أفلام باتمان.. فارس ”جوثام” الخفي
الأكثر مشاهدة
المحتويات:
ولادة الشخصية
أفلام باتمان الأولى "من الأربعينات للستينات"
Batman 1989
Batman Returns 1992
Batman Forever 1995
Batman and Robin 1997
ثلاثية "نولان"
عالم دي سي
من منا لم يشاهد واحد على الأقل من أفلام باتمان، أو يقتني إحدى قصصها المصورة المليئة بالشخصيات والمغامرات في طفولته أو مراهقته؟
أمامك رحلة شيقة لعالم مدينة "جوثام" الخيالية حيث تتعرف على شخصية باتمان عن قرب ثم نصحبك في جولة في أفلام باتمان التي حظيت بشعبية كبيرة في عالم الأبطال الخارقين منذ انتقالها من الكتيبات للشاشة.
ولادة الشخصية
ظهرت الشخصية لأول مرة في كتيبات الكوميكس في مارس عام 1939 في العدد السابع والعشرين من مجلة القصص المصورة الأمريكية Detective Comics، وكانت من ابتكار ثنائي تكون من الرسام "بوب كين" والكاتب "بيل فينجر".
ورغم أن هناك عدة شخصيات خيالية تلعب دور باتمان إلا أن القصة المتعارف عليها تبدأ بوفاة والدي الصبي "بروس وين" أمام عينيه في حادث سطو، ويقرر محاربة الجريمة انتقاماً لهما، وتدور أحداث القصص في مدينة "جوثام" الخيالية حيث يتعاون مع مساعده ومربيه "ألفريد" ومدير أعماله "فوكس" ومع رئيس شرطة جوثام "جوردون" وعدد من الشخصيات الأخرى التي تظهر وتختفي أحياناً مثل "المرأة القطة" و "روبين"، ولديه مجموعة من الأعداء منهم دكتور "داكا" و "جوناثان كرين" و "مستر فريز" و "هارفي دينت" والخصم الأشهر "الجوكر"، وظهرت تلك الشخصيات مع مرور الوقت وازدياد شعبية السلسلة.
عقب مقتل والديه "توماس وين" و "مارثا"، عاش "بروس" مع مربيه ومساعد العائلة "ألفريد" الذي اعتنى بشركة والده الكبيرة والتي جعلته يرث عن والديه ثروة مالية كبيرة مكنته من السفر لأنحاء العالم لدراسة عدد من فنون القتال ودراسة علوم الجريمة المختلفة ليتمكن من تنفيذ وعده بمكافحة الجريمة.
بمساعدة "ألفريد" و "فوكس" اعتمد "بروس" على التقنيات الحديثة في مكافحته للجريمة، حيث استعان بشركة والده لإنتاج عديد من وسائل القتال والدفاع عن النفس و التخفي والتنقل ظهرت معظمها في السلاسل المصورة وكذلك ظهرت بشكل أكبر في الأفلام تباعاً.
شخصية بات مان إذاً ليست شخصية خارقة منحدرة من شخص طبيعي على غرار شخصية سبايدرمان أو سوبرمان، بل هي تُبقي على كون بات مان بكامل طبيعته البشرية.
أفلام بات مان الأولى "من الأربعينات للستينات"
كانت المرة الأولى لظهور بات مان على الشاشة في عام 1943 في فيلم Batman الذي كان ملتزماً بالقصة وكان عن محاولات بات مان و روبين للإيقاع ب"دكتور داكا" الذي يسعى لتدمير "جوثام"، وقد جسد شخصية بات مان الممثل الأمريكي "لويس ويلسون" وهو بعمر الثالثة والعشرين فقط، بينما جسد الممثل "دوجلاس كروفت" شخصية "روبن".
وعلى غرار أغلب الأفلام التي ظهرت خلال فترة الحرب العالمية الثانية، فقد خدم هذا الفيلم الدعاية الأمريكية ضد اليابان عن طريق العالم الياباني الشرير "داكا".
في عام 1949 ظهر فيلم آخر بإسم Batman and Robin كان من بطولة الممثل "روبرت لوري"، وبشكل عام فإن أفلام بات مان في تلك الفترة كاد يغلب عليها الطابع الهزلي سواء في التجسيد الفقير للشخصية أو من خلال رداءة التمثيل والإمكانيات.
عادت الشخصية للشاشة في عام 1966 من خلال Live-Action حيث تم إسناد الدور للممثل "آدم ويست" من خلال مسلسل تلفزيوني حمل اسم Batman عبارة عن 120 حلقة مدة كل منها 25 دقيقة عُرضت على مدى ثلاثة مواسم بين عامي 1966 و 1968.
في نفس العام 1966 جسّد نفس الممثل شخصية بات مان مع نفس طاقم العمل في فيلم حمل إسم Batman-The Movie، وقد ظهرت شخصية الجوكر للمرة الأولى في ذلك الفيلم من تجسيد الممثل "سيزار روميو".
Batman 1989
أضاف المخرج "تيم بيرتون" طابعاً أكثر قتامة وجدية للشخصية عندما تولى إعادتها للشاشة في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات في Batman و Batman Returns مع الكاتبان "سام هام" و "وارن سكارن"، وبينما كانت هناك قائمة للنجوم اللامعين المرشحين للدور في تلك الفترة وعلى رأسهم "كيفن كوستنر" و"ميل جيبسون" و "بييرس بروسنان" لتجسيد شخصية بات مان، تمسك "بيرتون" بإسنادها للممثل "مايكل كيتون" وهو الاختيار الذي لم يقنع الجمهور عقب الإعلان عن الاستعانة به قبل بدأ التصوير، حيث كان "كيتون" متميزاً أكثر في الأدوار الكوميدية في تلك الفترة، وبعد إسناد دور الجوكر للممثل القدير "جاك نيكلسون" بات واضحاً أن الفيلم سيكون متميزاً، وهو ما حدث بالفعل حيث تلقى الفيلم إشادات كثيرة سواء على مستوى الجمهور أو المستوى النقدي، وحقق إيرادات كبيرة.
ورغم شهرة "مايكل كيتون" بالأدوار الكوميدية إلا أن أداؤه أضاف قتامة وجدية للشخصية مختلفة عما قُدم من قبل، وبالمقابل قام "جاك نيكلسون" بأداء مبهر لشخصية الجوكر بشكل أثرى الفيلم.
Batman Returns 1992
في ذلك الجزء واستجابةً لطلب "بيرتون" من الكاتب الجديد "ويسلي ستريك" تمت إضافة شخصية المرأة القطة للفيلم وإلغاء دور "روبين".
ورغم افتقاد تلك النسخة لواقعية أفلام "كريستوفر نولان" المستقبلية في الألفية لأفلام بات مان، إلا أنها احتفظت بشخصيتها الخاصة التي حملت قتامة وخط مستقل ميزها عن باقي الأفلام حملت البصمة الواضحة المميزة لأسلوب "تيم بيرتون" في صناعة الأفلام.
شارك "كيتون" في البطولة كل من ممثلة التسعينات الشهيرة "ميشيل بفايفر" والممثل "داني دي فيتو"، ورغم أن الفيلم حقق إشادات نقدية وإيرادات كبيرة إلا أنها لم تكن بنفس درجة مثيلتها في الجزء الأول.
جدير بالذكر ان الإنتقادات السلبية الوحيدة التي طالت فيلمي "بيرتون" هو احتواءهما على جرعات زائدة من مشاهد العنف.
Batman Forever 1995
لخروج هذا الفيلم للنور استعانت الشركة المنتجة مجدداً بثلاثة كتاب جدد دفعة واحدة هذه المرة لتعويض انسحاب كل من مخرج الجزئين السابقين "تيم بيرتون" والممثل الرئيسي للعمل "مايكل كيتون"، وكذلك بالمخرج "جويل شوماخر"، واستقر الاختيار على الممثل "فال كيلمر" لتجسيد شخصية بات مان بعد أن كانت هناك ترشيحات أخرى مثل "جوني ديب" و "دانييل داي لويس" و "رالف فيينيس".
تباينت الآراء والإشادات حول الفيلم وخاصةً أداء "كيلمر"، فرغم الإشادة المبدئية إلا أن المقارنات جاءت في صالح "كيتون"، ولم يشارك "كيلمر" بعدها مرة أخرى.
شارك في البطولة كل من "تومي لي جونز" في دور "هارفي دينت" و "جيم كاري" في دور رجل الألغاز.
Batman and Robin 1997
إذا كان هناك من نصيحة لتجاهل أحد أفلام بات مان تماماً وإسقاطها من الحسبان، فسيكون هو ذلك الفيلم بالتأكيد الذي سأنصحكم بتجاهله، نال ذلك الفيلم عديد من الانتقادات سواء من الجماهير أو النقاد على حدٍ سواء نتيجة فقر التمثيل والإخراج والصورة شبه الهزلية التي خرج بها رغم التفاؤل الكبير الذي كان متوقعاً لاستقبال الفيلم بعد إسناد الدور للممثل "جورج كلوني" الذي كانت فترة التسعينات هي ذروة انطلاقته الفنية، غير أن استقبال الجمهور والنقاد لأدائه كان فاتراً كأدائه ذاته للشخصية وكذلك للفيلم ككل، الى حد اعتباره أسوأ نسخة ظهرت لأفلام بات مان على الإطلاق رغم انضمام أحد نجوم التسعينات أيضاً لطاقم الفيلم وهو "آرنولد شوارزنيجر"، ليس ذلك فحسب وإنما رُشح الفيلم أيضاً لعدد من جوائز Ruzzie الساخرة والتي يتم تقديمها لأسوأ الأعمال سنوياً.
لم يؤدي ذلك الفيلم لاستبعاد "جورج كلوني" فقط من الدور، وإنما لإلغاء الشركة لأي مشاريع مستقبلية أيضاً خاصة بشخصية بات مان.
ثلاثية "نولان"
مع الثلاثية الأشهر والأضخم حتى الآن من أفلام بات مان، وهي تلك التي أخرجها للسينما المخرج البريطاني "كريستوفر نولان" الذي أخرج كذلك عدد من الأفلام الشهيرة مثل Inception و Interstellar و The Prestige، واستعان فيها بمواطنه الممثل "كريستيان بيل" مع الثلاثي الذي ظل طوال أجزاء السلسلة وهم "مايكل كين" و "جاري أولدمان" و "مورجان فريمان"، بجانب باقي طاقم الممثلين الذين شاركوا في الثلاثية الضخمة.
Batman Begins 2005
بعد الرواج المتواضع للفيلم الأخير باتمان وروبين عام 1997، والذي اعتبره العديد من المشاهدين والنقاد أحد أسوأ نسخ أفلام بات مان على الإطلاق، ظلت شخصية بات مان بعيدة عن طموحات المخرجين الذين تخصصوا في نوعية الأفلام التقنية ذات طابع الإثارة والأكشن، لخوفهم من ملاحقة الفشل لهم إذا ما أقدموا على إنتاج وإخراج فيلم آخر عن بات مان.
وحده "كريستوفر نولان" استطاع إقناع شركة ستوديوهات وارنر بروس بإعادة الشخصية مرة أخرى للشاشة ولم يستغرق وقتاً طويلاً لإقناع الشركة، فقد لاقى فيلماه "Memento" و "Insomnia" رواجاً كبيراً من حيث الفكرة وأسلوبه في الإخراج مما جعل من فيلمه الجديد "Batman Begins" فيلماً واعداً خاصةً بعد الاستعانة بطاقم من الممثلين المخضرمين لرفع أسهم العمل مثل "ليام نيسون" و "كاتي هولمز" و "مورجان فريمان" و"جاري أولدمان" و"مايكل كين"، بجانب الممثل الرئيسي "كريستيان بيل".
وعلى عكس التوقعات المتشائمة، لاقى الفيلم رواجاً كبيراً على المستوى التجاري وكذلك إشادات نقدية عديدة.
The Dark Knight 2008
"بعض الرجال لا يبحثون عن شيئاً منطقياً مثل المال، لا يمكن شراء ذممهم أو إرهابهم أو التفاهم معهم أو التفاوض معهم، هم فقط يريدون رؤية العالم يحترق". آلفريد بينيوورث، مساعد بات مان
دفع النجاح الكبير الذي حصده Batman Begins مخرجه "نولان" لتقديم الجزء الثاني والأشهر على الإطلاق ليس فقط من الثلاثية وإنما في كل النسخ التي ظهرت من أفلام بات مان، وهو "The Dark Knight"، والذي صدر عام 2008، والذي شارك في بطولته "آرون إيكهارت" و "ماجي جيلينهال" بالإضافة للسبب الرئيسي وراء النجاح الساحق للفيلم وهو الممثل "هييث ليدجر" الذي جسّد شخصية الخصم الأشهر لبات مان "الجوكر"، والذي وضعه أغلب المشاهدين والنقاد كأفضل من جسّد تلك الشخصية بل ومن أبرع من جسّدوا الشخصيات الشريرة في تاريخ السينما بشكل عام وكان ذلك في تصويتات عديدة على عدد من المواقع الإليكترونية المختصة بالسينما، وكذلك في برامج تليفزيونية.
يستكمل الفيلم ما بدأ في الجزء الأول من الثلاثية، حيث يستمر بات مان في مكافحة الجريمة في مدينة "جوثام"، ويظهر في تلك الأثناء الجوكر ليقرر أن مدينة "جوثام" تستحق مجموعة أكثر براعة من المجرمين التقليديين الذين تخلصت منهم المدينة، فليست سرقة الأموال أو المخدرات هي أولويته، بل اهتمامه الفطري هو نوع الفوضى الذي تظهر في خضمه الطبيعة الحقيقية للبشر فيما يعتقد وهي الوحشية والهمجية خلف قناع التحضّر، ولقد وضع خططه الواحدة تلو الأخرى في الفيلم لكي يثبت ذلك فقط.
تلك هي الفلسفة الحقيقية التي تشكّل دوافع الجوكر الإجرامية طوال الفيلم، وهي التي مكّنته من الإنتصار في الفيلم - رغم هزيمته نظرياً بالقبض عليه - عندما تمكّن من جعل مسؤول العدالة في "جوثام" "هارفي دينت" يخرج عن القانون ويرتكب جريمة قتل، شيء من هذا بالضبط هو ما يتنبأ به كاتم أسرار "بروس وين" "آلفريد" و عبّر عنه حينما كانا يحاولان فهم طبيعة "الجوكر" لتوقّع خطواته المقبلة.
ففيما يوقع رئيس الشرطة "جوردون" بالجوكر بمساعدة بات مان، ويلقي القبض على عدد من المتعاونين معه، يكتشفان أن الجوكر قد خطط مسبقاً لأن يتم القبض عليه ليتمكن من تنفيذ خطته التي لا علاقة لها بالمال أو بالدوافع الإجرامية التقليدية، وإنما في استنزاف معنويات أهل المدينة إلى أن تتحطم تماماً وحينها سيلتهمون بعضهم البعض.
تلقى "رايتشيل" حبيبة بات مان السابقة وخطيبة "هارفي" مصرعها، ويسعى "هارفي" للإنتقام لها بما يقوده لحتفه بعد أن كاد أن يقتل شخصاً بريئاً عن عمد لولا تدخل بات مان، ويتحقق هدف الجوكر بإظهار مدى هشاشة و زيف المفاهيم الأساسية التي تقوم عليها فكرة العدالة في المدينة.
فنياً كان "كريستوفر نولان" بارعاً كالعادة في إخراج الفيلم باعتباره أحد المخرجين الأبرع في مجاله منذ دخول السينما للألفية، وكذلك باقي نجوم الفيلم، أما أداء "هييث ليدجر" فيستحق إشادة تخصه وحده منفصلاً عن باقي عناصر الفيلم، فكان أداءاً تلقائياً تفوق به على نجم عملاق بحجم "جاك نيكلسون" في تجسيد شخصية الجوكر، والذي كان من أسباب رهبة كل من عُرضت عليه شخصية الجوكر من الممثلين وإحجامهم عن قبولها خوفاً من مقارنتهم بأداء "نيكلسون"، فأنّى لهم بتجسيد الشخصية بعده وهو الممثل الحائز على ثلاث جوائز أوسكار والذي كان تجسيده للجوكر هو الأفضل، إلى أن أتى "هييث ليدجر" وقرر قبول التحدي.
حاز "ليدجر" على جائزة الأوسكار عام 2009 عن أداء شخصية الجوكر كأفضل ممثل مساعد، غير أنه لم يتسلمها بنفسه، فقد توفى قبلها بعام قبل استكمال فيلمه الأخير "The Imaginarium of Doctor Parnassus"، عن عمر لم يتجاوز الثامنة والعشرين، لتفقد السينما العالمية واحد من أهم وجوهها ومواهبها الواعدة.
The Dark Knight Rises 2012
“تعلمت هنا أنه لا يمكن زرع اليأس بدون أمل، لذلك طريقتي لتدمير جوثام ستكون بإعطاء الأمل لسكانها لتسميم أرواحهم، سأجعلهم يصدقون أن بإمكانهم النجاة حتى يكون بإمكانك رؤيتهم يدوسون على بعضهم البعض من أجل النجاة". بين، عدو بات مان
لتقديم ختام لائق للثلاثية في جزءها الأخير، ولتجنب الوقوع في فخ المقارنة مع الجزء السابق الذي أصبح بمثابة ورطة ل"كريستوفر نولان" لاكتساحه كل النسخ السابقة لكل المخرجين الذين قدموا بات مان للشاشة، بما فيه فيلمه هو ذاته وجزء الثلاثية الأول Batman Begins" بفضل أداء "هييث ليدجر"، كان على "نولان" تحسس خطواته جيداً أثناء التحضير للجزء الأخير، فلجأ لتسميته على نفس إسم الجزء الثاني تقريباً، وذلك كان الجزء الأسهل، ولم تكن الجزئية الصعبة أمامه في تفاصيل إنتاجية أو إخراجية، فلم تكن تلك هي المشكلة، وإنما كان التحدي الأكثر صعوبة يتمثل في العثور على ممثل مساعد يتمتع بالبراعة والكاريزما والقدرة اللازمة لإقناع الجمهور بأنه يستطيع تثبيتهم في كراسيهم بالسينما طوال مدة عرض الفيلم بنفس الدرجة التي تمكن منها "هييث ليدجر" قبل أربع أعوام في "The Dark Knight"، ولذلك الغرض استعان بالممثل الإنجليزي "توم هاردي" لتجسيد شخصية Bane" خصم بات مان الرئيسي في هذا الجزء، وكذلك بالممثلة "آن هاثواي" في دور المرأة القطة في ظهورها الأول والأخير مع "نولان" في السلسلة.
أثناء ابتعاد بات مان عن الأضواء لسنوات منذ مقتل "هارفي" في الجزء الثاني، تسيطر مجموعة إرهابية على مدينة "جوثام" وتتخذها بأكملها رهينة، ويزرع "بين" القائد الغامض المقنع للمجموعة قنبلة نووية في مكان ما داخل المدينة، وتقوم المجموعة بتدمير كل طرق الخروج والدخول للمدينة لمنع السكان من الهروب ومنع أي مساعدة من الخارج أيضاً، وتتصاعد الأحداث وتختلط أحداث الفيلم لحظة وجود المجموعة بالمدينة مع لحظات أخرى من الماضي لتكشف أسراراً عن "بين" وكذلك عن شخصيات أخرى بالفيلم.
فنياً لم يكن الفيلم سيئاً أبداً بل ارتقى "نولان" كالمعتاد للحدث في ختام ثلاثيته، وكما كان متوقعاً لم ير البعض في الفيلم ذلك الإدهاش في الأداء التمثيلي، غير أن الفيلم بالنسبة للكثيرين قدّم ختاماً معقولاً ومنطقياً للثلاثية وإغلاقاً لدوائر الشخصيات، وبأداء جيد جداً من "توم هاردي".
على مستوى الشخصية الرئيسية في الثلاثية فقد جلب "كريستيان بيل" كاريزما للشخصية منذ التجسيد الفقير الأخير لها في فيلم بات مان و روبين.
عالم دي سي
يبدو غريباً بعض الشيء - أو مثيراً للبعض - أن ترى بات مان مع سوبر مان وسبايدر مان وأكوا مان وباقي الشخصيات الخارقة التي لكل منها عالمه الخاص، متواجدة معاً في عالم وسلسلة تجمعهم جميعاً، هذا ما يحدث بالضبط في عالم دي سي و مارفل، حيث تتجمع الشخصيات الخارقة وتقاتل من خلال نمط مختلف من الأحداث بنسيج قصصي مختلف.
ورغم أن ذلك قد يبدو أمراً مثيراً لبعض المشاهدين، وهم غالباً من الفئة الأصغر سناً، إلا أن الاعتقاد الغالب أن الفئة الأكبر سناً التي كانت آخر مشاهدها في وداعية بات مان كانت في ثلاثية "نولان" السالف ذكرها، من الصعب عليها الاعتياد على دمج الأبطال الخارقين في قصة واحدة وعالم واحد.
وتنتظر دور العرض في وقتِ لاحق هذا العام نسخة أخرى من بات مان من إخراج "مات رييفيز" ويجسد بات مان الممثل "روبرت باتينسون" بطل سلسلة أفلام "توايلايت" الشهيرة.
كانت تلك جولة في عالم شخصية وأفلام بات مان، هل كانت شيقة؟ يمكنكم مشاهدة أي من تلك الأفلام المذكورة وتكوين آراؤكم الخاصة عن أي منها، مشاهدة ممتعة.
الكاتب
هبة سلامة
الإثنين ١٤ مارس ٢٠٢٢
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا