كلام فاطمة عبد السلام البديهي.. نقاش اجتماعي يحصد آلاف المعجبين
الأكثر مشاهدة
صورتها مع أدوات المطبخ كربة بيت هي أول ما يقابلك على صفحتها بموقع "فيسبوك"، لا تضع "مكياج" في مقاطع الفيديو الخاصة بها، ولا تعتمد على نص مُعد مسبقًا للحلقات التي أطلقت عليها "كلام بديهي"، وستتحدث معك بنفس تلك الروح المرحة التي تجدها في محتواها على الإنترنت، لأنها "بتكلم السوشيال ميديا، بدل ما تكلم نفسها".
ساعدتها دراستها للتصوير وعملها في كواليس صناعة الأفلام والمحتويات الإعلامية، في إنتاج سلسلتها "كلام بديهي"، والتي افتتحتها بفيديو تتحدث فيه عن احترام وكرامة المرأة في علاقتها مع الطرف الآخر، تميزت البداية بجديتها، وظهرت في ثوب "الفضفضة" بعرض وجهة نظرها، "الفيديو الأول جاب 5 آلاف مشاهدة وده كان رقم خرافي بالنسبالي.. فاتشجعت إني أكمل".
استمرت السلسلة مع إضافة لمسة ساخرة ظهرت في الحلقة الثالثة، التي عنونتها بـ "أسرار الجمال" وتحدثت فيها عن أهمية حب النساء لشكلهن وجمالهن الطبيعي، جعلها الأسلوب الخفيف المرح أقرب إلى الجمهور ولم يؤثر على مضمون الرسالة الجاد والذي يحوي نقاشًا اجتماعيًا في طياته وإن بدا المحتوى خفيف، لكنها حافظت على طريقتها التلقائية، "أنا أصلًا ما بصورش في ستدويو، بصور الحلقات من أوضة نومي".
"الهدف الأساسي بالنسبالي فتح مجال النقاش على موضوعات بعينها هي موضوعات بديهية كل الناس بتفكر فيها بس يمكن قليل بيتكلم عنها"، هكذا تقول فاطمة التي تصلها ردود أفعال متنوعة ما بين الإعجاب أو الحكم بالانحياز ناحية المرأة وهو ما تنفيه تمامًا، أو حتى تلقي الشتائم وهي النسبة الأقل ،"الشتيمة بتحسسني إن عطلت إمكانيات الرد والتفكير عند الشخص فخليته يشتم لأنه مش عايز يفكر..وإحنا لسه معندناش أوي ثقافة احترام الرأي الآخر"، وفي الوقت نفسه تذكر سعادتها الكبيرة عندما تعلق إحدى المتابعات قائلة: "أنا كنت بفكر في كده بالظبط"، فترى حيينها أنها تتكلم بلسان كثيرات قد يخشين التعبير عن آرائهن.
فاطمة بمثابة فريق عمل متكامل، تقدم البرنامج، تعده وتصوره وتقوم بعمل المونتاج أيضًا، فخلال حياتها اليومية تتعرض لمواقف تثير لديها أفكارًا، تدونها وتجلس أمام الكاميرا لتعبر عن وجهة نظرها في الموضوع، قد تستعين بتقمص أكثر من شخصية، أو تغني على إيقاع بسيط، كل ذلك من أجل إيصال فكرتها للجمهور الذي أصبح ينتظر ما تقدمه.
تعمل فاطمة، التي تملك شركة إنتاج خاصة بها، على إنتاج سلسلة رسوم متحركة مصرية تعليمية، وفضلت أن تستمر في تقديم برنامجها على منصات التواصل الاجتماعي بدلًا من الموافقة على عرض تليفزيوني كبير، "على الإنترنت مفيش حد هيتحكم في المحتوى اللي بقدمه، وأنا مش حابة أخلي البرنامج بلاستيك زي أي برنامج مرأة بيتكلم عن الجمال والتخسيس"، وذلك رغم أنها لا تستفيد مديًا مما تقدمه، "عندي شغلي الخاص، فمش بدور على عائد مادي من ورا البرنامج ده".
ترى فاطمة، التي صورت فيلمها الوثائقي الأول عن الإجبار على ارتداء الحجاب وحلت ضيفة على برنامج "البيت بيتك" عام 2008، أن التدوين المرئي (Vlogging) ولو لليوميات العادية هو وثائقي هذا الوقت، وأن ما تقوم به هي والمدونون على الإنترنت سيكون تأريخ لشكل حياتنا بالنسبة للأجيال اللاحقة، وكأم فهي شغوفة بتصوير آدم ابنها طوال الوقت ليصبح لديها أرشيف لمراحل حياته.
نجحت ببرنامجها "#كلام_بديهي" في اجتذاب آلاف المعجبين في 4 شهور، وحصلت حلقة "أسرار الجمال" على أكثر من مليون مشاهدة، بينما تعدت حلقات "جهاز العروسين"، "أخطر 10 أنواع رجالة في مصر"، أكثر من نصف مليون مشاهدة كل على حدة، ووسط كل هذا الإعجاب والتشجيع من الأهل والأصدقاء وسيل التعليقات والرسائل التي تأتيها، حل رد فعل "حماها" في مكان خاص، "حمايا له رؤية ذكورية، في البداية ماكنتش حابة إنه يشوف الفيديوهات أصلًا، بس لاقيته شافها ورحب بيها وفخور جدًا وبيسألني عن الجديد.. ده رد الفعل الأقرب لقلبي".
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا