صيام الأطفال في رمضان
الأكثر مشاهدة
بالتأكيد كلنا نتذكر كيف كان يقوم والدينا بتحفزينا على الصيام وكيف نشأنا على حب الصيام والامتثال لأوامر الله -سبحانه وتعالى- لإننا تعلمنا الطاعة العمياء وصدقنا أننا نصوم لكي نشعر بالفقراء ولكن حينما طرح الجيل الحالي علينا سؤال " ولماذا يصوم الفقراء إذا؟" لم نعرف الإجابة لذلك علينا أن نعي أن الجيل الحالي من الأطفال يختلف كليا وجذريا عنّا وعن طريقة تفكيرنا، لذلك يجب أن يكون هناك طرق أخرى وجديدة لتحبيب الأطفال في الصيام وتعويدهم عليه بطريقة تناسب تفكيرهم الحالية والمجتمع الذي نشأوا فيه.
قبل أن نبدأ في شرح طرق تعويد طفلك على الصيام عليكِ أن تشرحي له لماذا نصوم وتقومين بشرح ذلك باستفاضة لإن أول خطوة في عملية التعويد هي اقتناع الطفل بما يفعله، لذلك ستخبرينه أن الله أمرنا بالصيام لكي نتعلم البُعد عن كل ما يغضبه بإرادتنا وأن نمتثل لأوامره لإننا نحبه، وأن في الصيام لن يراك أحد غير الله وأنك رقيب نفسك فإذا أفطرت في الخفاء لن يعرف أحد إلا الله لإنه يراك لذلك عليك أن تكون صادقا مع الله وتستشعر مراقبة الله لك لا الناس.
إذا كنت قد قمت بالخطوة السابقة فإنك تكونين قد قطعت نصف المسافة تقريبا في عملية صيامه وهو تقبله للأمر ولذلك فالخطوات القادمة ستكون سهلة في تنفيذها
كيف تعودين أطفالك على الصيام
1- الاستعداد قبل رمضان هو أول وأهم خطوة، فعليكِ بتعويد الطفل على أن الوجبات تكون في أوقات محددة ومتباعدة ومنع الطعام بين الوجبات، بالإضافة إلى الاستعدادت الروحانية بالحديث عن الله والأنبياء وتزيين البيت بزينة رمضان.
2- عليك بالصيام المتقطع منذ سن 7 سنوات، حيث أن السن الإلزامي للصيام في الإسلام هو سن 12 سنة، وقبل ذلك يكون جسد الأطفال ضعيف لا يتحمل الصيام لفترات كبيرة لذلك فإن الصيام على فترات قصيرة ثم مدها خطوة بخطوة -كالصيام حتى الظهر ثم العصر وهكذا- هو البداية.
3-يجب علينا الابتعاد تماما عن فكرة معاقبة الطفل أو التشديد عليه بأي طريقة في الصيام، وأن نتذكر دوما أننا في مرحلة تحبيب الطفل وتقريب فكرة الصيام من قلبه لذلك سنبتعد تماما عن كل ما يمكن أن يجعله يكره الفكرة في مثل هذا السن.
4- بالطبع يجب إبعاد الأطفال عن أي مجهود بدني ضخم يمكن أن يعرضهم لمخاطر صحية أثناء الصيام ولكن يجب مراعاة أنهم أطفال ويحتاجون للعب وممارسة حياتهم بشكل طبيعي لذلك سوف نسمح لهم باللعب في حدود أيضا كي لا يطلبوا أن يفطروا رغبة في العودة لحياتهم الطبيعية.
5- يجب عدم ترك الطفل بلا نشاط في رمضان لفترات طويلة أو تركه لينام بل يجب إشغال وقته بأشياء مفيدة يفعلها في البيت سواء بقراءة القرآن أو عمل أي نشاط بسيط يحبه كي لا يمل أو يشعر بالجوع سريعا أو الرغبة في الأكل للهروب من الملل.
6- يجب أن تثني على قدرات الطفل على الصيام من وقت لآخر أمام الأقارب والمعارف، فالتشجيع جزء أساسي من تربية الأطفال بشكل عام وبالتأكيد سيساعد في تهيئة نفسية الطفل وتقويته للصيام
7- يجب إشراك الطفل في النشاطات التي تتم في البيت أثناء الصيام وبالتأكيد دون إرهاقه، فمثلا عليكِ بطلب مساعدته في تحضير طعام الإفطار والسحور، حتى يشعر بأنه جزء من كل الأنشطة التي تتم في الشهر الكريم مما يساعده على تقبل فكرة الصيام كل عام دون الشعور بالإزعاج أو الضيق
8- اهتمي بمشاركة الطفل في الأنشطة الروحانية كذلك المتعلقة بالدين، مثل الصلاة في الجامع والاستماع إلى الخطب التي تتحدث عن فضل الصيام وغيره، حتى لا يشعر بالإجبار أو أن الصيام فرض لا يعلم لما عليه تأديته، وتذكري دومًا أن مناقشة الأطفال في كل ما يتعلق بالدين يجب أن يكون بالعقل والحكمة حتى لا يتم إكراههم فيه
9- معاملة الطفل كشخص كبير له رأي فيما سيتناوله على الإفطار والسحور هو أمر لا يمكنك تجاهله، فيجب سؤاله فيما يحب أن يتناوله
10- الشعور بروحانيات الشهر الكريم لا تتوقف فقط عند الصلاة، بل يجب أن تشركيه في أعمال تطوعية وخيرية يساعد فيها الطفل الفقراء والمساكين بطرق متعددة، مثل إعداد الطعام وغيره حتى يشعر باختلاف في رمضان عن بقية أيام العام.
صيام صحي للأطفال في رمضان
ولأن صحة الأطفال تكون أكثر تأثرًا من الكبار، فيجب دومًا مراعاة ما يتم تناوله في وجبتي الإفطار والسحور، كذلك مراعاة حالتهم الصحية وسنهم، ولكي تتأكدي من عدم إرهاق طفلك فإن هناك بعض النصائح التي يجب عليكِ الاهتمام بها حتى تضمنين المحافظة على صحة طفلك:
- يجب الحرص على أن يكون التمر هو أول شيء يتم تناوله، حتى يمده بكل المعادن والفيتامينات التي يحتاجها
- يجب أن تحتوي الوجبات الغذائية التي يتناولها الطفل كل يوم على جميع العناصر الغذائية المفيدة، كالخضروات الطازجة والكربوهيدرات والبروتينات وغيرها
- الحرص على حصول الطفل على مايكفي من السوائل حتى لا يتعرض للعطش أثناء الصيام ولكي لا يصاب بالجفاف أو الإمساك، كذلك احرصي على استبدال العصائر المصنعة بالعصائر الطبيعية المصنوعة منزليًا
- وجبة السحور وجبة مهمة للأطفال بشكل أكبر، فيجب الحرص على احتوائها على البروتين كالبيض وعلى منتجات الألبان كالجبن والحليب
- انتبهي إلى وزن طفلك، وراقبي كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها الطفل طوال اليوم، فكثيرين يعانون من زيادة الوزن في رمضان نتيجة لتناول كمية كبيرة من السكريات والنشويات
- والأغذية المضرة والمشروبات المضرة أيضا كالمياه الغازية وغيرها، وذلك بعد الانتهاء من الإفطار أو أثناءه
- احرصي على حصول طفلك على قسط كاف من النوم أثناء الليل، حتى لا يؤثر السهر على صحته إلى جانب الصيام
- تجنبي صيام طفلك إذا كان مصاب بفقر الدم أو فقدان الشهية المصحوب بانخفاض الوزن أو السكري
- يجب الابتعاد عن استهلاك السكريات والحلويات بكمية كبيرة، ويفضل استبدالها بالفاكهة الطبيعية
- احرصي على عدم إرهاق الطفل في أي نشاط بدني كبير أثناء الصيام حتى لا يتعرض للعتب والإغماء مما يؤثر سلبًا على صحته وعلى مواظبته على الصيام
وقبل كل شيء، يجب عليك الاطمئنان على صحة طفلك قبل أن تقرري صيامه من عدمه، فيجب استئارة الطبيب الخاص وإجراء الفحوصات إن لزم الأمر للتأكد من ملائمة صحة الطفل للصيام وعدم تعرضه لأي مشاكل صحية.
الكاتب
رضوى سمير
الثلاثاء ٠٨ مايو ٢٠١٨
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا