لوحة شرف احكي لسيدات 2020 القويات المجهولات
الأكثر مشاهدة
من وجهة نظرنا، كل "ست" مصرية وعربية، وكل ست في العالم تستحق مع نهاية كل سنة تقدير وتكريم يحترم قدرتها على المعافرة والمحاولة كل ساعة وكل يوم في مواجهة تحديات من أول أنها تمشي قي الشارع بأمان لحد أنها تمنع الأذى النفسي والبدني عنها، وتقدر تنجح وتكمل.
سنة 2020 مكنتش أبدا سهلة، سواء على المستوى العام من ظهور فيروس كورونا (كوفيد-19) وانتشاره، وتأثيره على الاقتصاد والأوضاع الاجتماعية والسياسية، وحتى المستوى الخاص اللي بيقول بالأرقام والإحصائيات أنها كانت سنة صعبة على السيدات، مع ارتفاع معدلات العنف الأسري في كل أنحاء العالم، وفقدان ستات وبنات كتير لشغلها بعد ما كانت العائل الوحيد لأسرتها.
وفي "احكي" قررنا ننهيها بطريقة مختلفة، مش هنتكلم عن الإنجازات والاخفاقات والتحديات، لكن اختارنا نجمع في "لوحة شرف" السيدات المجهولات، اللي ممكن نعتبرهم ناجيات اتعرضوا للأذى بشكل أو بآخر وفي منهن اللي فقدت حياتها، لكن كن قويات، وتضحيتهم رغم أنها صعبة ويمكن مشاكلهم مشافتس الحل لسه، لكن كانت سبيل ونور وأمل إننا نتكلم عن حقوقنا ونقول "لأ" بصوت أعلى.
لوحة شرف "احكي"
كنا نتمنى القائمة تضم كل ست وأم وبنت عايشة في مصر وفي أي بلد عربي، كنا نتمنى تضم سيدات لبنان اللي واجهوا الموت والفقد مع انفجار مرفأ بيروت، وستات فلسطين اللي بقالهم عشرات السنين عايشين الألم والحزن وبيصحوا كل يوم بأمل جديد، لكننا بنهديها لهم، ولكل ضحية وناجية من عنف أسري، ولكل واحدة اتعرضت للتنمر، أو واجهت التحرش والأذى، اللي بتعول أسرتها، وللبنت المستقلة والمغتربة، لكل ست بنشتغل وبتعافر بين بيت وأبناء وزوج، للدكاترة والممرضات اللي فقدناهم بسبب كورونا، واللي حاولت ولسه بتحاول..
أنتن الأجمل والأقوى
القائمة مبنية على وجهة نظر شخصية، وبتضم نماذج لبنات وسيدات واجهوا مواقف صعبة ومؤلمة ومنهم اللي فقدت حياتها، لكن كانت قضاياهم بداية عشان نتكلم عن حقوقنا ونلزم بيها المجتمع.. للأسف سيدات "لوحة الشرف" دفعوا تمن قاسي ومؤلم، عشان كده حبينا نكرمهم.. اتعرفوا عليهم.
ندى- ضحية الختان
في أسيوط، وتحديدا بقرية الحواتكة بمركز منفلوط، قرر أب أنه هيجري عملية ختان لابنته "ندى" اللي عمرها ميتعداش الـ 12 سنة، الطفلة متحملتش التجربة والألم وفقدت حياتها، ودفعت تمن عادة من آلاف السنين وملهاش أي أساس صحي أو ديني، وما زال كتير من الأهالي متمسكين بيها.. للأسف ندى وبنات غيرها كتير منعرفهمش لسه أرواحهم بتروح نتيجة الجهل لكن كل مرة بيكونوا خطوة في سبيل التخلص من "ختان الإناث".
مريم أمين- أول ممرضة ضحية كورونا
مواجهات الطاقم الطبي أمام فيروس كورونا من التمريض للأطباء مشهود لها بالأمانة والتفاني، فمع بداية انتشاره وحتى الآن فقد عشرات الأطباء والطبيبات وطاقم التمريض حياتهم في سبيل أنهم يحافظوا على أرواح ملايين، وفي ظل ظروف صحية أصلا صعبة، وكانت مريم أمين، الممرضة في مستشفى منشية البكري، هي أول ممرضة يقتلها فيروس كورونا، ونقدر نعتبرها رمز لتضحياتهم.
وكانت الأمم المتحدة للمرأة وضحت أنه النساء بيمثلوا 70% من الصفوف الأمامية لمواجهة "كورونا"، سواء من الممرضات أو مقدمي الرعاية الصحية والاجتماعية للأطفال وكبار السن، وده معناه أنهم الأكثر عرضة للتضرر.
ابنة لمياء مصطفى- الإجبار على الحجاب
تعتبر الأم لمياء مصطفى ست قوية وشجاعة، لأنها واجهت قيود المجتمع وتنمره والقوالب اللي قرر يخلقها للستات ويمنع عنهم حرية الاختيار، لمياء مصطفى أم لقت بنتها راجعة من المدرسة في بلبيس بالشرقية بتقولها إن المديرة رفضت دخولها للمدرسة إلا بعد ما تلبس الحجاب، واعتباره من الزي الرسمي، الأمر اللي فتح الجدل أمام الزي اللي بيتم إجباره على البنات وهدفه تقييد حرياتهم عشان مظهر اجتماعي معين، مش معروف مين المسئول عنه، غير أن البنت اللي عمرها 13 سنة تعرضت للتنمر من أصحابها والمدرسين، في اعتقاد غريب من أنهم كلهم أصحاب حق.
أمل عبد الحميد- إثبات نسب طفلتها
قصة أمل عبد الحميد، اللي عمرها ميتعداش 19 سنة، بتوضح أكتر من أذى ممكن تتعرض له الست إذا مكنش قراراها بإيديها والقانون مش بينصفها، في البداية اتعرضت للاغتصاب قبل فرحها بفترة قليلة، وللأسف كانت نتيجة الاغتصاب الحمل، ومكنش عندها فرصة تجهض الطفل لأن القانون هيحاكمها وقتها، واضطرت تنجب طفلة معترفش بيها الأب، ويتجوزها متطوع من أقاربها على الورق بس، واستمرت على مدار سنتين بتسعى في المحاكم من أجل أنها تأكد على نسب ابنتها، وتحاول تمحي العار اللي بيلاحقها، وقدرت في 2020 أنها تحصل على حكم محكمة يجبر الأب على نسب ابنته بعد عمل تحليل DNA.
إيمان عادل- ضحية عنف أسري خطط زوجها لقتلها
" ما كان يطلقها وخلاص" مقتل إيمان كان غريب لناس كتير من اللي تابعته، واعتبرت أنه الزوج تعمد يظهرها بصورة سيئة في مجتمعها عشان يتخلص منها، واتردد كلام كتير عن إنه كان ممكن يطلقها ويبعد عنها بدلا من أنه ينهي حياتها بالشكل ده، الزوج تعمد يشهر بسمعة مراته وسط مجتمعها عشان يسيبها وهي عندها شعور بالدونية، فقرر أنه يتفق مع شخص مجهول على أنه يغتصب زوجته، وهو يكشفهم فيقتلها عشان تكون "جريمة شرف"، ولكن الشخص ده اغتصبها وقتلها.. جريمة بشعة بتقول قد إيه دم الستات مهدور، وإزاي ممكن يتم استغلال جرائم الشرف اللي بتبيح للراجل يقتل مراته دفاعا عن مفهوم مش منطقي.
ضحية الفيرمونت
اسمها إلى الآن مجهول، لكن قصتها مؤثرة وفتحت الباب أمام كتير من الأفكار المتعلقة بحرية الستات في جسدها، وعدم الاستهانة بتعرضها للعنف والاغتصاب، وكمان قدرة الجناة على أنهم يستغلوا نفوذهم عشان يمنعوها تأخد حقها. الواقعة بترجع لسنة 2014، لما كان في حفلة في فندق الفيرمونت، وقرر مجموعة من الشباب أنهم يشربوا بنت مخدر، واغتصبوها وصوروها.
يمكن مرور 6 سنين على الواقعة، أوهم اللي عمولها أنها قضية ماتت ومش هتشوف النور، لكن من خلال صفحة assault police على إنستجرام، رجع الكلام عنها مرة تانية، وقدرت البنت تقدم شكوى للمجلس القومي للمرأة، ويتم القبض على المتهمين، وتأخد القضية مجراها، رغم كلام ناس تير عن أنه ده ذنب البنت اللي قررت تحضر حفلة وتسهر وتلبس زي ما تحب، وكأنه ده سبب كافي لانتهاك أي شخص.
مريم محمد- قتل وسرقة بالإكراه
اتعرفت قضية مريم محمد بـ "فتاة المعادي" في كتير من مواقع الأخبار، وهي واحدة من الأحداث اللي بتثبت أنه الستات في مصر مفتقدة وجود شارع آمن، ففي اتنين قرروا يسرقوا بنت عمرها 24 سنة، وشايلة شنطتها ورا ضهرها، ويسحلوها على الأرض بعد ما تامسكت بحقها في أنها متتسرقش، لغاية ما دهسوها بالميكروباص اللي كانوا راكبينه.. الجريمة دي كانت من أسرع القضايا اللي صجرت فيها الأحكام، بعدما قررت المحكمة إحالة أوراق المتهمين للمفتي.
فريدة رمضان- العبور الجنسي
قبل ما تكون فريدة، عاشت لسنوات طويلة "محمد رمضان" واشتغلت مدرس إبتدائي، ولكنها قدرت تنتصر لرغبتها اللي اتولدت جواها وقامت بعملية عبور جنسي وبقى عندها هوية جديدة باسم "فريدة رمضان"، لكن خسرت قدامها وظيفتها وأهلها وبيتها واضطرت تنتقل لمحافظة تانية، ولما حاولت ترجع شغلها وزارة التربية والتعليم والروتين الحكومي وقفوا قدام رغبتها.
يمكن مشكلة فريدة في أنها ترجع لشغلها ما اتحلتش، خاصة أنه وزير التربية والتعليم طارق شوقي وضح أنه الأمر مش بإيده، لأنها أنهت خدمتها في المدرسة بعد تغيبها من سنة 2006، ولكن فريدة، مع بلوغها لسن الخمسين، أثبتت أنها ست قوية قدرت تواجه المجتمع اللي بيتنمر على العابرين جنسيا، وتقول إنها موجودة وحقها تعيش بكرامة، وقالت "كان لي وضع، وخسرت الوضع ده نهائي. بس أنا قررت إني أبقى البني آدم اللي أنا عايزة أعيشه".
بسنت- تحرش جماعي
في ميت غمر بالدقهلية، قرر مجموعة من الشباب أن بسنت شخص مستباح، فقرروا يلاحقوها ويلمسوا جسمها، ومع كل محاولة منها للهروب يحاصروها لغاية ما قدرت بماسعدة البعض أنها ترجع بيتها. اتقبض على الشباب دول وبيواجهوا المحاكمة، لكن اللي حصل بعد كده هو الملفت حقيقي للانتباه، بسنت بدأت تواجه تهديدات بالقتل من الأهالي، وابتزاز وتشهير من محامي المتهمين اللي ظهر في فيديوهات يبرر أنه ملابسها كانت السبب، واستمرت على السوشيال ميديا حملات بتقول إنه إزاي مستقبل الأولاد دول يضيع عشان بنت مش لابسة زا ما هو "لازم".
قضية بسنت خلقت تساؤل عن مفهوم البعض عن التحرش، وإزاي ممكن المجتمع يستبيح أي شخص أو أي بنت خارج الإطار اللي هو محدده، وترجع تاني نغمة "شوف كانت لابسة إيه" كطريقة لتبرير فعل مؤذي وعنيف وميختلفش عن السرقة في أي شيء.
سعاد ثابت- تجريد وتعرية
اللي اتعرضت له سعاد ثابت، وهي سيدة في عمر الـ 70 من تجريدة لملابسها وتعريتها في شوارع قري الكرم في المنيا، بيوضح إزاي الستات دايما هما الحلقة الأضعف في أي نوع من الخلافات، وهما اللي بيكونوا الأكثر تأثرا بالعنف. الواقعة بتعود لسنة 2016 لما قام خلاف بين طرفين في القرية بسبب ةجود شائعة بتقول إن ربة منزل مسلمة ليها علاقة عاطفية مع ابن السيدة سعاد المسيحي، وتقوم البلد وما تقعدش إلا بعد حريق منازل وتعرض السيدات للإهانة.
كان المتهمين بيواجهوا المحكمة وكانت القضية منتظر صدور الحكم فيها، اللي طلع في ديسمبر 2020 عشان يبرأ المتهمين، وده كان سبب صدمة كتير من المتابعين للقضية وشعورهم بالاستهانة بفعل كبير زي اللي اتعرضت له سعاد، وأدى أنها تسيب قريتها وبيتها.. القضية بتواجه سبل الطعن على الحكم وما زالت مستمرة.
في أغلب النماذج اللي عرضناها، واجهت الستات تعليقات كتير سلبية من المجتمع، دايما بتلومها وبتنفي عن الجاني فعلته، وده اللي دايما بيخلي الوصول للحق صعب ومرهق أكتر من المعتاد.. لكن كل ست اتكلمنا عنها وستات وبنات كتير غيرها عارفين أنه رحلتهم عشان يعيشوا حياة كريمة مش سهلة، وأنه سبقهم نماذج كتير ضحت عشان يكملوا بعدهم.
الكاتب
احكي
الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا