كيف تتحكم في الغيرة المهنية وتستفيد منها بإيجابية
الأكثر مشاهدة
بالرغم من أن الحياة المهنية تُعلمنا الكثير وتُساعدنا على تطوير شخصياتنا ومواجهة التحديات، إلا أنها قد تُصيبنا ببعض الأمراض "النفسية" أيضا. ويُساعد على ذلك بيئة العمل غير الصحية وغير السوية. لذلك اخترت أن نتحدث اليوم عن الغيرة المهنية وكيف يُمكننا التحكم بها والاستفادة منها بطريقة إيجابية. فهناك الكثير من العوامل التي قد تؤدي للشعور بالغيرة بين الموظفين، وهذا الأمر قد يُدمر بيئة العمل وينعكس بالسلب على أداء أي موظف. لكننا سنكتشف اليوم كيف نستطيع السيطرة عليها واستخدامها لصالحنا…
ما هى الغيرة المهنية؟
الغيرة المهنية هى هذا الشعور بين زملاء العمل الذي يشتركون في نفس مجال العمل أو في نفس المكان. ولنكون صادقين فالغيرة المهنية ليست أمرا خطيرا في حد ذاته، فالشعور بالغيرة أحيانا قد يكون أمرا إيجابيا بحيث يدفع صاحبه للتطور. ولكن المشكلة الحقيقية عندما يتحول هذا الشعور لأفعال تؤثر على بيئة العمل والمسار الوظيفي.
أسباب الغيرة المهنية
التحكم في الغيرة المهنية يبدأ بمعرفة الأسباب. فالغيرة المهنية في الكثير من الأحيان قد تحدث نتيجة خلل في طريقة الإدارة. ومن أهم أسباب الغيرة المهنية ما يلي:
1- عدم الشعور بالتقدير
الشعور بعدم التقدير في مقابل العمل الدؤوب يؤدي للغيرة المهنية، خاصةً إذا كان المدح يذهب لآخرين ممن لا يقومون بالعمل كما يجب.
2- عدم الحصول على الترقية المستحقة
يحدث في الكثير من الشركات أن يحصل بعض الأشخاص على ترقيات لا يستحقوها بينما يظل آخرون في أماكنهم لفترات طويلة بالرغم من عملهم الجيد وهذا بالطبع يُثير الغيرة بداخلهم.
3- العمل بدون روح الفريق
غياب روح الفريق وعدم أهميتها لإنجاز المهام يُشجع وبقوة على ظهور الغيرة المهنية. فالعمل في فريق يزيد من الإنتاجية والحماس ويؤسس لروح تنافسية إيجابية من أجل لفريق، والأهم أنها تُقلل من مفهوم الغيرة المهنية.
4- الشعور بعدم الثقة بالنفس
حتى إذا كُنت موهوب في مجال عملك، فعدم ثقتك بنفسك قد يفتح الباب للفشل والغيرة من زملائك. انعدام الثقة بنفسك وبما تفعله قد يؤثر سلبا على مستقبلك المهني ويجعل الغيرة المهنية تتحكم بحياتك، ووظيفتك أيضا.
كيف تتخلص من الغيرة في العمل
مهما كانت الأسباب والدوافع، فالغيرة المهنية تُدمر صاحبها قبل الآخرين. لذلك إذا كنت تشعر بهذا الأمر عليك التخلص منه فورا بهذه النصائح…
1- افهم أسباب غيرتك المهنية
أول خطوة للتخلص من الغيرة المهنية هى الاعتراف بوجودها من الأساس، وتحديد أسبابها. فمن الممكن أن تكون قد شعرت بالغيرة بسبب ترقية ذهبت لزميل آخر، أو أن مديرك يُفضل أحدهم دائما، أو أن آخر قد حصل على زيادة مالية لا يستحقها. لذلك عليك أولا تحديد سبب أو أسباب مُحددة لغيرتك.
2- فكّر جيدا قبل اتخاذ أي قرار
قبل أن تأخذ أي رد فعل لشعورك بالغيرة المهنية في بيئة العمل، عليك أن تُفكر أولا. فقد يُساعدك التفكير على رؤية الأمر بشكل أوضح أو مراجعة حساباتك مرة أخرى. اسأل نفسك هل بالفعل ترغب فيما يمتلكه زميلك؟ فقد تكتشف أنك غير مستعد لذلك الآن. اسأل نفسك أيضا ما الذي يُمكنك فعله لتطوير نفسك؟ ستجد الكثير من الحلول.
3- توقف عن المقارنة
توقف تماما عن مقارنة نفسك بالآخرين، وفي المقابل وجه تركيزك لمسيرتك المهنية. وإذا كان يجب أن تُقارن فالأفضل أن تُقارن نفسك بنفسك أيضا. أن ترى كيف بدأت وأين وصلت، وما الذي ترغب في تحقيقه. ركز تماما على إنجازاتك أنت وليس إنجازات الآخرين.
4- قدم الدعم للجميع
عندما تشعر بالغيرة في مجال العمل، بادر فورا بتقديم الدعم لزملائك أو الموظفين الجدد. سيُشعرك ذلك بشعور إيجابي وستشعر بالسعادة والنجاح إذا كنت سببا في نجاح الآخرين. كما أن مساعدتك ودعمك لمن حولك سيجعلك تستفيد أيضا من خبراتهم وتشعر بأنك تتطور معهم.
5- تقبل النقد
النقد لا يعني الفشل أبدا، بل هو مجرد إشارات تُرشدنا للنجاح والتطوير. لذلك لا تأخذ انتقادات العمل على محمل شخصي ولا تشعر بالضيق أو الغيرة من زملائك إذا قاموا بتوجيه بعض الملاحظات الي تخص العمل. على العكس تماما خذ هذه الانتقادات في اعتبارك وفكر فيها إذا كانت بالفعل تحتاج للتطوير أم أن لديك ردا على ما يقولوه.
6- اظهر الاحترام والمشاعر الإيجابية لزملائك
أن تحترم من حولك وتُظهر لهم مشاعرك الإيجابية أمر له مفعول كالسحر. فهذه المشاعر الإيجابية والتعامل بطريقة لائقة مع زملاء العمل ستُساعدك على التخلص من أي مشاعر سلبية وعدم الاستسلام للغيرة المهنية.
7- النجاح يُمكن أن يساع الجميع
لتُجيد التحكم في الغيرة المهنية بداخلك وتُسيطر عليها يجب أن تفهم أن النجاح ليس حكرا على أحد، ونجاح الآخرين لا يمنع أن تكون أنت أيضا ناجحا. لذلك دع شجع زُملائك على النجاح ولا تتردد في مشاركة خبراتك معهم، وفي الوقت ذاته ركز على أهدافك وانجح.
8- نجاحك لا يُقاس بنجاح الآخرين
تذكر دائما أن نجاح الآخرين ليس مقياسا أبدا لنجاحك، وأن قيمتك هى مُلخص مجهودك أنت وما حققته من إنجازات حتى لو كانت من وجهة نظر البعض قليلة أو صغيرة. رحلتك العملية مُختلفة وأنت فقط من تضع أهدافها وتسعى لتحقيقها.
كيف تستفيد من الغيرة المهنية بطريقة إيجابية؟
قد تستطيع السيطرة والتحكم في الغيرة المهنية، ولكن كيف يُمكنك الاستفادة من الغيرة المهنية وتحويلها لشعور إيجابي يُساعدك على النجاح؟ إليك بعض الخطوات…
1- اكتب قائمة بإنجازاتك
دووّن إنجازاتك باستمرار، تذكرها دائما عندما تشعر بالغيرة المهنية. هذا الشعور سيُحمسك لإنجاز المزيد وسيُشجعك على استكمال مسيرتك المهنية لتحقيق إنجازات أكثر.
2- طوّر من نفسك
تشعر بالغيرة من أحد زملائك؟ أو منافسك في مجال العمل؟ فلما لا يدفعك هذا الشعور لإنجاز المزيد في حياتك؟ الشعور بالغيرة قد يكون إيجابي إذا استثمرته جيدا، ابحث عن هوايات جديدة، أو طور من نفسك في عملك وستشعر بالنجاح وتنسى الغيرة تماما.
3- جدد طاقتك بأفعال إيجابية
ابتعد عن كل ما هو سلبي ومُحبط، واستبدل كل ذلك بأفعال إيجابية. فإذا شعرت بالغيرة من أحد قدّم له الدعم، وإذا حاول شعور الحقد أن يتملك منك، خطط لنجاح كبير ومُبهر في مسيرتك وهكذا. لا تدع المشاعر السلبية تقف عائقا أمامك.
4- افصل حياتك المهنية عن الشخصية
يبدأ عملك وينتهي داخل المكتب، لا تأخذ حياة العمل معك للمنزل. لا تسمح لأي مشاعر سلبية ناتجة عن العمل أن تفسد حياتك الشخصية أيضا.
5- دوّن أهدافك
ضع أهداف لكل فترة من فترات حياتك واسعى لتحقيقها، ففي بداية كل عام ضع أهداف لهذا العام، وعلى المدى الطويل نفس الأمر وهكذا. ولكن احرص أن تكون أهداف منطقية يُمكنك تحقيقها في هذه الفترة الزمنية.
أخيرا وليس آخرا، فالغيرة المهنية شعور سلبي يُمكن تحويله لإيجابي إذا أردت ذلك، فلا تدعها تُسيطر عليك وتأخذ من سعادتك بنجاحك وإنجازاتك.
الكاتب
دينا خليل
الإثنين ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا