كيف تخطط لحياتك؟ لمستقبل مهني أفضل
الأكثر مشاهدة
المحتوى:
أحيانا، نعتمد على الفرص التي قد تأتينا دون تخطيط منّا، ونسعد بما يتاح لنا وفق ترتيب القدر، دون أن ندرك أن الحظ لن يكون دوما حليفنا، وأن ما تمنحنا إياه الحياة خلال فترة من الفترات دون أن نجتهد لأجله، يمكن ألا يتكرر في فترات أخرى، ولذلك علينا أن نمتلك خطة لحياتنا المهنية والاجتماعية أيضا، حتى نكون قادرين على أن نرى المستقبل بعين واضحة ولا نترك أحلامنا وأهدافنا للصدفة وإمكانية أن تبتسم لنا الحياة.
كيف تخطط لحياتك المهنية
لا تعتبر أن التخطيط قد يعوقك عن التجربة والمغامرة دون مزيد من التوقعات، على العكس، يمنحك فرصة رؤية الصورة الكبيرة لوضعك المهني والاجتماعي وشكل حياتك الحالي، ويجعلك تضع الخطط التي تُمكنك من تحقيق أحلام مؤجلة أو أهداف بعيدة، فالاستمرار على تتبع ما يمكن أن تجلبه لنا الحياة، قد يكون غير مُجدي في النهاية.
ببساطة، أهمية التخطيط قد لا نلاحظها أو ندرك أننا نقوم به بشكل تلقائي، ففي الغالب نحن نحتاجه حتى في أبسط الأمور، بداية من وضع خطة بسيطة للشكل المتوقع أن يكون عليه يومك، وحتى الرحلة التي تنوي أن تخوضها مع أصدقائك، والتخطيط للمستقبل يسمح لك أن تتعرف على نفسك أكثر، ما حققته وما تسعى إليه، ويجعل الأمر أكثر وضوحا بالنسبة لك، فلا تكون قاسي تجاه نفسك أو لديك تصورات غير حقيقية عن ما أنجزته بالفعل، فهو أشبه بحقائق تضعك على أرض صلبة.
من الممكن، ألا يمتلك بعضنا مهارات القدرة على التخطيط، ووضع أهداف بعيدة وتتبعها، ولكن من خلال مجموعة من النصائح والخطوات يمكنكم التعرف على آلية بسيطة تسمح لكم بالتخطيط المهني والتطلع إلى تطوير أنفسكم واكتساب مهارات أكثر تضيف لكم وتزيد من فرصكم.. حتى لا تجدون أن الوقت مرّ في عمل لا يسمح لكم بالتطور أو يرقي من إمكانياتكم.
أهم النصائح والخطوات لتخططوا لمستقبلكم:
ارصد وضعك الحالي
لا تعرف من أين تبدأ؟ بسهولة، يمكنك أن تبدأ من اليوم أو غدا، اجلس مع نفسك لمدة ساعة على سبيل المثال، وحاول أن تنتبعد عن مصادر التشتت حتى تتمكن من التركيز، وابدأ في رصد مجموعة من الأمور المتعلقة بك، مثل: متطلبات وظيفتك الحالية، وهل ترى أنك تؤديها بالشكل المطلوب، ما المهارات التي تنقصك، هل تشعر بالسعادة في وظيفتك؟ ما الذي تريد تغييره؟ وإن كنت تريد تغيير عملك، فما الوظيفة التي تتطلع إليها؟
عندما تطرح على نفسك هذه الأسئلة، كأنك تمنحها فرصة التطلع على وضعك الحالي بتأني، لتكون على وعي بالخطوة القادمة، وتتعرف على نفسك بصورة أكثر عمقا، وتحدد الآليات التي عليك إتباعها لتصل إلى أهدافك.
حدّث سيرتك الذاتية
من المهم أن تطلع على سيرتك الذاتية كل فترة، وليكن كل شهر أو شهرين، وتضيف الخبرات الجديدة التي اكتسبتها، وتحاول أن تطور من طريقة عرضها وتجعلها ملائمة للتحديثات المختلفة التي تظهر مع مرور الوقت، كما يجب أن تضيف لها التدريبات والمهارات حتى تكون جاهزة في حال ظهور أي فرصة عمل جديدة.
التخطيط كعادة منتظمة
حاول أن تحدد موعد دوري تضع به خطتك لمستقبلك المهني، كأن تكون بشكل نصف سنوي أو كل عام، حتى تكون عادة جيدة تستكشف بها ما مرّ بك على مدى الفترة الزمنية الماضية، وما يمكنك أن تضيفه لنفسك، أو تتطلع إلى ما تنوي تحقيقه، وكذلك تتبع مسار حباتك المهنية وما أنجزته وما كان يمثل إخفاقا أو تراجعا.
مشاعرك تجاه وظيفتك
ما تشعر به تجاه وظيفتك وحياتك المهنية، هو أمر ليس ثانوي أو يمكن التغاضي عنه وتجاهله، على العكس، هو واحد من الأمور التي يجب أن تضعها في الاعتبار، وتبدأ في التعرف عليها ورصدها والتعامل معها، لأنها قد تكون المحدد الرئيسي لقراراتك المستقبلية، فمن المهم أن تعرف هل تحب وظيفتك الحالية وما تقوم به أم لا؟ هل ما زلت تشعر بالشغف والرغبة في التطور؟ ما الذي يثير اهتمامك في الفترة الحالية؟ كلها أسئلة تمنحك إجاباتها فرصة كي تعرف خطوتك القادمة، فقدتكتشف أنك بحاجة لتغيير عملك، وتبدأ في وضع خطة لتحقيق ذلك.
وذلك، لأن تجارب الحياة دوما ما تخبرنا أنه لن يمكننا الاستمرار في عمل لا نحبه، مهما كانت إغراءته المادية قوية، أو كان عائده مجزي، فإذا كنا لا نملك حتى ولو جزء صغير من الاهتمام تجاه عملنا وحياتنا المهنية، فبالتأكيد، سنفقد حماسنا تجاهه، ونتخلى عنه في أقرب وقت.
حدد أهدافك المهنية
بعد أن تتعرف على وضعك الحالي، وما تحب أو تكره في ما يخص عملك، بالتأكيد، ستكون تلك فرصة لتضع أهدافا مستقبلية أكثر وضوحا، فهل أنت بحاجة إلى ترقية أو الحصول على منصب افضل في مكان عمل؟ أم أنك تريد البحث عن عمل مختلف دخل نفس الشركة؟ وهل تريد تغيير مسارك المهني أم تبحث عن نفس وظيفتك في شركة أو مكان عمل آخر؟ كما يمكن أن تتعرف على إمكانية العمل في وظيفة أخرى بدوام جزئي، وهل ما تسعى له أن تكون ماديا أفضل أو الحصول على ترقية مهنية؟
طور نفسك
بعد أن تتمكن من التعرف على أهدافك، سيلزمك بالتأكيد أن تضع خطة لتحقيق هذه الأهداف، والتي قد يكون أهمها أن تمتلك مهارات وإمكانيات تؤهلك للوصول إلى ما تريد، فاعمل على تطوير نفسك بتحديد التدريبات التي تنقصك، والخبرات التي تحتاج إلى اكتسابها، مما يعني أنك ستضع قائمة بأهم الخطوات التي يمكن اتخاذها لتعزيز حياتك المهنية، ومنح نفسك الفرصة للتعلم.
فرص توظيف جديدة
حاول العمل على استكشاف فرص التوظيف أو الترقي الجديدة، والتي يمكنها أن تناسب اهتمامات جديدة ظهرت لديك أو تتوافق مع خبرات جديدة اكتسبتها، وحاول أن تكون دوما مطلع على المتطلبات الوظيفية لشركتك للأشخاص من هم في نفس منصبك الوظيفي وتتعرف على كل ما هو جديد في مجال عملك.
التشبيك والعلاقات
من المهم أن تبني علاقات وتخلق شبكة من المعارف في مجالك أو مجالات العمل المختلفة التي قد تكون متربطة بك أو تحتاجها في يوم من الأيام، وذلك عن طريق حضور المؤتمرات أو اللقاءات المتخصصة أو مناسبات العمل، أو حتى الدورات التدريبية وورش العمل، وتسعى من خلالها أن تتعرف على الحاضرين وتكتسب من معرفتهم وتقدم لهم من خبرتك أيضا، حتى تكون شخص فعال وأن تترك صورة إيجابية عنك، حتى تكون خيار أي شخص إذا احتاج لتعيين موظفين جدد.
ضع خطة لتقدمك الوظيفي
لن يسير كل ما سبق وفق ما تريد، دون أن تهتم بوضع خطة لمستقبلك الوظيفي، بمنح نفسك فرصة تحديد ما تريد أن تكون عليه بعد سنة أو ثلاث أو خمس، حتى تكون قريب دوما من تحقيق ما تسعى له، بعد أن تعرف الخيارات المتاحة أمامك، والفرص والميارات الوظيفية التي عليك انتهاجها لتصل لما تريد.
الخطة المستقبلية لمسارك المهني، وفكرة التخطيط لحياتك مهمتها أن تجعلك دوما في المسار الذي يوصلك لهدفك، ولكنه ليست قيدا مفروضا عليك، فمعها يمكنك دوما الانفتاح واستكشاف الفرص الجديد والتجارب التي قد تكون متاحة لك، والمغامرات التي من الممكن أن تخوضها.
الكاتب
هدير حسن
الثلاثاء ١٢ يناير ٢٠٢١
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا