10 طرق تساعدك على التخلص من التسويف والمماطلة
الأكثر مشاهدة
نتذكر جميعا في طفولتنا، بعد عودتنا من المدرسة ومع بدء إمساكنا بالقلم لنكتب الواجب، كيف كنّا نهرب من هذا الالتزام بأي طريقة؟ مرة ندعي أن القلم قديم أو أن الجو بارد، ومن الممكن أن نشعر بالجوع الشديد أو الرغبة في النوم، لنكتشف أننا كنّا نماطل، ويبدو أن هذا السلوك استمر معنا في سنوات الجامعة والعمل أيضا، محاولين دوما البحث عن طرق للتخلص من التسويف، وتساعدنا على إنجاز مهامنا على الفور.
ينطبق الأمر على أغلب الأمور التي نريد القيام بها، سواء من الرغبة في بدء تعلّم لغة جديدة أو العمل على مشروع خاص، أو محاولة الذهاب للجيم والتدرب على الرياضة بشكل يومي، نلحظ أن أي نشاط يحتاج إلى التزام، يستهلك منّا وقتا أطول حتى نشرع في إنجازه، ويستهلك من روحنا الكثير، رغم رغبتنا الحقيقية في العمل عليه، أو حاجتنا الضرورية لذلك، غالبا ما نماطل ونؤجل لآخر لحظة.
ما هو التسويف
من الممكن أن يخلط كثيرون بين التسويف وبين أن تكون شخصا كسولا، ولكن الفكرة أن التسويف أو المماطلة Procrastination لا نقصد بهما عدم إتمام المهام أو الأمور التي نريد القيام بها، ولكنه وكأننا نريد أن نحظى بأفضل فرصة للقيام بها، في حالتي من الممكن أن يكون التسويف بسبب الرغبة في أن أبدأ عملي وأنا متأكدة من أن غرفتي مرتبة وكل شيء بها نظيف، ولا يوجد أطباق غير نظيفة في المطبخ، وهو ما يجعلني اتأخر في البدء.
ويصبح التسويف ببساطة هو أن نقوم بعمل ما في حين من المفترض أن تتجه للقيام بأداء ما هو أهم، وكان لهذا الفعل اسم لدى الفلاسفة اليونانيين قديما وهو أكراسيا Akrasia ويعني عدم القدرة على ضبط النفس، وهو ما يوضح مدى قدم المشكلة، فبدلا من أن تقوم بعملك تجلس متصفحا الإنستجرام على هاتفك أو تنهمك في واحدة من الألعاب.
أسباب التسويف
على الأرجح، جميعنا نقع في فخ التسويف بشكل أو بآخر، لنجد أننا نؤدي أعمالنا أو واجباتنا في الدقائق الأخيرة ولكننا استهلكنا الوقت في أشياء أخرى، رغم وعينا الكامل أن ما نفعله ليس الخيار السليم، وهو ما يجعلنا نشعر بالضيق والانزعاج وكذلك الذنب في أحيان كثيرة، إذن ما الذي يدفعنا للمماطلة والتسويف:
- رجح خبراء في علم النفس أننا ننجذب إلى فعل الأمور التي تمنحنا سعادة لحظية قريبة، عن الأشياء التي تصب في تحقيق هدف أبعد.
- من الممكن أن نؤجل الأعمال التي تحتاج إلى مجهود أكبر في إنجازها، ونقرر الانهاك في مهمة أكثر سهولة ومتعة.
- يفسر الأمر علم النفس السلوكي باعتباره تحقيق للإشباع الفوري وتفضيله عن المكافأة بعيدة المدى (فرغم علمك أن ما تريد القيام به سيعود عليك مستقبلا، تفضل عليه شيئا آخر يبهجك الآن).
- في بعض الحالات، قد يكون التسويف نتيجة إرهاق نفسي تمر به تشعر معه بفقدان القدرة على إنجاز أي مهام، حتى وإن كانت في السابق عادية وبسيطة. (تحتاج المتابعة مع متخصص، أو اكتشاف الأمر والتعامل معه بمزيد من الصبر والجهد).
يبدو أن فكرة الإشباع الفوري تفسر كثير من الأمور التي نقوم بها، رغم أننا واعين بضرورة أن نقوم بما هو أكثر إفادة لنا على المدى الطويل ولمستقبلنا، كالإدخار الذي ندرك أهميته ولكن سعادتنا بشراء حاجيات جديدة الآن تتغلب عليه، أو تناول طعام مليء بالكربوهيدرات والسكريات عن الوجبات الصحية، وتم الإشارة للأمر على انه ظاهرة تسمى "تضارب الوقت Time Inconsistency"، والتضارب هنا يأتي من نظرتنا أنفسنا للوقت، فالآن معنا وعلينا أن نكتسبه لصالحنا، وغدا بعيد وغير مضمون.
التخلص من المماطلة والتسويف
عندما يصبح التسويف عادة نكررها عند القيام بأي شيء، من الممكن أن يتسبب في كثير من الانزعاج والضيق، ونفقد حتى الشعور بالمتعة والسعادة وقت قيامنا بشيء ىخر نحبه بدلا من إتمام المهمة التي علينا إنجازها، وعلى العكس يتسرب الشعور بالذنب الذي يجلب الضغط والتوتر والقلق، ومن الممكن أن تتسبب المماطلة في نوبات من الخزي والعار والاكتئاب، وتنخفض قدرتنا على الإنتاج وتضيع فرص حقيقية لنحقق أهدافنا.
كيف إذن يمكننا أن ننجو من حالة التسويف والمماطلة؟ اتبعوا هذه الطرق:
1. اغفر لنفسك
البداية تكون مع قدرتك على أن تسامح نفسك على انتهاج التسويف والمماطلة، والنتائج التي وصلت إليها بسبب ذلك، وتتعامل كأنك تطوي صفحة قديمة، وتساعد نفسك على البدء من جديد مع غفران ما حدث، فكثير من الدراسات أشارت إلى مسامحة النفس على ما فات يساعد على تقليل احتمالية التسويف في المستقبل.
2. وظف طاقتك لا وقتك
من الأمور التي قد تساعد على التعامل مع التسويف هو تغيير النهج الذي تتبعه لأداء المهام، فبدلا من الاعتماد على الوقت لتنهي أمر ما، يمكنك التركيز مع طاقتك نفسها، بمعنى هل هذا الوقت هو الأفضل بالنسة لك؟ هل تزيد إنتاجيتك خلال ساعات الليل أم الصباح الباكر، وعلى هذا الأساس تبدأ في تقسيم المهام التي تنوي العمل عليها، كما يجب أن تمنح نفسك الوقت للراحة من أجل تجديد طاقتك.
3. قائمة بالمهام
تبدأ في كتابة قائمة بالمهام التي تريد العمل عليها، والتعرف على أي منها يحتاج إلى مجهود أكبر ووقت أطول، وحاول أن تقسم المهام الكبيرة أو الصعبة في الأوقات التي تكون إنتاجيتك عالية فيها، وتحاول أن تحدد وقتا لإتمام كل مهمة deadline، وقد تلجأ إلى التطبيقات التي تساعد على إنجاز المهام وإدارة الوقت.
4. ابدأ على الفور
واحدة من الامور التي تجعلنا دوما نضطر إلى التسويف، هو رغبتنا في أن نبدأ العمل أو إدخال أي نمط جديد لحياتنا، نريدها أن تحدث في وقت مثالي وأن نكون مهيئين لاستقبالها او ان ننتظر أن تتراكم المهام حتى نؤديها معا في النهاية، رغم أن الأفضل هو البدء على الفور، مهما كانت المهام صغيرة ولا تحتاج إلى مجهود، ابدأها وانتهي منها وامنح نفسك فرصة الشعور بالإنجاز.
5. لا يوجد مثالية
من الممكن أن تكون رغبتك في الحصول على نتيجة نهائية مثالية، هي التي تدفعك نحو المماطلة، رغم أن المثالية درب من الخيال لا يمكن تحقيقه، ويجعلك دوما غير راضِ عن النتيجة، وتماطل حتى تقوم بالمهام على أكمل وجه، لتجد نفسك تقوم بها تحت ضغط اقتراب مواعيد التسليم وتكون غير سعيد بالنتيجة.
6. كن لطيفا
الطريقة التي نتحدث بها إلى أنفسنا تساهم بصورة كبيرة في النهج الذي نتبعه لننهي مهامنا، فإذا كنت دوما تخبر نفسك أنك لست الأفضل للقيام بهذه المهمة، أو أنه "يجب" عليك أن تنهي هذا الأمر، أو أنك كسول ولن تنجح في أي شيء، فتأكد أنك لن تنجز مهامك وسوف تماطل حتى تنتهي منها، في حين يمكنك ان تشجع نفسك، وتختار الكلمات بعناية "انك تستطيع"، وأنك قمت باداء مهام مشابهة بنجاح، وأنك "اخترت" أن تنجزها.
7. كافيء نفسك
النفس البشرية تحب المكافأت، نعمل وننجز بالأساس لأننا نتظر شيئا أفضل، فإذا استطعت أن تنتهي من مهمة ما، امنح نفسك وقتا تشاهد فيه مقطع فيديو لطيف تحبه أو تتناول وجبة خففة شهية، او تتصل باحد أصدقائك، حدد بنفسك المكافأة التي تجعل مزاجك أفضل لتتمكن من الاستمرار
8. اطلب المساعدة
في بعض الأحيان، يبدو أننا في حاجة إلى أشخاص يقومون بتحفيزنا، مثل أن نشاركهم أننا تمكنا من إنجاز مهمة ما، أو نتفق معهم أن يذكرونا بما يجب أن ننجزه، فالضغط والمنافسة من الممكن أن يؤتي ثماره مع بعض الأشخاص، وفي حال عدم وجود زميل ليساعدك من الممكن أن تلجأ للتطبيقات التي تساعد على ذلك.
9. قلل المشتتات
وجود أشياء يمكنها أن تشتت من تركيزنا يساهم في المماطلة، خاصة إذا كنا نعمل في المنزل، ولذلك مع البدء في تنفيذ أي مهمة أو أمر تجد صعوبة في إتمامه، حاول أن تعمل على على التقليل من أي مصدر تشتيت لتركيزك، اعمل في غرفة بعيدة عن التلفزيون افصل الإنترنت عن هاتفك أو توقف عن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي،
10. تغيير نمط حياتك
أحيانا يبدو أن نمط حياتك يساهم في اللجوء إلى التسويف، فأنت دوما تشعر بالإرهاق وتعاني من فقدان الطاقة، نتيجة عدك قدرتك على تنظيم يومك بالشكل الذي يريضيك ويساعدك على إنجاز مهامك ويمنحك أوقات للراحة، لذلك احرص على أن تحظى بنمط حياة صحي يبدأ من النوم لساعات كافية، وتناول الوجبات في مواعيد متقاربة، دون أغفال الوجبات الخفيفة، وقد تحتاج إلى تناول الفيتامينات وإضافة خضروات أكثر إلى طعامك.
التخلص من التسويف يبدو عملية مرهقة، ولكن فور أن تكتشف ما يحفزك لإنهاء مهامك أو تنفيذ خططك المؤجلة، ستكون أكثر إنتاجية ويمنحك الإنجاز شعورا بالسعادة ويساعد على جعلك في مزاج أفضل.
الكاتب
هدير حسن
الأحد ١١ يونيو ٢٠٢٣
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا