هند رستم.. كرهت قولبة الإغراء واختارت زوجها
الأكثر مشاهدة
موهبة فنية خالصة، جمال آخاذ وكأنها من نسل أفروديت، وملامح أجنبية ورثتها من دماء أبيها التركية، مع قوة شخصية و"جدعنة" مصرية، شكلوا معًا "خلطة" نجاحها، عَرَفوها بـ"ملكة الإغراء"، و"مارلين مونرو الشرق"، وكرهت هي الألقاب لختزالها موهبتها في الجمال.. هي هند رستم.
البداية
طفلة جميلة ولدت بالإسكندرية، لأب من أصول تركية يعمل بالشرطة، تربت على الإتيكيت الفرنسي وجرت في عروقها دماء أبناء الباشاوات، لم تكمل تعليمها بسبب انفصال والديها، وعاشت مع زوجة أبيها المتسلطة التي دفعتها معاملتها القاسية للهرب إلى صديقة لها عملت كومبارس في السينما وهي ابنة 15 عامًا، وشاركتها عملها الصامت في الأفلام لتتقاضى جنيه أو اثنين نظير مرورها أمام الكاميرا أو ركوبها حصان خلف ليلى مراد في "اتمخطري واتمايلي يا خيل". جمالها لم يأخذها لمصاف النجوم مرة واحدة، بل صعدت السلم خطوة بخطوة، وانتقلت للأدوار المتكلمة في فيلم "الستات مايعرفوش يكدبوا" مع شادية وإسماعيل ياسين، بدور كوميدي، ومن بعده لعبت أدوارًا مختلفة إلى أن جاءت البطولة في فيلم "العقل زينة" مع المخرج حسن رضا عام 1950.
بزوغ نجمها
"حسن الإمام أستاذي وصاحب فضل عليا"
عرفت أخيرًا طريق النجومية، وقررت استرجاع حياتها القديمة، فجلبت مُدرسة لتكمل تعليمها الفرنسية وأخرى للغة العربية، وتزوجت مكتشفها ابن الباشاوات حسن رضا، ومنه أنجبت ابنتها الوحيدة بسنت ثم انفصلا، لكنها ظلت تتحدث عن فضله وأخلاقه رغم اختلافهما.
حين التقت الجميلة الشابة بالمخرج حسن الإمام، سلكت حياتها الفنية مسلكًا آخر، واتجهت العيون لتصنيفها كنجمة الإغراء الأولى، ورغم نجاحهما معًا فضلت الخروج من عباءة احتكار الإمام لها، مما دفعه لأن يطلق عليها لقب "عند رستم"، وذهبت نحو مخرجين آخرين من فطين عبد الوهاب إلى هنري بركات وغامرت مع يوسف شاهين في "باب الحديد" الذي فشل لدرجة أن الجمهور حاول تحطيم إحدى صالات السينما، غير أن المغامرة أتت أكلها حين عُرض الفيلم تليفزيونيًا، فأصبح أحد أهم 100 فيلم مصري، وخلدت به شخصية "هنومة" في أذهان الجماهير.
التنويع في الأدوار
"مفيد فوزي سماني ملكة الإغراء، فده لفت نظري وغيرت الأدوار ونوعت"
كرهت مقارنتها بمارلين مونرو ولم تحب حصرها في أدوار بعينها استغلالًا لجمالها أو لقوة شخصيتها، فحين كانت في ضيافة نجوى إبراهيم ببرنامج نجوم وكواكب وسألتها عن دور تختاره لنفسها، أجابت: "اختار لنفسي دور ست تافهة، علشان بيقولوا إن شخصيتي قوية مانفعش فيه".
أحبت السينما من قلبها ونوعت في الشخصيات التي قدمتها، ولم تخش التجارب المختلفة مثل وجودها في فيلم "بين السما والأرض" المحمل برسائل نقدية للمجتمع والذي يدور بأكمله في "أسانسير".
الأسرة
"أحلى أيام حياتي هي أيام فياض.. استغنيت بيه عن الدنيا وكان يستحقها"
في أوج شهرتها اعتذرت عن مشاركة عبد الحليم حافظ بطولة فيلمه "أبي فوق الشجرة" في دور الراقصة فردوس، وازعها في الرفض كان حرصها على نظرة ابنتها بسنت لها، ورؤيتها أن الدور لا يليق باسم زوجها الثاني دكتور النساء الشهير محمد فياض.
أحبت هند حياتها العائلية، وعشقت زوجها ورأت فيه ملاذها الآمن، حتى أنها في عز شهرتها اختارت لقب "مدام فياض" بدلًا من اسمها، ومن أجل الاستقرار العائلي اعتزلت مبكرًا وهي في السابعة والأربعين من عمرها، وأصابها الاكتئاب حين رحل شريكها الأمين عن عالمها بعد 50 عامًا من الزواج، تقول ابنتها: "لما أنكل فياض اتوفى، قفلت الأوضة وبقت تنام معايا، وعاشت من بعده في اكتئاب".
في آخر لقاءاتها التلفزيونية حلت ضيفة مع الإعلامي محمود سعد في برنامج مصر النهارده، بدت مرحة وصريحة ومحبة للهدوء، عبرت عن حبها للكلاب والنيل والسفر إلى باريس، وقالت أن أهم جائزة حصلت عليها هي ابنتها، وبعثت بسلام ولجمهورها ولزوجها الراحل، الذي لحقته في الثامن من أغسطس عام 2011.
*التصريحات من لقائها ببرنامج مصر النهارده مع محمود سعد
*الصور لمقتنيات هند رستم من معرض أنا بخير اطمئنوا
الكاتب
ندى بديوي
الخميس ١٩ أبريل ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا