سالي مبارك.. ”سلطانة” صناعة الفضة
الأكثر مشاهدة
اختارت سالي مبارك رفقة الألوان منذ طفولتها، ولم تترك حائطًا في البيت إلا ووضعت بصمتها عليه، أحبت الرسم أكثر من أي شيء آخر وولت وجهها شطر دراسته، فتخرجت في كلية الفنون التطبيقية، هناك وقعت في غرام الخطوط العربية، وبلورت غرامها وأطلقت العنان لإبداعها حين سطرت الخط وصاغت الفضة في Sultanasilver.
تقبلت أسرتها شغفها بالرسم طالما لا يعيق تفوقها الدراسي، وكانت هدايا نجاحها علب ألوان وأدوات رسم، "أنا فاكرة بابا بعت اشترالي علبة ألوان من برا مصر، سعرها كان غالي جدًا يمكن أغلى من الدهب وقتها"، شجعوها كثيرًا وأعجبتهم موهبتها، لكن والدتها خططت لمستقبلها بعلمية، موجهة إياها نحو كلية الهندسة لتقتفي ابنتها أثرها، وهي الخطة التي لم تلتق مع هوى سالي وتفضيلها لكلية الفنون الجميلة، قضوا وقتًا طويلًا في شد وجذب وحيرة بين الاختيارين، ثم كان الحل الوسط في كلية الفنون التطبيقية، "أدرس فن وفي نفس الوقت يبقى معايا كارنيه نقابة المهندسين علشان أرضي ماما".
"كنت طفلة بتحب الرسم جدًا، كانوا بيجددوا حيطان البيت كل شوية علشان برسم عليها"
درست بقسم الإعلان وتخرجت عام 2001، عملت لمدة عامين مصممة جرافيك ولم تجد نفسها في هذا الحقل، لكنه قادها نحو شغفها حين أشار عليها أحدهم بتطويع الخط العربي في منتج فني، فاختارت الفضة لبهائها. حصلت على كورس في صياغة الفضة، وخطت نحو عالمها عام 2008، حيث نزلت إلى منطقة الصاغة وبدأت في التعرف على الخامات و"الصنايعية"، "أول ما نزلت الصاغة الناس كانوا بيبصولي باستقلال علشان ست"، لكنها استطاعت في وقت قصير امتلاك ورشة تصنيع يساعدها فيها عاملين، واستفادت من معرفتها بالصناعة في توجيه مساعديها والإشراف عليهم، "الدراسة خلتني عارفه الصنعة، وأقدر أعدل على اللي بيشتغل معايا".
سحرتها أناقة القصور وفتنتها جواهرها وخطوطها المسطورة بدقة، فسارت على درب صانعيها حتى أبدعت في منتجاتها، وحينها نصبت موهبتها سلطانة على الحلي واختارت اسم "سلطانة" ليصبح علامتها التجارية.
"ما بتعاملش مع القطع إنها حاجة هتتباع وخلاص، دي هتبقى جزء من ذكريات حلوة عند الناس فلازم أهتم بيها"، تتعامل مع كل قطعة على حدة، فتسمع لصاحب الطلب حتى تستقر معه على فكرة، تبدأ في خطها بالرصاص ثم تحولها إلى تصميم على الفضة، تسبكه وتنشره وترى ما يحتاجه من طلاء أو أحجار، حتى يخرج في صورة نهائية تكون راضية عنها، "بسمع زي الدكتور علشان أشخص فكرة الهدية، ومابعملش حاجة مش راضية عنها حتى لو الزبون عايز كده".
"الحاجة اللي بتطلع من عندي مش هتتلبس مرة وتترمي دي بتفضل العمر كله ذكرى حلوة فلازم أهتم بيها"
يلازمها القلم الرصاص والكراس دائمًا، كي تجاري ملاك الإلهام حين يحضر، تدون أفكارها أولًا بأول، وتدقق في تفاصيل الأشياء وتخرج منها بأفكار، فحين سمعت جملة "بحبك حب دروشني" في إحدى الأغنيات الشعبية، التقطتها ونقشتها على منتجاتها، وحير مصدر الجملة الجمهور، لدرجة أن ظنها البعض صوفية المنشأ.
تعلمت من عملها أنه لا حدود للتعلم وإبراز الموهبة، وأن أكثر ما يرضيها هي كلمة شكرًا، وترك تذكار من صنعها في حياة أحدهم، لكن مرورها بفترات جفاف منابعها الإبداعية يدفعها-أحيانًا- للتفكير في التوقف، "لما أكرر التصميم أو الناس تحبطني بكلمة زي (أنتي فاكرة نفسك عزة فهمي)"، ومع ذلك تكمل طريقها بدعم من أبنائها وأسرتها.
في حوالي 10 سنوات، هي عمرها في سوق الفضة، كونت قاعدة جماهيرية كبيرة، ووصلت منتجاتها إلى خارج مصر مع هدايا الأصدقاء المقيمين هناك أولًا، ثم عن طريق صفحتها بفيسبوك بعد ذلك، "الأجانب بيحبوا يشوفوا أسمائهم مكتوبة بالعربي، والتعامل معاهم سهل"، كما أذهلت قطعها الفنية عدد كبير من الفنانين مثل أمير كرارة الذي التقط صورة معها بعدما أهدته قطع تحمل كلمة "باشا مصر" وأسماء أبنائه. وتحلم سالي بزيادة ثقة وثقل اسمها التجاري، و"نفسي أبقى أول براند مصري ينتشر أونلاين من غير ما يكون له مكان أو جاليري".
الكاتب
ندى بديوي
الإثنين ٣٠ أبريل ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا