14 سلوكا تدمر ثقتنا بأنفسنا في العمل والحياة اليومية
الأكثر مشاهدة
المحتوى:
دون أن ندري نجد أننا سلبنا أنفسنا الثقة، وصرنا نتبع تصرفات تشوه صورتنا عن حالنا أمام أعيننا، ونبدأ في أن نفقد كثير من المميزات ونتعامل معها على أنها عيوب، ونتبع طريق يقلل من احترامنا لذاتنا، ويجبر الآخرين على أن يستهينون بنا، معتقدين أن هذا ما نستحقه، وأحيانا نتسائل عن السبب الذي قد لا يجعلنا مرئيين بشكل كافي، ونلوم من يحيطون بنا، متناسين أننا قد نكون السبب، وأنه يمكن لبعض التصرفات التي نقوم بها أن تقلل من ثقتنا بأنفسنا.
إتباع هذا الأسلوب في العمل يمكنه أن يفقدنا الكثير، فقد نخسر الاحترام والتقدير اللازم، كما أنه يتسبب في فقدان الفرص التي تساعدنا على التطور والتعلم وتقديم أداء مهني جيد، وتحطم هذه السلوكيات المهارات والإمكانيات التي يمتلكها بالفعل، فقد نجد شخص متفاني في عمله وذكي ويبذل قصاري جهده، ولكنه لا يثق في الأفكار التي يمكن أن يطرحها أو يتراجع دوما في أن يتولى القيادة.. الأمر الذي قد يترك عنه انطباعا بأنه كسول ولا فائدة منه.
سلوكيات تدمر الثقة بالنفس
تحكي إحداهن عن زميلة لها في العمل، تراها دوما شخص قائد ومتميز ويتمتع بكثير من المهارات التي تؤهله لنيل أي منصب والمساهمة في تطوير أي عمل، ولكنها تتذكر المرة التي ظلت فيها هذه الزميلة تتراجع عن الظهور في فيديو يلزم العمل لانها لا تثق في قدرتها على فعل ذلك، والمرات التي ابتعدت فيها عن الحديث في أحد الاجتماعات أمام عدد كبير من الموظفين خوفا من ألا تكون على قدر المسئولية، وسلوكيات أخرى أفقدتها مع مرور الوقت ثقتها بنفسها وكذلك فرصها في أن تكون في وضع أفضل.
ولذلك، انتبهوا جيدا لما يمكن أن تفعلوه بأنفسكم، خاصة، النساء اللاتي قد يتراجعن بسبب هاجس أحكام المجتمع وقيوده وما يمكن أن يعتقده الآخرون، ولاحظوا هذه السلوكيات التي يمكنها أن تدمر ثقتكم بأنفسكم وتمنعكم عن أي فرصة للتطور ليس فقط في العمل، ولكن أشار كثير من متخصصي علم النفس على أنها المسبب الرئيسي في تراجع ثقة الأشخاص بأنفسهم.. ومن أهمها:
1. أن تقول "نعم" لكل شيء ولأي شخص
من الممكن أن تعتبر أن قول "نعم" لأي شخص وفي حال طلب أي شيء هو طريقة لمساعدة الآخرين، ومحاولة للظهور كشخص جيد عن طريق إرضاء الآخرين، والحصول على اهتمام إيجابي وتقدير يمكنه أن يجعلك تشعر بالتحسن ويجعلك أكثر قدرة على تقبل نفسك.
ولكن ما يحدث أنك بذلك تفقد ثقتك بنفسك، لأن عدم القدرة على الرفض والمحاولة الدائمة لإرضاء الآخرين وإسعادهم، لن تتسبب سوى في مزيد من تحطيمك لنفسك وإهمالها وإرهاقها بما لا تحتمل، فعندما تقبل كل العمل الذي يتم عرضه عليك، رغم عدم قدرتك على ذلك، سيتسبب ذلك في مزيد من الضغط الذي لن ينتج عنه سوى الفشل في فعل كل المهام، ولن تتمكن من إرضاء الجميع مهما بذلت قصارى جهدك، ولذلك "لا" تعتبر حل جيد في كثير من الأحيان.
2. التشكيك الدائم في نفسك
استخدام مفردات معينة يمكنه أن يساهم بصورة كبيرة في خلق الصورة التي نتصورها عن أنفسنا، فانتبه لما تقوله عن قدراتك دوما، فإذا كنت تعرض أفكارك بطريقة سلبية خوفا من الهجوم أو التقليل، فلن يأخذها احد على محمل الجد أيضا، كان تقول "اعلم أن سؤالي غبي.. أظن أن فكرتي سيئة" او أن تقول "غير متاكد..سأحاول.. أعتقد أن فلان يمكنه أن يفعل ذلك أفضل مني".. كلها جمل تؤذيك، ولن تساعدك على أن تكون أفضل، على العكس، سيعتبرك الجميع كسول لا يريد أن يتطور، كما أن هذه الجمل تخدعك وتقلل توقعاتك من نفسك، وتجعلك ترى نفسك بشكل سلبي.
3. سيطرة حديثك السلبي لنفسك على عقلك
داخلنا جميعا صوت خائف يخبرنا أننا لن نملك القدرة على فعل أمر ما، أو يتحدث إلينا بسلبية مفرطة "أنت غبي.. لا تملك أية مهارة.. لا أحد يحبك.. لماذا أنت موجود؟"، والاستسلام لهذا الحديث السلبي كفيل بأن يغرقك في حفرة من التفكير السلبي السيء عن نفسك، ويجعلك قاسي على نفسك ويقلل من احترامك لذاتك.. ولذلك احرص على مراقبة حديثك الذاتي ولا تجعل نفسك تدمرك.
4. مقارنة نفسك بالآخرين
المقارنة هي واحدة من أسوأ التصرفات والعادات التي يمكن أن يفعلها أي منّا بنفسه، وهي الخطوة الأولة لتحطم بها نفسك وتدمر ثقتك بحالك ووضهك، غهندما تبدأ في مقارنة مستوى ذكائك بغيرك ومقدار المال الذي تجنيه ومستوى المعيشة، ورد الفعل تجاه كل شيء، ستشعر حتما بالغضب تجاه نفسك، وتوبخها لأنها ليست كهذا الشخص أو ذاك، وتشعر بسعادة أقل وخيبة أمل في حين أنك لا تعلم ما الصعوبة التي يواجهها هؤلاء الأشخاص، وتنشغل بما ليس لديك وتفقد التركيز على ما تملكه بالفعل، وتنسى ان لكل منّا صفاته وإمكانياته المناسبة له، والتي عليه أن يدرك كيف يتعامل معها ويستغلها لصالحه.
5. السخرية من رأيك ومن نفسك
واحدة من السلوكيات الدفاعية التي يتبعها كثيرون هو أن يجعلوا من أنفسهم ومن آرائهم وأفكارهم أضحوكة، كمن يسبق الآخرين إلى إهانة نفسه بطريقة غير مباشرة قبل أن يفعلوا هم ذلك، معتقدا أن تأتي منه خير من أن يفعلها غيره، وكأنه حصّن نفسه، غير مدرك أن سخريته من نفسه وتقليله من شأنه أمام الآخرين كنوع من الفكاهة جعله مستباح، وظهر بالفعل كشخص لا يثق بنفسه، ويمكن استخدامه كوسيلة للتندر دوما، مما يحطم من صورته أكثر ويقلل من قيمته ويهز ثقته أكثر.
6. التقليل من أي أمر جيد تقوم به
عندما يتعمد الشخص أن يقلل من قيمة أي أمر جيد يقوم به، يكون كمَنْ يسمم نفسه، كونه يميل إلى أن يعتبر أي إنجاز يقوم به هو لا شيء، فيخفض من قيمة إنجازاته وسماته الإيجابية، ليصل به الأمر إلى تلاشي رؤيته لنفسه، وتصبح حتى مميزاته بالنسبة له لا قيمة لها وكأنها غر موجودة ويفقد القدرة على الشعور به وتقديرها.. وبالتبعية سيبدأ في فقد ثقته بنفسه وبأهمية ما يقوم به.
7. عدم تقبل المدح والإطراء
ترتبط تلك العادة بسابقتها، فعندما نقلل من قيمة ما نقوم به، سينتج عنه رفضنا لأي من أشكال المديح او الإطراء التي قد يخبرنا به أحدهم، فإذا وجدت نفسك ترد على من يقول إنك أديت عملك بصورة جيدة أو أنك ذكي وتستحق ما هو أكثر، بـ "لا لا، لم أقم بأي عمل جيد"، أو "ما تقوم أنت به أفضل كثيرا"، فتوقع مع استمرارك لرفض أي تعليقات إيجابية حول عملك، أن تفقد احترامك لنفسك، ويرسخ أنك لا تستحق حتى الكلمات الجيدة المشجعة، بينما الحقيقة أنها كلمات رأي أحدهم أنك تستحقها بالفعل، فتقبلها.
8. تترك الآخرين يتخذون قراراتك
لا تفعل ذلك أبدا.. يمكنك أن تسأل الآخرين عن رأيهم أو تطلبوا منهم النصيحة، خاصة، إن كنت تثق بهم، ولكن فور أن تترك لهم القرار في أمورك، وتطلب منهم أن يدلوك على ما يجب أن تفعله في كل خطوة، فتلك الضربة القاضية لثقتك بذاتك، وكأنك تصرح لنفسك ولكل من حولك بأنك لا تملك القدرة على التحكم في حياتك.
9. الاعتقاد بأن الفشل هو أسوأ شيء على الإطلاق
الخوف من الفشل هو ما يدفع كثيرين إلى أن يتراجعوا عن المبادرة والتجربة والمحاولة، والاعتقاد بأن فشلك هو نهاية العالم وآخر المطاف يمكنه أن يحجب عنك حتى صوتك، ويجعلك قابع في مكانك دون أن تتحرك خطوة واحدة للأمام، تتهرب من كل تغيير وتقاوم أي رغبة في التطور خوفا من أن تكون نهايته إخفاق جديد.. الخوف في حد ذاته مدمر إذا تمكن منك، والخوف من الفشل لن يجعلك تخرج من غرفتك.
10. الاعتذار الدائم
"آسف" المتكررة على لسانك دوما، والتي تحاول أن تبدو من خلالها شخص مهذب، وأن تكون ردك على أي موقف وتظهرك كأنك المسئول عن كل سيء، لن تجعل الآخرين يرون كم أنت لطيف! على العكس يتحملك مع مرور الوقت ما لا تطيقه، وتجعلك لاشعوريا تتبنى وجهة نظر عن نفسك وكأنك مديون دوما لمن حولك، وتعتبر نفسك دوما مُقصر دون وجود سبب حقيقي لذلك.
11. أن تتجاهل مشاعرك
نقع جميعنا في هذه المشكلة، نتجاهل ما نشعر به، ونعتبره مبالغ به، ولا يجب الانتباه كثيرا لمشاعرنا بالحزن أو الغضب أو الحنين، وان نركز على أنفسنا بصورة عملية، ونحكم دوما على مشاعرنا بالقمع والتخفي، مما يولد كتلة ضخمة من إهمال الذات وإنكار أي شكل من المشاعر عليها واعتبارها حائط لا يمكنه أن يصل بهذه الدرجة من الشعور.
12. أن تهمل نفسك
نتيجة كثير من الأمور السابقة، تبدأ في إهمال نفسك، لا في المظهر وحده ولكنك تهمل أن تطور نفسك أو تنخرط في نشاط جديد مع زملائك في العمل وأصدقائك، ويجعلك ذلك تشعر أنك بلا قيمة ولا أهمية لأي أمر تقوم به، وأنه مهما سعيت نحو تطوير نفسك، فلن يجدي معك أي محاولات وكانك لا تستحق ذلك.
13. الإفراط في الإطراء على الآخرين
يشكل فارقا كبيرا أن تخبر أحد ما بمميزاته وأن تمدح سلوك أو عمل قام به، ويعمل ذلك على تحسين علاقاتك الاجتماعية والمهنية، ولكن المبالغة والاستمرار في الحديث عن سماته الإيجابية يمكنها أن توقعنا في فخ تحقير الذات والاعتقاد بأن الآخرين دوما أفضل منك، ويتشكل في اللاوعي نظرة سلبية عن نفسك، ولذلك يمكن فقط الاكتفاء بكلمة إطراء واحدة وواضحة دون تفخيم ودون استهانة، كلمة معتدلة ومرة واحدة.
14. التخفي
كل يحدث هو أننا نرغب في التخفي، معتقدين بأن ذلك يجعلنا أشخاص أفضل، أن نترفع عن تقبل المدح أو أن نرفض أن يخبرنا احد بإنجازاتنا، أو نمنح أنفسنا الوقت، فنتاج كثير من الخلفيات المتعلقة بالتربية والثقافة يمكن أن يتشكل لدينا فكرة عن أن الظهور والحديث عن قدراتنا وتقبلنا للإطراء عن ما نقوم به، هو غرور وتكبر، ونبتعد عن ذلك بمحاولات دائمة في التخفي وعدم التواجد في بقعة الضور ومركز الاهتمام.. غير مدركين أننا نخسر انفسنا ونفقد ثقتنا بذاتنا.
اهتموا بما تخبروا به عقولكم وبما تفعلونه، حتى لا تكونوا سبب تدمير أنفسكم.
الكاتب
هدير حسن
السبت ٠٩ يناير ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا