل من المنزل باستمرار لن تكون مفيدة على المدى الطويل.
وعلى مدار الوقت سنكتشف أننا نحتاج لوجود تفاعل حقيقي في مساحات العمل مثل رؤية الأشخاص تتحدث والتفاعل مع ما يُقال وهكذا. وهذا لن يتحقق سوى في المكاتب. وبشكل عام العمل من المنزل ليس فكرة سيئة ولكننا لا نستطيع الاستغناء عن المكاتب تماما.
5- التخطيط الجيد لأيام العمل من المكتب
ترى الكثير من الشركات أن اعتماد نظام العمل من المنزل كنظام شبه أساسي يجب أن يكون بالتوازي مع نظام العمل من المكتب أيضا. ولكي يحدث ذلك يجب التخطيط الجيد لاستغلال وقت ونظام العمل جيدا من المكتب، حيث يجب التفكير متى يجب إحضار الموظفين وما الذي سيحتاجوه ليكون تواجدهم في المكتب ذو معنى واستغلال وقتهم أفضل استغلال.
6- تلبية احتياجات مجموعات الموظفين المختلفة
مع نظام الدمج بين العمل في المكتب والعمل في المنزل سيجد المدراء والمسئولون عن الشركات تحدي كبير في إدارة احتياجات الموظفين. فالبعض سيضطر للعمل بين المنزل والمكتب، والبعض الآخر قد يستمر في العمل من المنزل فقط. معنى ذلك أنه سيكون هناك مواعيد مختلفة وترتيبات تُناسب كل مجموعة، وبالطبع ستكون طريقة الإدارة مرنة بالقدر الذي يضمن الدعم لكل الموظفين.
شركات تحولت للعمل من المنزل
وبسبب تغير نظرة الشركات للعمل من المنزل، قررت أكثر من شركة عالمية ومؤسسات كبيرة تحويل نظام العمل ليكون من المنزل لفترة طويلة ومنها:
1- Adobe
شركة السوفت وير الشهيرة Adobe قررت السماح لموظفيها بالعمل من المنزل منذ بداية أزمة كورونا وحتى شهر أكتوبر 2020.
2- Amazon
أما موقع أمازون الشهير حول العالم والذي أسس لفكرة الشراء والبيع أونلاين، والذي يضم حوالي 92 ألف موظف حول العالم فقد قرر أن يعمل موظفيه من المنزل حتى شهر يناير 2021.
3- Facebook
موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك والذي تأسس عام 2014 ويستخدمه أكثر من 2 بليون شخص حول العالم سمح لموظفيه بالعمل من المنزل حتى شهر يوليو لعام 2021.
4- Microsoft
شركة Microsoft الشهيرة في مجال التكنولوجيا منحت موظفيها إمكانية العمل من المنزل حتى شهر يناير 2021 على الأقل.
5- Paypal
تخدم شركة Paypal حوالي 200 سوق مختلفين حيث أنها أحد أهم شركات التحويلات المالية في العالم. وقد سمحت للموظفين بالعمل من المنزل بعد أزمة كورونا حتى شهر أكتوبر 2020.
6- Twitter
أما موقع تويتر وهو واحد من أهم وأشهر منصات التواصل الإجتماعي، فقد أصدر قراره بأن الموظفين يستطيعون العمل من المنزل بدون مدة مُحددة ولديهم فرصة العمل من المكتب أيضا.
7- Upwork
موقع Upwork الذي يشتهر بأنه أهم موقع للفريلانسرز اتخذ قرار غير تقليدي وهو اعتماد نظام العمل عن بُعد للأبد.
لا نستطيع إنكار تغيير الكثير من ثوابت العمل بسبب أزمة كورونا والحقيقة أن وجهة نظر الشركات قد تغيرت تماما عن فكرة العمل من المنزل بسبب ما أثبته هذا النظام من زيادة كفاءة الموظفين وتوفير الكثير من الوقت والمجهود المستغرق في المكتب بالإضافة للتواصل بشكل أفضل.
اقرئي أيضا:
الكاتب
دينا خليل
الأربعاء ١٦ ديسمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا