أفلام محمد خان التي جعلته حريف السينما الواقعية
الأكثر مشاهدة
عندما نبدأ في التحدث عن أي مخرج أو ممثل أو كاتب سينمائي، فإننا سنذهب على الفور إلى الحديث عن أفضل ما قدم ولكن، بالنسبة لي، لا يوجد فيلم لمحمد خان يمكن اعتباره بأنه سيء أو لا يحتوي على القدر الكافِ من التفاصيل والجمال التي تجعله على الأقل فيلم جيد ، هذا بالإضافة إلى أن خان لم يكن يحب لقب "أفضل" لأفضل مخرج أو فيلم وكان يرى أن المهم هو الإبداع والاستمتاع بالفيلم والسحر الذي تشعر به، لهذا سنتحدث عن أفلام محمد خان دون تمييز.
ولد الحريف محمد خان لأب بكستاني وأم مصرية، ما جعل كثيرين يهاجموا أفلامه التي انتصرت للمهمشين والبسطاء وحكايات الشارع المصري البسيط، بأنها تهاجم مصر، عشق السينما منذ صغره بسبب نشأته إلى جوار دار سينما مكشوف يرى الأفلام من شرفة منزله، فعندما سافر لدراسة الهندسة في لندن قابل شاب سويسري يدرس السينما وعندما أصبحا أصدقاء قرر ترك دراسة الهندسة والتحق بمعهد السينما.
أفلام خان تنتمي إلى سينما الواقع، فكان يصر قبل تصوير كل فيلم من أفلامه إلى النزول إلى الشارع معايشة الدراما والحالة التي سيعبر عنها في الفيلم، لم يكن خان ينتصر في أفلامه للبساطة وحسب، بل كان يبدع في تصوير الشخصيات الرومانسية البسيطة التي تحلم بواقع أفضل وتحارب القبح والقمع و تسعى للتحرر، فتدخل في صراع مع من حولها لتقاوم كل هذا بمنتهى البراءة والنقاء، فكان "موعد على العشاء" و"أحلام هند وكاميليا" و "زوجة رجل مهم"، وغيرها من أفلام محمد خان المختلفة والتي يوجد 4 منها في قائمة أفضل 100 فيلم مصري، وسنتطرق للحديث عن بعضها الآن ربما يروق لكِ مشاهدته.
أفلام محمد خان
ضربة شمس
عُرف الفنان نور الشريف بجرأته منذ البداية في تقديم الوجوه الجديدة في السينما والتلفزيون، ولكنها كانت مفاجأة أن يقوم بإنتاج فيلم لمخرج شاب هذه أول تجاربه في الأفلام الروائية الطويلة، ولكن يبدو أنه رأى فيه شيئًا مختلفًا ولم يخذله خان في ذلك واستطاع عمل فيلم ناجح جماهيريًا وسينمائيًا أيضا، حصد من خلال العديد من الجوائز.
تدور أحداث الفيلم حول "شمس" المصور الصفحي في إحدى المجلات، الذي يذهب لتصوير أحد الأفراح ويقوم بالتقاط صور لورقة تحترق عليها كلمات، فتقوده هذه الكلمات إلى عصابة تتزعمها امرأة تقوم بتهريب الآثار، فتبدأ مطاردة العصابة له.
الفيلم من بطولة: نور الشريف، نورا، ليلي فوزي ومن تأليف وإخراج محمد خان
اقرئي أيضا: أفلام مصرية نادرة لم تسمع بها من قبل
الحريف
بمشاهدة العديد من أفلام محمد خان، يمكنك بسهولة أن تلاحظ تعمُده لتصوير شوارع القاهرة و بيوتها وأحياؤها بعيونه، وظهر هذا واضحا في فيلم الحريف، الذي تم تصويره في حي بولاق أبو العلا داخل غرف على أسطح المنازل بالفعل وفي أحياء القاهرة وبورسعيد المختلفة، ولم يستعن بمهندس ديكور أو مصمم مناظر إلا في مشاهد قليلة للغاية، وفي الغالب، ولاستكمال الصورة، هذا ما دفعه للاستعانة بكلمات الشاعرة أمينة جاهين وهي تتحدث عن حياة الشارع.
في ناس بتلعب كورة في الشارع"
وناس تمشي تغني
تاخد صورة في الشارع
وفي ناس بتشتم بعض
تضرب بعض ..
تقتل بعض في الشارع !
في ناس تنام ع الأرض في الشارع
وناس تبيع العرض في الشارع
أخطاء كتيرة صبحت صحيحة
لكن صحيح حتكون فضيحة
لو نسينا
وبوسنا بعض في الشارع"
أحداث الفيلم بتدور حول "فارس" العامل البسيط بصناعة الأحذية، الذي يسكن في غرفة فوق سطح منزل، وتهجره زوجته لصربه لها باستمرار، يهوى فارس لعب الكرة الشراب فيعمل مع إحدى الأشخاص الذين يراهنون على اللاعيبة في الشارع، ليقاسمه فيما أرباحه مقابل اللعب والفوز في المبارايات إلا أن يعرض عليه أحد أصدقاؤه القدامى عمل في معرض للسيارات.
اعتقد كثيرون أن فيلم خان يدور حول لعب الكرة، إلا أنه مثل باقي أفلامه، استخدم الكرة كوسيلة ليعبر عن طبقة العمال والكادحين، ويصور للمشاهد معاناتهم اليومية في البحث عن لقمة العيش ومحاولة تحقيق جزء بسيط من أحلامهم، وهو ما حاول المصور سعيد الشيمي شرحه فيما بعد.
الفيلم من بطولة: عادل إمام، فردوس عبدالحميد، عبدالله فرغلي ومن تأليف وإخراج محمد خان
زوجة رجل مهم
الفيلم المفضل لإحدى صديقاتي، وعندما شاهدته لم أحبه، ليس لأسباب فنية بالتأكيد، ولكن لصعوبة وقع الفيلم على نفسي، فهو يحتوي على الكثير من المشاهد التي تصور الصراع الداخلي لنفس البطل من ناحية، حينما يودع السلطة والنفوذ وكيف حولته هذه السلطة لوحش لم يستطع أحد إيقافه إلاه، ونفس البطلة من ناحية أخرى، الفتاة الرقيقة الرومانسية والمعجبة الأولى لعبدالحليم، والتي لم يستطع صاحب السلطة تغييرها فعَمد إلى تدمير حياتها.
استخدام خان للرمزية لم يكن جديد عليه، فاستخدم شخصية الظابط وانتحاره في مشهد النهاية ليعبر عن انتحار السلطة وانتهاء عصر القمع والظلم، واستخدم شخصية البطلة والتي برعت ميرفت أمين في تجسديها، ليعبر عن الأحلام والواقع الأجمل الذي ربما تمكنت السلطة من قتل أحلامه ورومانسيته، ولكنها لم تنجح في القضاء عليه.
تدور أحداث الفيلم حول "هشام" ظابط المباحث، الذي يستطيع بالحيلة وإظهار الوجه الطيب العطوف أن يتزوج من "منى" الطالبة الرقيقة، التي تخدع فيه بعد الزواج وتكتشف حقيقة شخصيته السلطوية القمعية، فيمنعها عن رؤية صديقاتها وأهلها، ويسوء الأمر حينما يفصل من عمله ويصبح دون سلطة فتبدأ شخصيته بالتوحش أكثر.
الفيلم من بطولة: أحمد ذكي، ميرفت أمين، زيزي مصطفى ومن تأليف رؤوف توفيق وإخراج محمد خان
أحلام هند وكاميليا
اعتقد دائما أن أفضل الأفلام هي التي يقوم مخرجها بتأليفها، فيتمكن من تصوير المشاهد كما رأها في عقله فيكون الفيلم بأحسن صورة وتفاصيله تكون دائما الأقرب إلى القلب، وأكد لي هذا الشعور المخرج محمد خان من خلال تجاربه في التأليف والإخراج معا والتي نتج عنها العديد من الأفلام الرائعة مثل هذا الفيلم.
تدور أحداث الفيلم حول هند وكاميليا، هند المرأة الأرملة التي تعمل كخادمة في البيوت وتحلم بالزواج من فارس أحلامها، فتقع في حب فتى نصاب يسرق أحد البيوت التي تعمل فيها ويورطها معه في مشاكل إلا أن يدخل السجن وتحمل هي في ابنته، أما كاميليا فهي امرأة مطلقة تعمل كخادمة أيضا، وصديقة لهند، وتعيش مع شقيقها وزوجته في بيتهم وتحلم بأن يكون لها بيتها وحياتها الخاصة بعيدا عنهم.
الفيلم من بطولة: نجلاء فتحي، عايدة رياض، أحمد ذكي ومن تأليف وإخراج محمد خان
موعد على العشاء
مثلما يوجد ثنائيات بين الفنانين في التمثيل اشتهرت في السينما المصرية، فإن من أشهر الثنائيات وأنجحها هما المخرج محمد خان والفنان أحمد ذكي، فقد تعاونا في العديد من الأفلام والتي خرجت جميعها متميزة، فتجمع بين الأداء الرائع لأحمد ذكي والإخراج المختلف لخان.
تدور أحداث الفيلم حول "نوال" التي تتزوج من رجل الأعمال "عزت"، ولا تكون سعيدة في زيجتها به فهو لا يبادلها الحب أو العواطف، بل هو رجل متسلط لا يعيرها اهتمامه إطلاقا، ولهذا تتطلق منه نوال، من ثم تقع في حب "شكري"، الذي يعمل مصفف شعر، لكنه يغرمها بحبه وحنانه، وهو الأمر الذي يرفضه عزت تماما ويحاول التفريق بينهم وعندما يفشل يقرر قتل شكري، فتقرر نوال دعوته على العشاء وقتله وقتل نفسها معه.
الفيلم من بطولة: أحمد ذكي، سعاد حسني، حسين فهمي ومن تأليف وإخراج محمد خان
اقرئي أيضا: أفضل الأفلام الأجنبية من رأي الجمهور والنقاد
طائر على الطريق
الفيلم الرابع في مسيرة محمد خان الإخراجية، والذي اعتبره خان بدايته الحقيقية، فعلى الرغم من حبه لسينما الفرد إلا أن المضمون في هذا الفيلم أقوى، فكانت التفاصيل والتعمق في الشخصيات أكبر من الثلاثة أفلام السابقة له.
تدور أحداث الفيلم حول "فارس" سائق التاكسي الذي يعشق حريته ويرى نفسه طائر محلق غير مرتبط بالواقع وبمن فيه، يحب فتاة بسيطة وذكية تدعى "عصمت" ولكنه يتهرب منها كلما فاتحته في موضوع الزواج، ويقررا أن يصبحا أصدقاء فقط، من ثم يقع في حب امرأة متزوجة وتتوطد علاقته معها ويشعر بانجذاب غريب تجاهها فلا يعرف ما الذي عليه فعله، إلى أن تحمل منه "فوزية" ويشعر بالعجز فلا يعرف كيف التصرف، بينما تكون وجدت فوزية الحل في الانتحار.
الفيلم من بطولة: أحمد ذكي، فردوس عبدالحميد، أثار الحكيم ومن تأليف وإخراج محمد خان
خرج ولم يعد
استخدام خان لكلمة "جنة" في العديد من مشاهد الفيلم، جعل الكثير من النقاد يطلقون على الفيلم أنه الجنة التي كان خان يحلم بها، فربما حلم المخرج العظيم بالعيش في الطبيعة بعيدا عن صخب المدينة وزحامها، واستطاع من خلال الفيلم تصوير هذا الحلم بالكامل ليرى الجميع كم أنه حلم يمكن تحقيقه.
الفيلم مأخوذ عن رواية "براعم الربيع" للكاتب الإنجليزي "أرنست بيتس"، وتدور أحداثه حول "عطية" الموظف بإحدى الهيئات الحكومية، ويعاني من ظروف مادية قاسية تضطره لتأجيل زواجه من خطيبته لمدة 7 سنوات، فتهدده والدة خطيبته بفسخ الخطوبة إذا لم يحل المشكلة ويتزوجها، فيقرر السفر إلى بلدته لبيع قطعة الأرض التي يملكها ليتزوج، وهناك يضطر للمكوث لفترة فيقع في حب "خيرية" الفتاة الريفية، كما يقع في حب الحياة في الريف ويرغب في العودة إلى الطبيعة.
الفيلم من بطولة: يحيى الفخراني، فريد شوقي، ليلى علوي ومن تأليف عاصم توفيق ومن إخراج محمد خان
فارس المدينة
الفارس الثالث في ثلاثية فرسان محمد خان، بعد الحريف وطائر على الطريق، وهو الفيلم الذي كان من المفترض أن يلعب أحمد ذكي دور البطولة فيه، من ثم تم إسناد الدور إلى محمود عبدالعزيز، وفي النهاية كان الدور من حظ الفنان محمود حميدة الذي كان ممثل في بدايته لم يلعب دور البطولة من قبل.
ومالا يعرفه كثيرون أن محمد خان غضب كثيرا من تهرب أحمد ذكي للعب دور البطولة خاصة بعد أن كان مضى عقد الفيلم بالفعل وهو ما اعتبره إهانة له، من ثم أزعجه أيضا اعتذار محمود عبدالعزيز، ولهذا كتب على أفيش الفيلم محمود حميدة "هو" فارس المدينة، ما جعل الفنان أحمد ذكي يمازحه حينما قابله قائلا "بقى هو فارس المدينة؟"
تدور أحداث الفيلم حول "فارس" الشاب الذي خرج من القاع، من عمله كسائق تاكسي، إلى تجارة المخدرات والعملة حتى كوّن ثروة ضخمة من تلك الأعمال غير المشروعة والتي تضيع بأكملها عندما تنهار شركات توظيف الأموال التي وضع أمواله بها، فيبدأ رحلة لسداد ديونه، في الوقت ذاته الذي يقع فيه في حب ممرضة تعمل بمشفى قاده إليها رجل يجني المال من إلقاء نفسه أمام السيارات.
الفيلم من بطولة: محمود حميدة، لوسي، سعاد نصر من تأليف فايز غالي وإخراج محمد خان
اقرئي أيضا: أفلام هندية ستغير مفهومك عن السينما الهندية
أيام السادات
آخر الأفلام التي جمعت الثنائي الرائع وأنتجت لنا فيلم يرتبط معنا بذكريات جميلة، على خلاف كل الأفلام التي تناقش قضايا تاريخية أو سياسية فلا نستمتع بمشاهدتها، جاء أيام السادات لنقترب من شخصية السادات الإنسان ونعرف مواقفه المختلفة في حياته الشخصية، وما وراء الكواليس في الحياة السياسية، ونستمتع كلنا شاهدناه بأداء متفرد لأحمد ذكي وموسيقى تصويرية لا تستطيع أذهاننا نسيانها للرائع ياسر عبدالرحمن.
الفيلم من بطولة: أحمد ذكي، ميرفت أمين، منى ذكي وقصة وسيناريو أحمد بهجت وإخراج محمد خان
بنات وسط البلد
ومن التعبير عن الكادحين في الثمانينيات، للتعبير عن الكادحين أيضا ولكن مع بداية الألفينات، بقصة فتاتين لا يربط بينهم شيء سوى خط المترو، والبحث عن تحقيق أحلامهم في شوارع وسط البلد، لنفرح ونحزن ونيأس ونأمل معهم كما لو أننا نحن أبطال الفيلم.
تدور أحداث الفيلم حول "ياسمين" الفتاة التي تعمل كوافيرة في محل في وسط البلد، و"جومانة" بائعة في محل ملابس، يتعرفان إلى بعضيهما في المترو أثناء الذهاب إلى العمل، وعن طريق المترو أيضا يتعرفان على شابان هما "سمير" و "عثمان"، لتبدأ مغامرة الأبطال الأربعة.
الفيلم من بطولة: منة شلبي، هند صبري، خالد أبوالنجا ومن تأليف وسام سليمان وإخراج محمد خان
في شقة مصر الجديدة
الفيلم الهادئ، الرومانسي الحالم، عندما تختلط أحلام فتاة الصعيد البسيطة بملامحها الشرقية، بصخب المدينة واختلاف حياة أهلها، فتواجه تلك التناقضات وهي تحاول البحث عن مُدرستها التي اختفت منذ سنين، لتقع في الحب وتبدأ رحلة، تشعر بالهدوء والسلام وأنت تشاهدها.
الفيلم من بطولة: غادة عادل، خالد أبو النجا، عايدة رياض ومن تأليف وسام سليمان وإخراج محمد خان
فتاة المصنع
الفليم الأقرب إلى قلبي، والفيلم الثالث الذي يجمع بين محمد خان وزوجته وسام سليمان، والتي ذهبت متنكرة إلى أحد المصانع لتختلط بالعاملات فيه لتتمكن من كتابة القصة والسيناريو ولا تبتعد عن فكرة المعايشة التي يتبناها خان في جميع أفلامه وتبنتها هي الأخرى، أفضل ما في الفيلم هو تسجيلات صوتية بدون موسيقى، كخلفية للكثير من المشاهد، كذلك ذكر خان بأن الفيلم لا يتحدث عن الثورة لكنها في الخلفية تماما مثل صوت سعاد، فتشعر بروح الثورة دون أن تراها.
الفيلم يدور حول "هيام" الفتاة العاملة في إحدى المصانع، لنرى من خلالها الحياة اليومية للفتيات العاملات، من خلال العديد من المواقف، خاصة بعد أن تقع في حب المهندس بالمصنع وتنجذب إليه، فكيف يتعامل هو معها وكيف يتعامل المجتمع مع قصة الحب تلك.
الفيلم من بطولة: ياسمين رئيس، هاني عادل، سلوى خطاب ومن تأليف وسام سليمان وإخراج محمد خان
اقرئي أيضا:
أجمل أفلام أحمد ذكي التي جعلته ممثلا لن يتكرر
الكاتب
رضوى سمير
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا