تبناه الممثل العظيم لورانس أوليفيه، فبعد انتقال أنتوني هوبكنز إلى لندن للتدريب في الأكاديمية الملكية للفن الدرامي، والتي عمل بها وتدرب لسنوات طويلة، دعاه لورانس للانضمام للمسرح، ليكتب عنه في مذكراته بعد ذلك: "إنه يستوعبني جيدًا ويتقمص دوره بشكل لا يصدق"، وذلك بعد أن جسد هوبكنز دوره بدلًا منه بعد أن تعرض لوعكة صحية مفاجئة في أثناء عرض مسرحية "رقصة الموت".
ساعد تبني لورانس له ومنحه مساحة عظيمة في المسرح، في اعطاءه كارت انطلاق للدخول إلى عالم الدراما والسينما، فقد كان الظهور على الشاشة هو حلم هوبكنز، ليبدأ مشواره بها في عام 1967 في عمل من إنتاج بي بي سي، ليجسد بعد ذلك دور ريتشارد الأول في أحد الأعمال.
طوال فترة السبعينيات حرص هوبكنز على تقديم الأعمال المسرحية والسينمائية وركز على تطوير مواهبه للتليفزيون والسينما، ولمحاولات التكرار التي كان يبذلها هوبكنز في حفظ نصوصه دور أساسي في ظهوره دائمًا على خشبة المسرح بأداء تلقائي دون اصطناع.
وعلى الرغم من معارضة هوبكنز للكثير من المخرجين الذين يحاولون الخروج عن النص، إلا أنه ارتجل العديد من الجمل في أثناء تأدية دور هانيبال ليكتر في فيلم "صمت الحملان"، وزود الكثير من التفاصيل التي تجعل من الشخصية أكثر رعبًا في أثناء ظهورها.
وإذا كنت من عشاق أفلام الزومبي أو آكلي لحوم البشر، فأنتوني هوبكنز كان له دور عظيم في نقل هذه النوعية من الأفلام إلى منطقة أخرى، ليخرج بها نم الإطار التجاري فقط إلى تقديم محتوى وآداء مختلف. فنجح هوبكنز في حفر شخصية دكتور ليكتر في ذاكرة السينما العالمية فعلى الرغم من تقديم هذه الشخصية في فيلم hunter man في الثمانينيات إلا أنه أعاد تقديمها في الفيلم الشهير "صمت الحملان". والتي حصل على جائزة الأوسكار لتجسيده هذه الشخصية ببراعة في عام 1992.
أفلام أنتوني هوبكنز
فيلم صمت الحملان the silence of the lambs
ففيلم صمت الحملان هو إحدى علامات السينما العالمية، بل وعلامات مشوار هوبكنز الفني أيضًا، والذي حصل من خلاله على جائزة أوسكار لأفضل ممثل عن دوره الذي أداه ببراعة فائقة.
تبدأ أحداث الفيلم بمشهد العميلة المتدربة في إف بي أي كلاريس ستارلينج (جودي فوستر) وهي تتدرب في الغابة، يأتي رجل شرطة ليطلب منها الحضور أمام رئيس قسم الأف بي أي جاك كروفورد (سكوت جلين)، وعند حضورها يخبرها هذا أنه انتقاها رغم أنها متدربة لتفوقها في الدراسة ولشهادات علم النفس التي تحملها ولأنه يتذكر أنها جادلته بقوة في إحدى المحاضرات التي قدمها في الجامعة.
يعرض عليها مقابلة مريض نفسي وهو طبيب علم نفس يدعى هانيبال ليكتر (أنثوني هوبكنز) لدراسة حالته كقاتل متسلسل مما قد يخدم في دراسة الحالات الشبيهة، ويوكل إليها تقديم استبيان له في مكان إقامته الجبرية تحت حراسة مشددة في مستشفى بالتيمور النفسي بتهمة أكل البشر.
تعود أحداث الفيلم بعد تطورها وسط حالة من التشويق والإثارة والغموض إلى حوار لكلاريس مع لكتر لتحصل على مزيد من المعلومات بعد أن ازدادت الخطورة على كاترين، فيستمر معها بلعبة الأسئلة المتبادلة، فتخبره أنه هربت من منزل الريف في طفولتها لأنها استيقظت ليلا على صوت صغير يئن، ونزلت إلى الحظيرة لتجدها أنها أصوات الحملان التي كانت تذبح في الربيع، ففتحت باب الحظيرة لها لتهرب غير أنها لم تتحرك، ثم حملت حملا وهربت به، إلا أن سيارة الشرطة لحقتها، وأغضب ذلك ابن عم والدها فقرر إبداعها في منزل للأيتام ولم ترَ المزرعة مجددا.
يخبرها لكتر أنها ما زالت تصحو مرعوبة ليلا من صوت الحملان وبإنقاذها لحياة كاثرين ستتوقف تلك الأصوات ويسمعها كلاما ملغوزاً عن كيفية الوصول للقاتل. يدخل الطبيب شلتون ويحاول إخراجها بالقوة بمساعدة باقي رجال الشرطة ولكنها تعود لتأخذ أوراق القضية من لكتر حيث كان يضع ملاحظاته.
تبدأ كلاريس بتحليل أوراق لكتر فتكتشف أن إحدى ضحايا القاتل كانت على علاقة به. وفي أثناء تفتيشها لبعض مقتنيات منزلها تبدأ في حل اللغز.
ينتهي الفيلم في حفل تكريم وترقية كلاريس، ثم يحضر كراوفورد بسرعة لتحيتها. يصلها هاتف فتكتشف أنه من ليكتر، ويظهر هذا الأخير في لقطة توحي أنه في إحدى دول إفريقيا.
فبعد نجاح فيلم صمت الحملان حاول صناع الفيلم الاستثمار فيه وإنتاج أجزاء أخرى، فجاء فيلم "التنين الأحمر"، والذي يرى البعض أنه لم يكن بنفس مستوى "صمت الحملان"، فتدور أحداث الفيلم حول سفاح يدعى «دولار هايد» يقتل النساء بطريقة وحشية ويضع شظايا الزجاج فى عيونهن.
يتم تكليف المحقق ويل جرام بالقبض على القاتل، ويستعين من أجل هذه المهمة بدكتور هانيبال ليكتر الذى يقضى عقوبة السجن المؤبد. وتم تقديم جزء آخر من السسلسة عام 2006 بعنوان Hannibal Rising وجسد شخصية هانيبال الممثل الفرنسى جاسبارد أوليه، وهو ما وضعه في مقارنة غير منصفة بعد أن قارنه الجمهور والنقاد بأداء هوبكنز.
فيلم The Elephant Man
ووأحداث الفيلم مأخوذة عن قصة جوزيف ميريك، وتدور أحداث فيلم The Elephant Man أو الرجل الفيل حول طبيب يحاول مساعدة حالة إنسانيه لشخص لديه تشوهات خلقية منذ الولادة جعلت شكله أشبه بالفيل وجعلت الناس يعجزون عن التصديق بأنّه إنسان، فراحت الشائعات والأقاويل تزعم بأنّه ليس إنساناً وبأن والدته اغتصبها فيل في السيرك لهذا فهو ابن فيل أي أنّه أقرب للحيوانات منه للبشر.
فيلم The Remains of the Day
وأحداث الفيلم مأخخوذة عن رواية الكاتب العالمي كازو إيشيجورو، الفائز على جائزة نوبل للآداب، وهذا افيلم به الكثير من التفاصيل النفسية بل والأسئلة التي قد تأتي في بالك يوميًا ولا تصرحين بها، إلا أنها تأي في بالك مع كل موقف يختبر مبادئك، أو أحداث من الممكن أن تمس كرامتك، فكم مرة تسائلت بها "هل الحياة تستحق أن نخسر أنفسنا؟ "و"هل الخوف من توقيع اللوك علينا أو الخوف من أنفسنا قد يجعل الحياة تفلت منا"؟ بالطبع هذه الأسئلة وجدت لنفسها مكان في رأسك وربما يكون ليس بالمكان الضيق!
هذا هو ما سيجاوبك عنه الفيلم، أو سيناقشه معك على الأقل.. فـ"ستيفنز" في رواية إيشيجورو، هو شخصية بها مساحات فراغ كاملة من الداخل، الشعور بالاغتراب يبتلعها، وهو ما جسده هوبكنز في دوره بدقة عظيمة.
بعد وفاة والد ستيفنز كان رد فعله هو:"هل كان من الضروري أن يموت في هذا الوقت.. وقت تقديم الشاي ووجود الضيوف؟". وهو ما نجح هوبكنز في تقديمه وحمل تفاصيل شخصيته جيدًا، والذي سينقل لك كيف أن هويته مرتبطة بهوية القصرر، فطالما أن القصر وما يحدث في داخله بخير، فكل شيء في الخارج لا يمت للاهتمام بصلة.
ستيفنز هو خادم القصر في الرواية، يخدم بكل إخلاص ويتفانى في أداء عمله، لكن يحصل لديه صراع داخلي فمن يخدم؟ القصر أم سيده!
فينقل لك هوبكنز في تجسيده لهذه الشخصية الصراع في الأفكار، وكيف يفكر في شأن الكرامة، فيرى أن الكرامة هي قيمة يمتلكها الفرد أو لا، وأنه لا يستطيع أي شخص أن يحصل عليها إن لم تكن غير موجوة في داخله، فالسعي إليها بلا طائل إن لم تكن موجودة بالأساس.
وبرع هوبكنز في تقديم شعور الصدمة من اكتشاف الحقائق والمعاني، وتبرير كاتب الرواية والذي يرى أن "خداع الذات عبر هذه المآسي، يمنح البشر الشجاعة لإستكمال الحياة، وإستعادة كلمتهم؛ خصوصًا أن الناس دائمًا ما يبحثون عن العزاء والسلوى، وهذا لا وجود له."
تلعب مس كنتون "مديرة القصر" دور الضمير، الذي فقده ستيفنز، فهي كانت تحاول أن تُخرجه من سجنه النفسي، ليكتشف إنسانيته المهدورة تحت عجلة العمل، والتي اختارها هو بنفسه، ففي حوارها له بعد يأسها تقول: "لماذا؟ لماذا؟ لماذا عليك دائما أن تتظاهر، خلف قناع من الكذب؟" ورحلت إلى أحضان رجل آخر.
أرى أن أبرز ما يميز هذا الفيلم بعد أداء هوبكنز العظيم هو إخراجه، فنجح جيمس إيفوري مخرج الفيلم في نقل حالة الرواية كما هي، فالمشاهد أغلبها تدور بين شخصين لا أكثر في أجواء هادئة للغاية وإضاءة خافتة تنقل حالة القصر وحالة الانعزال التي توجد داخل بعض شخصياته، فالحالة التي سينقلها لك الفيلم ستنقل لك بشكل أو بآخر وتشعرك بأن هناك مشروع حياة تم احبتطه.
هل أنت من عشاق الأفلام التي تنقل لك تفاصيل الحياة في فترة زمنية ما، أو تعرض ك حياة لبعض الأشخاص خلال حقبة زمنية بكل ما تحمله هذه الفترة من تفاصيل وأخداث لها انعكاساتها على تكوين هذه الشخصيات! حسنًا، ففيلم the lion in winter سيكون اختيار جيد لك للممثل العظم انتوني هوبكنز.
تدور أحداث الفيلم في القصر الملكي الإنجليزي في وقت عيد الكريسماس عام 1183. حيث أعلن الملك العجوز هنري الخامس أنه بصدد اختيار ولي عهده، وبين أطراف عديدة متنافسة على العرش يدور الصراع، فزوجة الملك الماكرة والمستبعدة من المملكة، وعشيقته الأميرة أليس والتي تتمنى الزواج منه، وأبناؤه الثلاثة (ريتشارد وجوفري وجون) وكذلك الملك الصغير الماكر فيليب ملك فرنسا والأخ غير الشقيق لأليس.
كل شخصيات الفيلم كانت تطمع في تولي العرش، وهو ما جعل مصير المملكة مهدد، فكيف سيشارك كل شخص من شخصيات الفيلم في هذا المصير، وكيف سيرثر في أحداث الفيلم، هو ما ستعيشيه عند مشاهدتك لـ the lion in winter>
فيلم Nixon
وفيلم Nixon أحد أفلام أنتوني هوبكنز التي تقدم أحداثًا في حقبة تاريخية معينة معتطور في الأحداث عبر الزمن. فربما تكونين من غير المهتمين بالشأن السياسي، أو أنك لا تهتمين بتاريخ رؤوساء الدول، إلا أن هذا الفيلم سيقدم لك وجبة تاريخية بتفاصيل لتركيبة إنسانية مختلفة وهي شخصية الرئيس الأمريكي نيكسون.
تدور أحداث فيلم Nixon حول قصة صعود وانهيار نيكسون، أحد أشهر الرؤوساء الأمريكيين، بداية من رصد التناقضات الشديدة في شخصيته ومرورا بحملته الانتخابية الشرسة ضد "جوند "جون كيندي" وخسارته لانتخابات الرئاسة في 1960، وتلاها خسارته لانتخابات حاكم ولاية كاليفورنيا، مما كان يشير بانتهاء مستقبله السياسي.
نيكسون كان من الروؤساء الذي يفتقد بشدة إلى الكاريزما، إلا أنه كان لديه دهاء سياسي وذكاء جعله يتزعم حملة مناهضة لحرب فيتنام مما يجعله يصل للحكم بعد 8 سنوات من خسارته الأولى.
Meet Joe Black فيلم
وهو من أهم أفلام أنتوني هوبكنز الشيقة التي يمكنك مشاهدتها لقضاء وقت ممتع.
تدور أحداث فيلم Meet Joe Black حول إعلامي شهير وصاحب مؤسسة إعلامية، يتعرض لتجربة غريبة مع الموت، حيث يتجسد له الموت في جسد شاب كانت ابنته قد قابلته في مقهى بالصدفة، ولكن هذا الشاب يتعرض لحادث رهيب، ليأخذ الموت جسده، ويذهب ليعرض عرضه على الإعلامي، و غرض الموت من التجربة هو أن يجرب ملذات الحياة بمساعدة هذا الإعلامي في مقابل مد فترة حياته، ولكن ابنته تقع في حب هذا الشاب دون أن تعلم أنه ليس نفس الشاب الذي قابلته من قبل.
تأتي أحداث الفيلم وسط حالة من التشويق والإثارة وعرض للأحداث بأسلوب رائع وجذاب، وهو ما سيقدم لك وجبة سينمائية رائعة وشيقة.
وفيلم the edge هو أحد أفلام أنتوني هوبكنز التي تعرض الأحداث في شكل شيق وأقرب للخيالي، فيتناول الفيلم فكرة البقاء على قيد الحياة أمريكي، أنتج عام 1997 أخرجه لي تاماهوري وهو من بطولة أنتوني هوبكنز وأليك بالدوين
وهو من الأفلام التي شارك في بطولتها حيوان كان له تأثير في الأحداث هو الدب "بارت" وهو دب كودياك مدرّب، ظهر في عدة أفلام هوليوودية.
فستشاهدين هوبكنز وهو يقدم شخصية رائعة في فيلم الحافة، فسيقدم دوره مع الدب "بارت" بعد أن ظهر معه في فيلم "أساطير الخريف"، كان أداؤه مع الدب رائعاً فعلّق مدرب الدب "لين سيوس"، بأن هوبكنز تعامل مع الدب باحترافية واحترام كما لو أنه زميل ممثل.[7]
لم يكن اسم الحافة هو الاسم النهائي للفيلم فقبل إصدار الفيلم بثلاثة شهور، قرر الاستوديو أن اسم الفيلم "دودة الكتب" يجب أن يتم تغييره إلى اسم تجاري. اقترحت عشرات الأسماء قبل أن يقع الاختيار على اسم "الحافة".
فيلم Bram Stoker's Dracula
فأنتوني هوبكنز كان له دور مهم وأساسي في نقل أفلام الزومبي وأفلام الخيال العلمي التي تناقش هذه الفكرة في منطقة أخرى، وفيلم دراكولا الذي قدمه أنتوني هوبكنز تدور أحداثه حول قصة الأمير دراكولا الذي كان يبحث عن (مينا) وهى فتاة من لندن تشبه أميرته (الصابات) بعد انتحارها لعلمها بمقتله ويستخدم دراكولا قواه الشريره لجعل (مينا) أميرته .
وأهم ما يميز أفلام هوبكنز التي تقدم هذه النوعية من الدراما أو الأحداث هو أنها لا تعتمد فقط على الجانب التجاري وتسعى لتقديم الأحداث بغض النظر عن مضمونها للحصول على نجاح في الإيرادات فقط، وإنما هناك فكرة دائمًا وأبعاد أخرى تظهر سواء في تفاصيل الشخصيات أو مضمون الأحداث، فبالإضافة إلى المتعة والغموض والإثارة في الأحداث ستحصلين على فكرة جيدة تشاركك في أفكار ربما تدور داخل رأسك في بعض الأوقات.
والأفلام السابقة ليست هي أفلام أنتون هوبكنز الوحيدة، وإنما قدم هوبكنز العديد من الأفلام التي لم يختلف اثنان على أداءه فيهم، فدائما ما ينجح في رسم الشخصيات أو دعينا نقول أن هذه الشخصيات تلبسه بشكل كامل، ليظهر أمامنا بأداء أقرب إلى السهل الممتنع، الذي تشعرين بأنه من كثرة تشربه بالشخصية التي يؤدي دورها بأنه لا يمثل، فيجيد هوبكنز الشخصيات ويدرسها بشكل رائع، وهو ما يجعله يظهر أمام الشاشة بأداء تلقائي يجذبك للتعايش مع الشخصية داخل أحداث الفيلم. فأفلام أنتوني هوبنز السابقة ستجذبك لقضاء أوقات شيقة وممتعة مع أصدقائك ومع أسرتك، فستجدين ما تبحثين عنه بداخلها سواء الإثارة والغموض أو اللإثارة والتشويق، بل وسيدخل معك بعضها إلى الأفكار الموجودة في رأسك.
اترك تعليقا