لماذا يجب أن تمنح الشركات موظفيها إجازاتهم كاملة؟
الأكثر مشاهدة
المحتوى:
في بعض الأحيان، يتراجع كثير من الموظفين ويفكرون ألف مرة قبل أن يقبلوا على طلب الإجازة من مدرائهم، متوقعين دوما ألا يمر الأمر بسلام، وأن تقابل رغبتهم إما بالرفض أو عدم الراحة وقد يصل إلى محاولات بعض المدراء لزيادة أعباء العمل عليهم- كنوع من العقاب- ليبدو أن حصول الموظفين على الإجازة هو أمر غير مرغوب فيه، ويتم تمرير ثفافة تضع طالبي إجازاتهم في خانة الموظفين الكسالى.
أهمية حصول الموظفين على الإجازة
يعتقد فئة غالبة من أصحاب العمل والمدراء أن حصول على الموظفين على إجازاتهم، قد يضر بسير العمل ويقلل من الإنتاجية، غير مدركين أهمية أن يحصل كل شخص على فرصته في الراحة والهدوء والاستمتاع بوقته بعيدا عن الضغوط والمسئوليات، ومعتقدين أن ذلك قد يفسد نجاحات الشركة أو يؤثر على الإنتاجية وسير العمل بطريقة احترافية، غير ان هناك نوعية من الأشخاص لديهم تخيل أن عمل الموظف بشركة يديرونها يجعله ملك لهم وكأنه بلا حياة شخصية أو اجتماعية.
وعلى الجانب الآخر، هناك موظفون يعتقدون أن عدم حصولهم على إجازاتهم كاملة هو شكل من أشكال الولاء للشركة والعمل، ونوع من إظهار التفاني، الذي يتوقعون أن يُقابل بترقية أو تقدير مادي، دون أن يدركوا مدى تأثير ذلك بشكل سلبي على حياتهم وعلى بيئة العمل وشعور زملائهم.
وما لا يتوقعه سواء المديرون أو الموظفون أنهم بقرارات عدم منح/ الحصول على الإجازات الرسمية والأيام المسموح لكل موظف أن يتغيب فيها عن عمله، وفق القانون، يتسببون بذلك في أضرار تلحق بهم أنفسهم وبالشركة كذلك، فالعمل المستمر الضاغط دون فرصة للراحة قد يصيب الموظفون بالإرهاق أو الاحتراق الوظيفي، الذي يشعرون معه بحالة من الإجهاد البدني والنفسي، مما قد يكون له تأثيره على قدرة الموظفين على العمل.
ومن طرق مكافحة الإرهاق الوظيفي، الذي يؤثر بالطبع على عمل الموظفين وقدرتهم على المساهمة والإنتاج، هو منحهم إجازة كمحاولة للتشجيع والتقليل من أعراض التعب والإرهاق والتوتر والقلق والاكتئاب، مما يعني أن حاجة الإنسان الطبيعية لوجود فترات من الهدوء والراحة تساعده على أن يبقى دوما في حالة صحية جسديا ونفسيا أفضل.
وتلك مجموعة من الأسباب التي تؤكد على ضرورة حصول كل موظف على إجازته كاملة، وأن تصر الشركة أو مكان العمل على أن يمنحه هذه الإجازة، حتى وإن بدا غير راغب بها:
1. تخفيف التوتر وتحسين الإنتاجية
على عكس ما هو معتقد، بأن العمل لأوقات طويلة وبمجهود مضاعف هو ما يزيد الإنتاجية، يخبرنا الواقع أن حصول الموظفين على فترات من الراحة يستعيدون خلالها نشاطهم ويمنحون أنفسهم فرصة للترفيه، هو ما يجعلهم يعودون إلى عملهم أكثر انتعاشا وقد يميلون إلى القيام بأعمال تتطلب مجهود ووقت إضافي، غير أنهم يكونون أكثر كفاءة وشعورا بالرضا، وهو ما يُخلصهم من التوتر والضيق، ويجعلهم مستعدين للإنتاج بصورة أكبر.
2. تقليل خطر الإصابة بالأمراض
بسبب تعرض بعض الموظفين للإجهاد الزائد عن الحد، من الممكن أن يتسبب ذلك في إصابتهم بأمراض مزمة منها القلب وداء السكري والأعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، بسبب اختلال الجهاز المناعي للجسم، مما يجعلهم عرضة أكبر لمخاطر صحية منها المتعلق بالصحة العامة الجسدية والنفسية، في حين حصولهم على الإجازة يحسن من حالتهم المزاجية ويمنحهم جسدهم وعقولهم فرصة للانتعاش من جديد، وتجعلهم يتمتعون بحياة صحية متوازنة.
3. تحسين التركيز العام
بقاء الشخص في وظيفته لساعات طويلة وباستمرار دون الحصول على إجازة أو فرصة للانسحاب من الروتين اليومي المعتاد، يُفقده التركيز بسبب إجهاد العقل والدوران داخل دائرة روتينية مكررة مملة ومرهقة، في حبن منحه حقه بالاسترخاء بعيدا عن ضغط العمل، يجدد من حالته المزاجية ويمنحه الشعور بالتجدد والقدرة على التركيز وأداء المهام في وقت أقل.
4. الترابط الأسري
يشعر الموظفون بالإحباط في أحيان كثيرة بسبب ضغط العمل، الذي يجبرهم على الابتعاد عن أحبائهم ويفقدهم القدرة على قضاء الوقت معهم ويمنع عنهم ممارسة حياتهم الاجتماعية بشكل متوازن، والتواصل مع الأقارب والعائلة والأصدقاء، ويالتأكيد، سيجعلهم ذلك يشعرون تجاه العمل الذي يمنعهم عن ممارسة الانشطة التي يحبونها بمشاعر سلبية حتى وإن كانوا مخلصين في عملهم، لذلك يجب أن يكون هناك دوما حق للموظفين بمنحهم وقتهم الخاص ليوازنوا بين حياتهم الاجتماعية والعمل، فيشعروا بالرضا عن أنفسهم.
5. تحسين جودة النوم
تخيل أن يعاني الموظف من الأرق ويفقد القدرة على النوم العميق الصحي، هذا يعني أنه لن يأتي إلى عمله بذهن صافي وعقل هاديء مرتاح قادر على الإنتاج، وهذا ما يتسبب فيه ضغط العمل المستمر دون الحصول على إجازات كاملة وحقيقية، فمنح الموظف إجازته يسنح لها أن يصفي ذهنه من التفكير المستمر، ويسمجح لهم بالحصول على نوم مستقر وهاديء وصحي خلال ساعات الليل.
على كل الشركات أن تضع سياسة واضحة للإجازة، وأن تلتزم بالقانون فيما يخص تطبيق هذه الإجازات، مع وجود تشجيع للموظفين على الحصول عليها وإيضاح أهميتها لهم صحيا واجتماعيا، وكذلك عائدها المفيد على الشركة نفسها.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ٠١ ديسمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا