الرواية المصرية لها مكانة خاصة في الوطن العربي، والكثير من الكتاب المصريين اشتهروا بكتابة الروايات الرومانسية التي تحمل بين طياتها قصص وعِبر كثيرة، بل وفي معظم الأحيان ينسج الرواة المصريون قصص الحب والرومانسية في إطار حكي قصص تاريخية أو إلقاء الضوء على قضية مُعينة. فإذا كُنتِ من مُحبي هذا النوع من الروايات إليكِ أهم الروايات الرومانسية المصرية.
صدرت رواية قصة حب للكاتب يوسف إدريس عام 1957 لترصد رحلة الكفاح التي مر بها الشعب المصري ضد الاستعمار الإنجليزي. ومن خلال قصة حب رومانسية تجمع بين شاب فدائي يشترك مع زُملاؤه لتكوين جبهة شعبية مضادة لقتل الجنود الإنجليز، وفتاة تشترك في "لجنة المدرسات" لمقاومة الاحتلال أيض، فنرى من خلال قصة الحب هذه حال مصر في هذا الوقت وكيف وجه الطرفان حبهما للوطن والتضحية من أجله، كل ذلك يسرده يوسف إدريس بطريقة بسيطة وسلسة وأسلوب أدبي راقي.
رواية واحة الغروب هى واحدة من أهم روايات بهاء طاهر التي تحولت لعمل تليفزيوني بنفس الاسم وفازت بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008.
تعود بنا واحة الغروب لنهايات القرن التاسع عشر في في بداية الاحتلال الإنجليزي لمصر، وذلك من خلال رصد رحلة ضابط البوليس المصري "محمود عبدالظاهر" في مهمته التي كُلف بها لواحة سيوة في محاولة لعقابه على مشاركته في ثورة عرابي وانتمائه للأفكار الثورية لجمال الدين الأفغاني. يقبل محمود المهمة ويُقرر النجاح في هذا التحدي هربا من إحساسه بالفشل، وفي الوقت ذاته تُقرر تُقرر "كاثرين" زوجة محمود الإيرلندية الذهاب معه في رحلته لتتبع آثار مقبرة الأسكندر الأكبر، فأخذنا الاثنان في رحلتهما التي تؤرخ للعلاقة بين الشرق والغرب وتُقدم لنا عالم يمزج بين الماضي والحاضر.
أهداف سويف كاتبة تسرد الحكايات بطريقة مُميزة وجذابة للغاية، وفي روايتها خارطة الحب التي كتبتها باللغة الإنجليزي ونُشرت عام 1999 ثُم نُشرت ترجمتها بالعربية عام 2010، استطاعت أهداف أن تأخذنا في رحلة بين الماضي والحاضر من خلال قصة حب تجمع بين الشرق والغرب.
تنقسم الرواية إلى خطين زمنين متوازيين، الأول هو قصة الماضي وهى قصة الحب التي جمعت بين شريف، أحد أبناء أسرة الغمراوي، الذي وقع في حب الفتاة الإنجليزية "آنا ونتربورن" وهى الشخصية المحورية في الرواية. ثُم نمضي حوالي 100 عام للمستقبل وتحديدا في فترة التسعينات ونُشاهد "أمل" أحد أحفاد شريف وآنا، التي تحصل على صندوق الذكريات من "إيزابيل باركمان" وهى صحفية أمريكية وحبيبة شقيق أمل، وتتعرف أمل من هذا الصندوق على ذكريات الماضي وقصة الحب التي جمعت جدتها وجدها.
وقد نجحت أهداف في نسج تسلسل الرواية بخفة وطريقة تجعلك منجذب لما تقرأه، كما أنها استطاعت أن تُخفف من حدة النبرة السياسية والأحداث التاريخية في الرواية من خلال قصة الحب هذه، بالإضافة لأنها تُعتبر أحد الروايات القليلة التي تُرينا الجانب الآخر من الاحتلال وهم المواطنون العاديون وليس جنود الجيش، وكيف كانوا يتعاملون تجاه ما تفعله بلدهم في وطن آخر.
وقد تُرجمت الرواية لـ 21 لغة وتم بيع أكثر من مليون نسخة منها، واثنى النقاد عليها ونشرت عنها صحف عالمية مثل الديلي نيوز والنيويورك تايمز والتايمز.
رواية وتسللت إلى قلبي من الروايات الحديثة التي نالت إعجاب قطاع كبير من القرّاء وحازت على تقييمات عالية على تطبيقات القراءة، فقد وجد فيها القرّاء شيئا يُشبه تجاربهم وحياتهم.
تدور أحداث الرواية في إطار اجتماعي تُغلفه الرومانسية، وتشرح الكثير من التجارب العاطفية التي نمر بها من خلال أبطال الرواية الذين نُتابع قصتهم وكيف اؤثر الغُربة على قرارتهم حيث تدور الأحداث بعد سفر الأبطال للندن من أجل منحة دراسية وعلاقة الأصدقاء العرب ببعضهم البعض في هذا البلد.
كما ترصد الرواية بعض المشاكل التي تواجه الكثير من العلاقات العاطفية مثل الخوف من الارتباط، وكيف أن بعض الأشخاص يشعرون وكأن الارتباط يحد من حريتهم لأن في اعتقادهم الحب عبارة عن قيد يستطيع من خلاله طرف أن يتحكم بالآخر.
الحب في المنفى تُعتبر واحدة من أفضل ما كتب بهاء طاهر ومثال للرواية الواقعية الممزوجة ببراعة الأسلوب الأدبي المُميز، وقد صُنفت ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية.
تبدأ أحداث الرواية في بداية فترة الثمانينات ويروي لنا الصحفي المصري المؤمن بالناصرية وفي الخمسين من عمره الأحداث ما قبل الاحتلال الإسرائيلي لبيروت وبعد وما حدث في مذابح صابرا وشاتيلا.
وتتبع الرواية نهاية حكم عبدالناصر وخسارة هذا الصحفي لكل شىء حتى زواجه وأبنائه الذين قرروا العيش مع والدتهم، وبسبب إيمانه بالحكم الناصري يتم نفيه خارج البلاد وتحديدا في سويسرا ليعمل هناك مراسل صحفي.
يلتقي الصحفي بالمرشدة السياحية التي تحمل الجنسية النمساوية "بريجيت"، وتتغير حياته بسبب هذا اللقاء، ويكشف لنا عن هذه الفتاة التي نُفيت لسويسرا ولكن بإرداتها هروبا من ماضيها، وتبدأ قصة الحب في المنفى ولكنهما يصطدما بالكثير من الأعباء فهل سيتحملون كل ذلك؟
لا يُمكننا أنت نتحدث عن الروايات الرومانسية المصرية بدون ذكر واحدا من رواد الرواية الرومانسية في مصر وهو إحسان عبدالقدوس، فهناك الكثير من الروايات الرومانسية لإحسان عبدالقدوس التي تحولت لأفلام ولاتزال رواياته تُحقق مبيعات حتى الآن ومنها:
رواية في بيتنا رجل
تحولت الرواية لفيلم يحمل نفس الاسم ويُعتبر واحدا من أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. وتحكي رواية في بيتنا رجل عن واقع الشارع المصري والشباب الثوري ما قبل ثورة 23 يوليو وترصد في وسط كل هذا الصراع قصة حب رقيقة تحدث بين "ابراهيم حمدي" الشاب الثوري الذي يجد نفسه يلجأ لعائلة "مُحي زاهر" ويختبىء عنده هربا من البوليس بعد مقتل أمين عثمان، وبين أخت مُحي الفتاة الجميلة الخجولة التي ترى في ابراهيم بطل وحبيب في آن واحد.
ومن المعلومات التي لم أكن أعرفها عن هذه الرواية أنها مأخوذة عن قصة حقيقية عن الكاتب نفسه إحسان عبدالقدوس الذي قام بالفعل بتخبئة "حسين توفيق" الشخص الذي تم اتهامه بشكل مباشر في قضة مقتل أمين عصمان وزير المالية في عهد الملك فاروق.
رواية الوسادة الخالية
تحولت رواية الوسادة الخالية لفيلم سينمائي شهير واشتهرت بجملة "في حياة كل منا وهم كبير اسمه الحب الأول" والتي ذُكرت في الرواية وظهرت في بداية الفيلم أيضا.
تدور أحداث الرواية عن الشاب الجامعي صلاح الذي يعيش قصة حب كبيرة مع سميحة وتكون هى حبه الأول إلى أن يصطدم بالواقع ويتم خطبة سميحة ولا يستطيع صلاح أن يتزوجها. يعيش صلاح حياته ويُقرر أن ينجح في دراسته وعمله ويتزوج ولكنه لا ينسى سميحة أبدا ويظل يعتبرها أصدق حب في حياته، إلى أن تتغير مفاهيمه ويكتشف الكثير من الحقائق التي لم يكن يُدركها.
رواية لا تُطفىء الشمس
صدرت رواية لا تُطفىء الشمس عام 1960 وتم نشرها في جزأين. وقد تحولت لفيلم سينمائي عام 1961 ثُم مسلسل درامي عام 2017.
تدور أحداث الرواية عن أم تعيش مع أبنائها الخمسة بعد وفاة الأب وتستعرض طبيعة المجتمع المصري في هذه الفترة واختلاف اتجاهات الأبناء وطموحاتهم وفي الوقت ذاته محاولة خال هؤلاء الأبناء التدخل في حياتهم والسيطرة عليهم.
واحدا من عملاقة الرواية الرومانسية المصرية هو يوسف السباعي الذي لُقب بـ "فارس الرومانسية" وكتب العديد من الروايات الرومانسية التي تحولت لأعمال سينمائية ومسلسلات أيضا.
رواية رد قلبي
بالتأكيد لا ننسى الفيلم الشهير "رد قلبي" والمأخوذ عن رواية يوسف السباعي التي صدرت عام 1954 وتُعتبر من أهم الروايات الرومانسية التي كتبها السباعي.
تناولت أحداث الرواية الصراع بين طبقات المجتمع ما قبل ثورة 1952، من خلال الطبقة الأرستقراطية التي كانت تملك كل شىء والتي يُمثلها البرنس وابنه علاء الذي يرى أن فوق الجميع وابنته إنجي الفتاة الرقيقة الهادئة التي تمتلك قلبا يشعر بالآخرين، والطبقة الفقيرة التي بالكاد تجد قوت يومها والتي يُمثلها الريس عبدالواحد وابنيه علي وحسين وزوجته وبنت أخت زوجته التي تعيش معهم. وبالرغم من اختلاف الطبقات والفروق الاجتماعية إلا أن الحب يجمع بين علي وإنجي وتُفرقهما كل تلك الفروق إلى أن تحدث الثورة ويتغير كل شيء.
رواية بين الأطلال
تحولت رواية بين الأطلال أيضا لفيلم عربي شهير يحمل نفس الاسم بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي ويُعتبر الفيلم والرواية أيضا من الأعمال الرومانسية التي تجعلك مُحمل بالكثير من المشاعر الدافئة.
تدور أحداث الرواية عن قصة حب عميقة جدا بين فتاة صغيرة في السن وهى "منى" وكاتب شهير "محمود"، حيث يكبر محمود منى بـ 15 عاما. تتعلق منى في البداية بقصص وروايات محمود وتُحبه بدون أن تراه ثُم تقع في غرامه أكثر بعد لقائه، و تتوطد العلاقة بينهما ولكنه متزوج، وتُقرر منى الاستجابة لرغبة عمها الذي رباها وتتزوج وتُسافر خارج البلد وتُنجب ابنا، ولكنها تُقرر العودة للقاهرة بعد علمها بتعرض حبيبها محمود لمرض الشلل فتترك زوجها وابنها وتعمل مُمرضة من أجل حبيبها القديم، وعندما يتوفى تعيش حزينة عليه طوال العمر.
رواية إني راحلة
تحمل رواية إني راحلة الكثير من المشاعر والرومانسية التي استطاع أن يبرزها يوسف السباعي بدقة تجعلنا نتعاطف مع القصة وأبطالها، حيث تدور عن الفتاة "عايدة" التي تجمعها قصة حب مع ابن خالتها "أحمد" منذ الصغر ولكن بسبب الفروق الإجتماعية والمادية بين الأسرتين يُقرر والد عايدة رفض أحمد لأنه في بداية حياته، وأن يُزوجها من آخر. تتزوج عايدة بالفعل من شخص آخر من طبقة أرستقراطية، ويتزوج أحمد من فتاة جارته، ولكن لا تسير الحياة كما يُرام مع كل منهما، فعايدة تتعرض للخيانة من زوجها وتتحطم مشاعرها وتذهب إلى حبيبها أحمد لتجد أنه قد فقد زوجته أثناء الولادة. يُقرر الاثنان أن يعيشا مع بعضهما البعض ولكن يُفرقهما القدر مرة أخرى ويموت أحمد بالزائدة الدودية وتُقرر عايدة أن تنتحر مع حبيبها انتقاما من كل شىء وتُشعل المنزل وتموت بجانب حبيبها أحمد.
لم يُعرف نجيب محفوظ بأنه كاتب رومانسي بقدر ما كان كاتب له فكرة مُختلف ويرصد الواقع المصري بطريقة شيقة. ولكن رواية عصر الحب تُعتبر إحدى رواياته التي تناولت قصة الحب بشكل آخر.
تدور أحداث الرواية حول 3 أشخاص رئيسين هم "عزت" ابن الست "عين" الثرية التي أنجبته على كبر، "حمدون عجرمة" الذي تجمعه علاقة صداقة مع عزت من الكُتّاب، وأخيرا "بدرية" الفتاة التي يقع في حبها عزت وحمدون. يكبر الثلاثة أطفال ويظهر إعجاب عزت وحمدون أكثر ببدرية التي كانت تُكن الحُب لحمدون ويُقرر الاثنان الهروب معا والزواج وبالفعل يُنفذا ما خططا له.
يشعر عزت الذي يُحب بدرية جدا بالأسى ويدخل في حالة اكتئاب تجعله يقع في الخطأ مع ابنة خادمة أمه، وتُقرر أمه أن يتزوج هذه الفتاة التي تُنجب له ابنه الوحيد، ومع تصاعد الأحداث يُقرر عزت ترك مسؤلياته وأمه وزوجته وابنه ويُسافر لمصر وهناك يُقابل صديق الطفولة حمدون ويُقرر أن يعمل معه في المسرح فقط ليرى حب حياته بدرية مرة أخرى، ولم ينسى عزت ما فعله حمدون فيُقرر الانتقام منه وتدبير مكيدة ليُدخله السجن. وبعد خروج حمدون من السجن بعد فترة يعترف له عزت أنه هو من تسبب في ذلك، فيُقرر حمدون الانتقام.
تأخذنا الرواية في رحلة ما بين العديد من المشاعر الحب والكراهية والغيرة والحقد ونرى كيف يُمكن أن تتبدل هذه المشاعر بداخلنا بين يوم وليلة.
محمد المنسي قنديل هو كاتب وروائي وقاص مصري له أسلوب فريد في السرد والعديد من الأعمال الأدبية التي تنوعت بين الكتب والمجموعات القصصية والروايات وكتب الأطفال أيضا، وله الكثير من الروايات التي حملت طابع رومانسي مُميز ومنها:
رواية انكسار الروح
بقدر ما أن اسم رواية انكسار الروح اسم صعب وقاسِ إلا أنه اسم واقعي جدا لهذه الرواية التي تتحدث عن الانكسارات التي نمر بها كأشخاص بسبب الظروف المحيطة وما تضطرنا إليه الحياة في أحيان كثيرة.
تبدأ أحداث الرواية من فترة حكم جمال عبدالناصر، وتسرد قصة الطفل "علي" الذي يعيش مع والده الرجل البسيط المثقف بقدر عالي ودائما ما يتحدث مع علي عن الرئيس جمال عبدالناصر وما فعله الضباط الأحرار عام 1952. تحدث مشكلة في المصنع الذي يعمل به والد علي ويترك عمله ويصل الأمر إلى اعتقاله، وتتغير حياة علي تماما حيث تضطر والدته للعمل لتُنفق على الأبناء ويجد نفسه وحيدا.
تظهر الطفلة فاطمة في حياة جارها علي ويعيش الاثنان قصة حب بريئة تكبر معهما. يلتحق علي بكلية الطب وتتغير اتجاهاته للفكر الشيوعي ويكتب الشعر والمقالات السياسية وتختفي فاطمة من حياته، ويُقابل سلوى التي يُحبها ولكنه لا يستطيع نسيان حب حياته فاطمة. وفي عام 1967 يتطوع علي لعلاج جرحى الحرب وهناك يصطدم بواقع مؤلم حيث يُعالج شقيق حبيبته فاطمة والذي يستشهد على يده، وبعد ذلك تختفي فاطمة تماما وتتوطد علاقة علي بسلوى أكثر.
رواية أنا عشقت
تحول رواية أنا عشقت لمسلسل درامي وصدرت عام 2012 لترصد الواقع المصري قبل ثورة 25 يناير وما بعدها، حيث تبدأ الرواية بمشهد برع في وصفه محمد المنسي قنديل على رصيف محطة القطار حيث وقفت "ورد" لتودع حبيبها حسن قبل رحيله، وظلت مكانها لم تتحرك بعد وداع حبيبها للدرجة التي دفعت بطل الرواية للتعاطف معها، ويذهب في رحلة من مدينته الصغيرة للقاهرة المليئة بالصراعات والتي تغلي من شدة القهر قبيل ثورة يناير 2011.
ترصد الرواية الكثير من المشاعر والواقع السياسي أيضا وتختلج فيها الكثير من الأحاسيس حتى أن القارئ يشعر وكانه يمر ما يمر به أبطال الرواية.
هذه كانت ترشيحاتنا لأهم الروايات الرومانسية المصرية التي تضفرت المشاعر فيها بحكايات من الواقع أو قصص من التاريخ، اخبرينا عن روايتك المُفضلة وشاركينا باقتراحات أخرى.
اقرئي أيضا:
اترك تعليقا