”كابتن أوشا” من كرة القدم إلى حلم أشهر مدربة ”جيم” في مصر
الأكثر مشاهدة
تعلمت نسمة ناصر ممارسة الرياضة مع تعلمها الكلام، وشغفت بها حبًا منذ سنوات عمرها الأولى، وتنقلت بين الألعاب الرياضية محققة بطولات مختلفة إلى أن وقعت في غرام الصالات الرياضية وامتلكت "الجيم" الخاص بها وعزمت على تغيير حياة الناس إلى الأفضل.
مر إليها حب الرياضة عبر الجينات، فوالدها مدرب كرة قدم، ووالدتها- وإن لم تمارس رياضة معينة- تعمل في وزارة الشباب والرياضة حيث كانت حريصة على تعليمها ألعاب مختلفة لتجد شغفها في النهاية، في البداية كان الجمباز الذي أكسب عضلاتها المرونة المطلوبة، ثم السباحة التي منحتها تنفسًا أعمق، ومرت على كرة السلة لفترة وجيزة، واستمرت ممسكة بمضرب تنس الطاولة لـ 7 سنوات، حققت خلالها بطولات على مستوى محافظة بورسعيد والجمهورية بكاملها، وبسبب هذه اللعبة اكتسبت اسم شهرتها "أوشا"، "في اللعبة بنقول كلمات حماسية كان منهم أوشا فبقت اسمي اللي كل الناس عرفاني بيه".
"أمي طول عمرها في ضهري وهي كلمة السر في حياتي"
ولأنها تحب التجديد وتحدي نفسها في مناطق وألعاب أخرى، اتجهت نحو كرة اليد، وبفضل مستواها المتميز احترفت بفريق المدرسة الرياضية ولعبت باسمه رغم أنها ليست من أبناء المدرسة، وبعد 4 سنوات من لعب الكرة بيديها جربت لعبها بقدميها، وبدأت رحلتها مع الساحرة المستديرة في سن كبيرة نوعًا، فكانت في عامها السابع عشر حينما انضمت لنادي الزهور المحلي، ورغم ذلك قدمت مستوى جيد أهلها إلى الانتقال لنادي الطيران بالقاهرة، ومنه إلى منتخب مصر للناشئات تحت 20 سنة، "لعبت مع منتخب مصر في تصفيات بطولة أمم إفريقيا بس ماكملتش"، رحلتها في ملاعب كرة القدم لم تستمر طويلًا بسبب رفض والدها وجودها الدائم في القاهرة بعيدًا عن العائلة، فعادت إلى بورسعيد.
"العقاب بتاعي كان إني أتمنع من التمرين مش أي حاجة تانية"
"بعد ما سبت الكورة كنت رايحة بالصدفة لواحدة صاحبتي في الجيم فاشتغلت فيه"، لعبت الصدفة دورًا واختارتها للعمل في الصالات الرياضية منذ عام 2006، وقبل أن تصبح هذه المهنة "تريند"، لتنقل كل الخبرة التي تعلمتها من الألعاب الرياضية إلى أناس ليسو من المحترفين كما اعتادت طوال حياتها، وتساهم في نشر ثقافة الحياة الصحية.
لم تركن نسمة أو "كابتن أوشا" إلى خبرتها فقط، فطورت نفسها بالحصول على "كورسات" في الإسعافات الأولية وإصابات الملاعب، "ما ينفعش حد يتصاب في الجيم ومالحقهوش"، وكذلك عكفت على مذاكرة التشريح وعلم النفس الرياضي، "اتعلمت فيتنس أطفال وبستعين بأصحابي الدكاترة في كلية تربية رياضية"، كما تتابع أحدث التمرينات العالمية.
"الرياضة بتغير حياة الناس وبتطلع الطاقة السلبية"
بعد أكثر من 10 سنوات في صالات "الجيم" قررت صاحبة الأعوام الـ28 افتتاح مكانها الخاص في بورسعيد تحت اسم Osha Fitness Club"" لتقدم خدماتها إلى السيدات فقط، وتنظم أيامًا مفتوحة للجنسين على البحر، وفي خلال 8 أشهر هم عمر صالتها الرياضية اجتذبت عدد كبير من البورسعيديات من الأطفال وحتى كبار السن، "بقى عندي ناس كتير الحمد لله، فيه اللي بتيجي عايزة تخس أو تنحت واللي عايزة تتخن".
تطلب من كل شخص رسم قلب وتحليل صورة دم كاملة، كإجراءات احترازية تساعدها في اختيار التمارين ونظام الأكل المناسب لكل شخص، وأصعب ما يواجهها هو تقديم الدعم النفسي وإعادة الثقة بالنفس لمدن فقدها، "في ناس بتجيلي متدمرة نفسيًا من كلام الناس أو من المحاولات الفاشلة علشان تخس.. ويبيقى دوري إني أبني الثقة من جديد"، لكن نجاحها في تلك المهمة تكون فرحته "مضروبة في اتنين".
"نفسي الناس تحب الرياضة وتتعلم إنها ملهاش سن"
تتعرض خريجة كلية التجارة لانتقادات دائمة لأنها صاحبة شخصية قيادية بجانب عملها كمدربة لكنها لا تعطيها اهتمام، "بسمع تعليقات سلبية عن الجواز، وسمعت كلمة إنتي زي الرجالة، بس الناس مابيعجبهاش حاجة ودايمًا بيغيروا من الناجحين".
تحلم نسمة أن تصبح أشهر مدربة لياقة بدنية في مصر، وأن تساهم في نشر الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع.
الكاتب
ندى بديوي
الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا