روايات نجيب محفوظ التي تحولت لأعمال درامية
الأكثر مشاهدة
ليس فقط حصوله على جائزة نوبل في الآداب هو ما سيجعلك تقرأ أعمال نجيب محفوظ، بالطبع ربما هذا يكون سببا كافيا لتعطيها فرصة ولكن ما إن تبدأ في قراءة أحد أعماله حتى تجد نفسك تنتظر أن تقرأ العمل التالي والذي يليه.
أسلوب نجيب محفوظ السردي في رواياته وواقعيته وأفكاره المختلفة والمبدعة جعلته من أكبر وأشهر الكتاب عالميا ومحليا أيضا ولهذا حظت كتاباته بشهرة واسعة واشتهرت بصورة أكبر عندما تهافت عليها صناع السينما والتلفزيون لإنتاجها وتحويلها إلى قطع فنية تزيد من جمال كتابته وتضيف إليها صورة مختلفة أكثر قربا للمشاهد المصري في زمن لم تكن فيه القراءة دارجة بشكل كبير، وكذلك لواقعية نجيب محفوظ ورغبته الدائمة في وصف الشارع والحارة المصرية وأحوال الناس في زمان عايشه بنفسه وفي المستقبل أيضا برؤيته وتخيله له.
فإليكِ أهم روايات نجيب محفوظ التي تحولت إلى أعمال فنية ملهمة.
روايات نجيب محفوظ للقراءة
ثلاثية القاهرة
الثلاثية المتميزة عن جدارة للكاتب الكبير تغوص في أعماق حارات القاهرة القديمة بمحالها التجارية وأبطالها بمختلف أعمارهم وتوجهاتهم وهذا بالتحديد ما جعلها متميزة، فكيف استطاع نجيب محفوظ أن يحلل كل شخصية على حدا ويصفها وبشكل خاص التناقض الكبير الموجود بكل شخصية وخاصة شخصية البطل السيد أحمد عبد الجواد.
كيف صور نجيب محفوظ حال مصر قبل اندلاع ثورة 1919 اثناء الاحتلال وبعده، والحقيقة أن الجانب السياسي ازداد في الجزئين التاليين لبين القصرين فنجد أن قصر الشوق والسكرية كانا متركزين بشكل أكبر على أحوال البلد السياسية وكيفية تأثر كل شخصية بما يدور حوله.
اختلاف الثلاثية عن بقية الأعمال الأدبية للكاتب في العموم هو ما دفع لانتاجها مرتين، أول مرة على شكل أفلام من إخراج المخرج الكبير حسن الإمام ومن بطولة يحيى شاهين، والمرة الثانية على شكل مسلسلات من إخراج يوسف المرزوق ومن بطولة الفنان محمود مرسي.
اقرئي أيضا: أفلام مصرية برعت في تجسيد الصراع النفسي
حديث الصباح والمساء
على الرغم من التشابه الكبير بينها وبين رواية مائة عام من العزلة لماركيز من حيث تركيب الشخصيات وتعاقب الأزمنة والأجيال إلا أن تحيزي لنجيب يمكن أن يكون نابعا من تصديقي له ومن واقعيته الشديدة في الرواية ورغبته على تعريفنا بشكل وحال المصريين في الماضي والحاضر والمستقبل.
كذلك اختار نجيب محفوظ زاوية غريبة من وجهة نظري في سرد احداث الرواية، فالرواية مقسمة بالترتيب الأبجدي، كل شخص يتم التحدث عنه حينما يأتي الدور في الترتيب حسب اسمه، فتبدأ الرواية مثلا بشخصية "أحمد محمد إبراهيم" وهو في المسلسل لم يتم ذكره من الأساس وحتى في الرواية ارتأيت أنه شخصية فرعية ولكن حسب الترتيب الأبجدي هو أول شخص وكان هذا غريبا بعض الشيء ولكن شيء جديد ومختلف.
المسلسل أحدث ضجة في المجتمع المصري، نظرا لعدم انتشار الرواية بين الأوساط التي تفضل مشاهدة الأفلام والمسلسلات عن القراءة لذلك رأوا أن المسلسل يمثل حياتهم وأسرهم بجميع جوانبها وكل شخوصها خاصة في فكرة تعاقب الأجيال، المسلسل من إخراج أحمد صقر وبطولة عدد كبير من الفنانين منهم ليلى علوي ودلال عبدالعزيز وعبلة كامل وأحمد خليل.
تعرفي على: أفضل روايات رومانسية عربية
ثرثرة فوق النيل
يحمل اسم هذه الرواية -وهو نفس اسم الفيلم- حالة الرواية والمعنى الحرفي لها، حالة الرواية لأنه عبر عن حالة الشعب المصري أو الفئة التي كان يخاطبها وهم من قرروا في ذلك التوقيت أن يتسموا باللامبالاة والانفصال الفكري والمعنوي عما كان يجري حولهم من أحداث هامة في تاريخ مصر الحديث فتحولوا إلى مجرد ثرثرة فوق النيل، أما المعنى الحرفي لها فكان تجسيد الرواية لهؤلاء الأشخاص على مختلف توجهاتهم والمهن التي يمتهنوها فمنهم المحامي والفنان والصحفي والأديب ولا يجمع بينهم شيء تقريبا سوا أنهم قرروا أن يجتمعوا كل ليلة في عوامة على النيل ليشربوا الخمر والمخدرات ويمارسوا الجنس ولا شيء آخر سوا اللهو والثرثرة فوق النيل.
كذلك تجلت عبقرية نجيب محفوظ في ذلك الوقت في إشارته لمصر بالفلاحة المصرية التي صدمها هؤلاء بسيارة أحدهم التي كانوا يستقلوها ذات يوم ولكنهم هربوا وتناسوا الموضوع فكانت تلك إشارة للبلد التي نسوا واجبهم نحوها واستمروا في اللامبالاة.
الفيلم من إخراج حسين كمال وكتب السيناريو والحوار ممدوح الليثي ومن بطولة مجموعة كبيرة من الفنانين منهم أحمد رمزي وعماد حمدي وماجدة الخطيب.
اقرئي أيضا: أفلام عالمية مقتبسة من روايات شهيرة
اللص والكلاب
أعتقد أن نجيب محفوظ كان أكثر ما يشغله في أعماله هو مقاومة الأمراض الاجتماعية التي كانت متفشية في المجتمع المصري في كل زمن على حدا، ففي هذه الرواية وضع القارئ في حيرة بين أن يتعاطف مع "لص" حتى وإن كان مظلوما بفعل الأحداث وما تعرض له من ظلم بمختلف الأشكال، وأن يحب "بائعة هوى" لمجرد أنها اعطت البطل الحب والأمان الذي كان يحتاجه في وقت خانته فيه زوجته وتأمرت ضده بمساعدة صبيه للزج به في السجن ومن ثم الزواج منه وبين اعتباره لصا لا يجب التعاطف معه حتى وإن ظلم بفعل لصوص من نوع آخر أو كما أسماهم نجيب محفوظ "كلاب".
كذلك الفكرة التي طرحها نجيب محفوظ عن كيفية إفلات "الكلاب" دوما من العقاب وهم المراد بهم الشخصيات السيئة والتي تعرض البطل سعيد مهران بسببهم إلى ظلم في حياته، فنرى كيف كان في كل مرة يحاول قتل أحدهم يقتل شخص برئ بدلا منه لا ذنب له إلا وجوده في نفس المكان، فدوما ما كان ينجو الكلاب ويقع الضحية شخص آخر لا علاقة له بالأحداث.
الأفكار الفلسفية والمجتمعية لا تقف عن حد معين في روايات نجيب محفوظ فتأخذك في صراع نفسي وأبدي في كيفية الإجابة عنها، وكذلك نجح المخرج كمال الشيخ والسنياريست صبري عزت في تصوير هذا الصراع بدقة وتصوير علاقة سعيد مهران ونور بحرفية عالية وساعد في هذا التمثيل العبقري لشكري سرحان شادية بطلا الفيلم.
أفراح القبة
الرواية هي بطلة الرواية، نعم هكذا كما قرأتها، إن طريقة رواية أبطال الرواية لحكاية الرواية نفسها كانت هي البطلة في روايتنا تلك.
اختار نجيب محفوظ أن تكون الرواية هذه المرة من خلال 4 شخصيات، يحكي كل شخص فيهم الحكاية من وجهة نظره وكيف يراها فترى أنت كقارئ كيف يمكن لنفس القصة أن تختلف باختلاف رؤية الشخص لها وبالطبع تقع في صراع أن تحب شخص في روايته للحكاية من وجهة نظره وربما تكره نفس الشخص حينما يحكي الشخص التالي نفس الحكاية وهنا كان عنصر الجذب والاختلاف في رواية محفوظ تلك.
كذلك كانت المثالية بطلة الرواية من زاوية أخرى، تلك المثالية التي وقع فيها ما سنعتبره بطل القصة "عباس كرم يونس" حينما رسم في خياله واقع مثالي وظل يحلم به ويسعى وراءه ويرى أن كل من حوله مزيفون ولا يرتقوا أن يعيشوا في عالمه فكان أكثرهم ظلما، ووقعت في نفس المثالية حلمية والدته التي ربته على المثالية ذاتها ولم تجدها في الواقع.
وتدور أحداث الرواية في فترة السبعينات عن فرقة مسرحية تقوم بالتحضير لعمل جديد تحت اسم "أفراح القبة" وأثناء قراءة العمل والتحضير يكتشف الممثلون أن الرواية تحكي قصتهم الحقيقية وشخصياتهم في الواقع وخلف الكواليس، وعندما يرفضون تأديتها يجبرهم مالك الفريق على استكمال العمل رغبة منه في التخلص من آثام الماضي فيجد كل شخص منهم أنه مضطر لأداء شخصيته الحقيقية.
أما عن تحويل الرواية إلى المسلسل الشهير عام 2016، فيعتبر هذا هو أحدث الأعمال التي تحولت من روايات نجيب محفوظ إلى عمل فني درامي، كذلك كان لها صدى واسع وأحبها تقريبا الجميع وكان الفضل في هذا إلى مجموعة كبيرة من الممثلين الذين شاركوا في هذا العمل منهم منى ذكي وإياد نصار وغيرهم.
اقرئي أيضا:
الكاتب
رضوى سمير
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا