أفضل روايات غادة السمان عاشقة الحرية والتمرد
الأكثر مشاهدة
واحدة من أكثر الكاتبات إثارة للجدل، سواء في عصرنا الحالي أو منذ أن بدأت في الكتابة ونشر لها عملها الأول والذي كان عبارة عن مجموعة قصصية بعنوان "عيناك قدري" مكون من 16 قصة قصيرة تدور جميعها في إطار رومانسي عن الحب والمعاناة وتحرر المرأة من قيود المجتمع الذكوري، لنجد أنها خلقت حالة من الجدل منذ ذلك الحين، فهناك من يرى الجانب الأدبي الرائع للمجموعة وقدرة الكاتبة على السرد والغوص في تفاصيل المشاعر ووصف المشاهد بدقة بالغة إلى جانب وجود جانب نسوي في كتابتها، والبعض الآخر يرى أنها لم تنتصر للمرأة بحق، ففي نهاية القصة وبعد العديد من التمرد على الرجال وعالمهم تعود مرة أخرى لرجل كان يستعبدها ويظلمها.
ولدت السمان عام 1942 في سوريا لأب حاصل على الدكتوراة في الاقتصاد السياسي وأم توفاها الله منذ صغرها فلم ترها وتأثرت كثيرًا بوفاتها. كان حلم والدها أن تدرس غادة الطب لتصبح طبيبة ولكنها أصرت على دراسة الأدب الإنجليزي وتحصل على الماجستير من ثم الدكتوراة. دخلت غادت السجن عام 1966 لمعادة السلطة السورية بعدها خرجت إلى خارج البلاد وعاشت في العديد من الدول العربية والأجنبية لتستقر في النهاية بلبنان، ولعل هذا ما جعل أهم كتابتها عن معاناة الشعب اللبناني.
أجمل روايات غادة السمان
صدر لغادة السمان العديد من الكتب والروايات والمؤلفات الشعرية والمجموعات القصصية، وسنحاول هنا أن نتحدث عن أجمل روايات غادة السمان التي يعتبرها كثيرون من أفضل الروايات في الأدب العربي.
بيروت 75
أول رواية لغادة السمان والأكثر تحقيقًا للنجاح وللجدل كذلك، كان السبب الأول في نجاحها وشهرتها هو صدورها عام 1974 واستطاعت من خلالها أن تتنبأ بالحرب الأهلية في بيروت وذلك عن طريق رصد كامل للحياة الاجتماعية والسياسية والأسباب التي أدت لنشوب تلك الحرب من خلال 5 شخصيات رئيسية يتقابلون في "تاكسي" ويحلمون جيمعهم بأحلام مختلفة يرون أن السبيل إلى تحقيقها هو الوصول إلى بيروت.
“منطق كل ما في العالم من فلسفات جميلة ينهار أمام منطق صراخ طفل جائع"
تحكي السمان حكاية 5 أشخاص هم "ياسمين، طعان، أبو مصطفى السماك، فرح، أبو الملا" كلًا منهم يحلم حلمًا مختلفًا عن الآخر، فمنهم من يرى أن الشهرة هي طريق النجاح والخلاص ومنهم من يحلم بالثروة أو التحرر من خوفه أو حتى يحلم بالشعور بالأمان داخل المجتمع، وعندما يصلوا إلى بيروت جميعًا لتحقيق أحلامهم يُصدمون بواقع أنهم ضحايا الفساد السياسي والتمييز الطبقي والاستغلال الجنسي وغيرها من مشكلات المجتمع اللبناني التي تفضي في آخر الرواية إلى النهاية التي رآها كثيرين أعظم وأفضل نهاية يمكن كتابتها.
أتهمت غادة من قِبل البعض بأنها سردت الواقع بمأسواية شديدة جعلت الرواية سوداوية بالدرجة الأولى، هذا إلى جانب عدم وضعها لحلول في نهاية الأمر وكذلك امتلاء الرواية بالمشاهد الجنسية وهو الأمر الذي رآه البعض غير مبرر.
“لقد نسوا حين حبسوني في قمقم التقاليد أنهم يجردونني من مقاومتي”
اقرئي أيضًا: أفضل روايات إحسان عبدالقدوس كاتب الحب والحرية
ليلة المليار
على الرغم من عدم شهرة الرواية أو نجاحها بقدرًا كبيرًا حين صدورها، إلا أن أراء الجميع عنها إيجابية بدرجة كبيرة في وقتنا الحالي، وجاءت ما بين المتألم من درجة تشابه الأحداث التي وقعت في لبنان في الثمانينات من احتلال وتشريد لما يحدث الآن في سوريا وغيرها من الدول العربية، وبين المفتون بالطريقة السردية لغادة السمان فعلى الرغم من طول الرواية إلا أنها تخلو من الإسهاب، ما جعلها تحظى بتقييم 4.2 على موقع جود ريدز للقراء.
تحكي غادة عن الزوجان "خليل وكفى" اللذان وجدا أنفسهما مضطران للهرب الحرب الأهلية المشتعلة في وطنهم والتي فقدوا فيها أبنتهم الوحيدة، فيتجهان مع أبنيهما إلى سويسرا، ليصتدما بعالم مختلف تمامًا وحقيقة جديدة مخزاها أنه ليس بالضرورة أن يكون دمار الوطن على أيدي المحتل ولكن أبناءه.
"لقد بدأت الخطيئة يوم رضينا بالتخلي عن الديموقراطية لتكون الأولوية لضرورات التحرير، غاب عن بالنا أن شعبا من العبيد لا يستطيع تحرير أرضه أو أرض سواه"
تعرفي على: روايات رومانسية عربية و أجنبية - الأفضل على الإطلاق
الراوية المستحيلة – فسيفساء دمشقية
الرواية الوحيدة للكاتبة السورية التي تحولت لفيلم عام 2009 أي بعد صدور الرواية بأكثر من 10 سنوات، وذلك بعد أن قرر المخرج سمير ذكري أن ينقل دمشق القديمة من الأربعينات حتى الثمانينات كما صورتها غادة في فيلم بعنوان "حراس الصمت"، حتى تكاد تشعر بأنها تأخذك في جولة داخل دمشق، من الجامع الأموي إلى سوق الحميدية وغيرها من الأماكن، لنراها بعيون "زين" بطلة الرواية.
"تذكري دائمًا معرفة قوتك، لا استعراضها"
تحكي غادة قصة الفتاة "زين" المتمردة منذ صغرها على كل قيود المجتمع والعائلة، وحتى أبيها الذي أراد لها دراسة الطب ولكنها رفضت هذا وآثرت أن تحقق حلمها وتصبح فقط ما تريد حتى تحدث مفاجئة تحول مسار حياتها.
رأى كثيرون أن الرواية ما هي إلا سيرة ذاتية لحياة الكاتبة، وذلك بسبب التشابه الكبير بين شخصية زين وما عاشته وبين غادة، ولكنها عند البدء في تصوير الفيلم صرح المخرج بأنه ليس سيرة ذاتية للكاتبة إطلاقًا ولكن الكاتب بشكل عام لابد أن يعتمد على سيرته الذاتية في أي عمل يبدعه.
"كانت تمطر داخل حنجرته قطرات كاوية ومالحة، وقد غمره شعور قاس جديد عليه بأنه وحيد في هذا العالم"
سهرة تنكرية للموتى
أول رواية لغادة السمان والأكثر تحقيقًا للنجاح وللجدل كذلك، كان السبب الأول في نجاحها وشهرتها هو صدورها عام 1974 واستطاعت من خلالها أن تتنبأ بالحرب الأهلية في بيروت وذلك عن طريق رصد كامل للحياة الاجتماعية والسياسية والأسباب التي أدت لنشوب تلك الحرب من خلال 5 شخصيات رئيسية يتقابلون في "تاكسي" ويحلمون جيمعهم بأحلام مختلفة يرون أن السبيل إلى تحقيقها هو الوصول إلى بيروت.
"منطق كل ما في العالم من فلسفات جميلة ينهار أمام منطق صراخ طفل جائع"
تأخذنا غادة في رحلة إلى عالم مختلف، حيث مجموعة من المهاجرين اللبنانين في فرنسا يقررون العودة إلى لبنان في إجازة فيجد كلًا منهم نفسه في داخل العديد من المشكلات والأزمات لا يعرف كيف وضع فيها، ويجد القراء نفسه قد تاه في عالم مختلف ينتقل بين قتل وهلوسات ونصب واحتيال ومعارك سياسية وقصص حب أيضًا.
أسلوب غادة في جميع روايتها يتسم بالتركيز على تفاصيل الأحداث، وبين مؤيد ومعارض لهذا الأسلوب، من يجد أنه أسلوب ممل للغاية فلا حاجة لوصف حدث عابر أو مكان ما في أكثر من صفحتين، ومن يجد أنها تمتاز بأسلوب وصفي وقدرة على التعبيرة تجعلك لا تشعر بالملل معها، ولكنها في النهاية الروائية التي يتفق الجميع على جودة روايتها في العديد من النواحي.
"لماذا نتوهم أحبابنا خالدين لا يموتون بانتظار أن نعود و نقول لهم كم نحبهم؟ لماذا رحلت قبل أن أبوح لها بكل ذلك الحب، بكل ذلك الألم، بكل ذلك الكذب الذي اقترفته؟"
اقرئي أيضًا: كتب مصطفى محمود التي شكلت الوجدان الديني والثقافي
كوابيس بيروت
رواية نعتبرها سيرة ذاتية، حيث تسرد السمان بالتفصيل الحرب الأهلية اللبنانية التي عايشتها بنفسها أثناء إقامتها هناك، تنقل بالتفصيل حالة الشارع باختلاف طوائفه واختلاف البشر من أطفال وكبار ونساء والسياسين، تصف الحرائق التي تشتعل بين الحين والآخر وصوت الرصاص والتشرد، من خلال 197 كابوسًا.
"متى ترفض الضحية في بلادي حمل الجلاد على كتفيها؟"
تحكي غادة عن تجربتها عندما بدأ القصف في أحد الأيام، وبدأت هي وأخيها في إخراج جميع من في المنزل من أطفال ونساء وتوصيلهم إلى مكان آمن من ثم تعود هي إلى منزلها لتجلب بعض الأشياء فتجد أن الفندق أمام منزلها قد أحتل من بعض المسلحين وأنها لابد أن تلزم منزلها حتى يخرج المسلحين حتى لا تصاب بأي أذى، فتظل حبيسة منزلها مهددة بالخطر طوال الوقت، وتنفذ مواردها الغذائية وإلى آخره مما عانته في تلك الأيام.
تصوير الحرب بكل هولها ربما يكون أصعب تجربة قد نمر بها أثناء القراءة، هذا إلى جانب إدراك القارئ إلى أن كل تلك الأحداث هي أحداث حقيقية يرويها من عاشها بنفسه ويتفنن في وصف كل تفاصيلها فتشعر وكأنك عشتها مثله تمامًا، ربما تكون الرواية قاسية للغاية في تفاصيلها ولكنها بالتأكيد حقيقية وهو ما يجعلها مميزة.
"إنها الثورة، و مأساتها التعقيد، مأساتها سقوط عدد كبير من الضحايا الذين وجدت هي أصلاً لإنقاذهم! مأساتها استغلال الكثيرين الحقير لأغراضها النبيلة!... مأساتها اندساس القتلة بين صفوف المقاتلين الشرفاء. مأساتها مع الذين يمارسون الإرهاب تحت غطاء الثورة و يمارسون القتل و السرقة و الإيذاء تحت يافطتها"
يا دمشق وداعا – فسيفساء التمرد
الجزء الثاني من "رواية المستحيل" وآخر روايات الكاتبة غادة السمان والصادرة في عام 2014 والتي تحاول من خلالها أن تستكمل مسيرة "زين" الفتاة المتمردة لنرى كيف غدت امرأة أربعينية لازالت تتمرد على الأوضاع من حولها، وتعيد مرة أخرى تقديم دمشق وكأنها تصفها للمرة الأولى.
“المدن فيما يبدو مرآة لأرواح ساكنيها”
الحكاية هذه المرة لا تدور حول زين وحدها، بل عن زين و "غزوان" حبيبها الذي تحدت المجتمع أول مرة عندما أرادت أن تتزوجه رغما عن الجميع، وجاءت لتتحداهم في المرة الثانية عندما اختارت أن تطلق منه عندما شعرت بأنها أخطأت عندما تزوجته، ولم تدفن رأسها في الرمل لأنها أخطأت في الاختيار، بل آثرت حريتها مرة أخرى.
تعيد غادة مرة أخرى لتثير الجدل حول أحوال النساء في العالم العربي وما يعشنه من قهر وانغلاق وانعدام في الحقوق، إلى جانب تصوير الدمار الذي حل بسوريا بعد وصول حزب البعث إلى الحكم وما تلاه من تبعات.
"سألقي القبض على حياتي دونما معونة من أحد وبالمقابل لن اسمح لأحد بعد إليوم بالتدخل في قرارتي حتى بإبداء الرأي ....إذا لم اطلب أنا ذلك منه"
اقرئي أيضًا:
أفضل روايات أجاثا كريستي ملكة الجريمة والغموض
الكاتب
رضوى سمير
الخميس ١١ يوليو ٢٠١٩
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا